الأطفال لديهم أحلام وتخيلات من واقع يعيشونه، يلحون عليكم بأسئلتهم الكثيرة التي لا تتوقف، سؤال يتبعه سؤال، فهم في شغف وحب استطلاع وحماس ورغبة للتعلم عما يدور حولهم فأشبعوا رغباتهم، عندما تفعلون العكس سيؤثر ذلك على إبداعاتهم وابتكاراتهم، لأن الإبداع والابتكار نتيجة الاستطلاع والتعلم. الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة تبدأ قدراتهم الخاصة في التمايز عن الذكاء والقدرة العقلية العامة، ويحب الطفل في هذه المرحلة القراءة بصفة عامة، يستطيع قراءة الصحف ذات الخط الصغير ويستثيره البحث عن الحقيقة والحاجة لفهم الظواهر الطبيعية، وتتضح تدريجيا في هذه المرحلة القدرة على الابتكار، والابتكار هو التفكير والعمل المبدع الجديد غير العادي، ومن الضروري تقبل هذا التفكير، فعلماء النفس وعلماء التربية يهتمون بظاهرة التفوق، لأنها نتيجة الابتكار، كما يهتمون بمشكلة الضعف العقلي. لقد قامت دراسات كثيرة حول الأطفال المتفوقين عقليا، وهم الذين تزيد نسبة ذكائهم عن 130، أما الذين تزيد نسبة ذكائهم عن 145 فيعتبرون موهوبين. ومن خصائص الشخصية المميزة للأطفال المتفوقين أنهم يميلون إلى أن يكونوا أطول قامة وأقوى وأصح جسميا وأمهر في اللغة والقراءة وأكثر أسئلة وحبا للاستطلاع وأميل إلى احتلال الأدوار القيادية في الجماعة (وهذا ناتج عن تربية الأب، فهو يعطي أولاده القيادة ويعاملهم معاملة الكبار)، وأكثر توافقا من الناحية النفسية وينمو لديهم مفهوم الذات، وتكون اتجاهاتهم نحو أنفسهم سوية صحيحة، فإن الثناء الذي يلقاه الطفل على أبسط عمل يفعله يعزز ذاته ويزيد ثقته في نفسه ويجعله متفوقا وأحرص من غيره، فلا يقع في سلوك مشكل مما يجنبه العقاب ويجزيه الثواب. فكل شخص يريد لابنه الأفضل.. كل منا يريد أن يفتخر بابنه فاعملوا على ذلك، فلا يوجد استثمار أهم من تربية الأبناء، فهم معجزة الحياة، وهم الرسائل التي نبعث بها للمستقبل.