مع احتواء معظم حرائق ولاية كاليفورنيا الجنوبية المدمرة زار الرئيس الامريكي جورج بوش الموقع الذي لحقه دمار كبير في الوقت الذي وجه المسئولون اهتمامهم إلى تأمين المنحدرات التي تعرت والتي قد تتحول إلى انهيارات طينية قاتلة عندما تهب العواصف الشتوية نهاية الاسبوع الحالي. وقال بوش الذي رافقه كل من حاكم كاليفورنيا المنتخب أرنولد شوارتزنيجر والسابق جراي ديفيز "رأينا أسوأ ما في الطبيعة وأفضل ما في الانسانية". وأشاد بوش بالسكان ورجال الاطفاء وذلك خلال خطاب بثه التلفزيون الرسمي. ووصف المعلقون الخطاب بأنه محاولة للاستحواذ على الولاية التي عادة ما تؤيد الديموقراطيين من أجل الانتخابات الرئاسية في عام 2004. وراح ضحية الحرائق نحو 22 شخصا ودمرت النيران 500ر3 منزل وتقدر الخسائر الناجمة عنها بنحو ملياري دولار وتوشك الامطار الغزيرة أن تعمق المأساة عبر أنحاء كبيرة من الولاية التي بدأت لتوها تتعافى من الحرائق. وتتواجد فرق من علماء النباتات والاحياء والمهندسين وأخصائيي مستنقعات مائية في الموقع في محاولة لتحديد الاماكن الاكثر خطورة. ويعتقد باحتمال حدوث كارثة كبيرة لان المنطقة الضخمة التي تأثرت بالحريق بها كثافة سكانية مرتفعة مع الاحتمال الوشيك لسقوط الامطار الموسمية الغزيرة. وتسببت الحرائق في تدمير نحو 300 ألف هكتار من منطقة التلال وإحراق معظم الاشجار التي تؤدى عادة إلى تماسك تربة جوانب التلال معا. كما أدت الحرائق أيضا إلى جعل الارض أكثر صلابة مما يجعلها أقل قدرة على امتصاص الماء مما يعرض عشرات التجمعات السكنية لخطر الفيضان والانهيارات الطينية. ونقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز عن الخبراء وصفهم للموقف بأنه ينذر بكارثة خاصة في مقاطعة سان بيرناردينو حيث أن إقامة 50 حوضا لمنع الصخور والطين والاشجار المتساقطة غير كافية. وهذه الاحواض مبنية لصد الطمي المتساقط منذ فيضان حدث قبل مائة عام. ولكن في المناطق التي أتت عليها النيران فإن حجم الانهيارات الطينية قد يصل إلى عشرة أمثال المعتاد في الوقت الذي سيؤدي فيه اندفاع المياه إلى دفع التربة المفككة والاشجار الميتة والصخور الضخمة باتجاه المنحدرات.