أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش على مقربة من مناطق الحرائق الهائلة في كاليفورنيا أمس أنه سيتم العثور على صدام حسين، مؤكدا أنه هو الذي يؤجج التوتر في العراق. وقال بوش في تصريحات للصحافيين خلال زيارته لأهم ولاية في أقصى الغرب الأمريكي التي تجتاحها الحرائق سنعثر عليه .. وأنا متأكد انه يؤجج التوتر. الا انه عاد وذكر ان صدام حسين لم يعد في السلطة اثر التدخل الاميركي البريطاني. وأضاف قائلا عن صدام أنه لم يعد على رأس البلاد، ولم يعد يغتصب الشابات، ولا يسهل اغتصابهن لأن عائلاتهن لم تكن على وفاق معه. لقد توقف عن تعذيب الناس ولم يعد يحفر المقابر الجماعية. لقد عثرنا على الآلاف من الرجال والنساء والاطفال في مقابر جماعية. وزار الرئيس بوش منطقة سان دييجو بكاليفورنيا لتفقد الاضرار الناجمة عن حرائق الغابات وتقييم جهود الانقاذ. وينفي البيت الابيض ومسؤولو حملة بوش الانتخابية وجود صلة بين هذه الزيارة وحملة اعادة انتخاب بوش عام 2004 . وقال الناطق الرئاسي سكوت مكليلان انها فرصة للرئيس لتقييم الدمار الناجم عن حرائق الغابات بنفسه ولتفقد جهود الانقاذ. وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها بوش لكاليفورنيا منذ فوز النجم السينمائي ارنولد شوارزنيجر بمنصب حاكم الولاية في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي والذي جدد آمال الحزب الجمهوري في امكانية الفوز في الانتخابات بولاية كاليفورنيا أكثر الولاياتالامريكية سكانا. وقال احد مستشاري بوش الاسبوع الماضي في تقييمه السياسي للولاية انها كاليفورنيا الجديدة. ومن المفترض أن يقوم بوش بجولة على متن طائرة هليكوبتر لتفقد أضرار الحرائق وسيهبط للقاء بعض العائلات في منطقة هاربيسون كانيون التي دمرتها الحرائق. وسيتحدث بوش ايضا مع رجال الاطفاء وعمال الاغاثة في قاعدة جيلسبي الجوية في ال كاجون بكاليفورنيا. وقال البيت الابيض انه من المتوقع ان ينضم شوارزنيجر وحاكم كاليفورنيا جراي ديفيز التي اوشكت فترته على الانتهاء الى الرئيس في جولته. وأسفرت الحرائق التي عانتها كاليفورنيا عن سقوط 22 قتيلا واحتراق نحو 750 الف فدان كما دمرت نحو 3500 منزل قبل ان تخمد الثلوج والامطار ودرجات الحرارة المنخفضة بعض الحرائق يوم السبت. وتقدر الخسائر الناجمة عنها بنحو ملياري دولار وتعد أسوأ حرائق في تاريخ الولاية الامريكية الحديث وهي مستمرة منذ 14 يوما وجند لإطفائها ومعالجة آثارها حوالي 15 ألف شخص. وأعلن بوش المناطق التي عانت الحرائق مناطق كوارث الاسبوع الماضي مما جعلها مؤهلة للحصول على مساعدات اتحادية. وكان بوش قد خسر ولاية كاليفورنيا لمرشح الديمقراطيين ال جور في حملة انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2000 ويقول مسؤولو حملة بوش الانتخابية الحالية انهم يسعون لكسب كاليفورنيا في انتخابات عام 2004 وعزز فوز شوارزنيجر من محاولتهم. وكان بوش قد زار كاليفورنيا في طريقه للقيام بجولة في اسيا الشهر الماضي كما توجه كين ميلمان مدير الحملة الانتخابية لبوش الى الولاية الاسبوع الماضي للقاء مساعدي شوارزنيجر ومناقشة الاستراتيجية المتعلقة بالانتخابات عام 2004 . ومع احتواء معظم حرائق جنوب الولاية المحترق وجه المسئولون اهتمامهم أمس الأول إلى تأمين المنحدرات التي تآكلت من النيران والتي قد تتحول إلى انهيارات طينية قاتلة عندما تهب العواصف الشتوية في نهاية الاسبوع الحالي. وتوشك الامطار الغزيرة أن تعمق المأساة عبر أنحاء كبيرة من الولاية التي بدأت لتوها تتعافى من الحرائق. وتتواجد فرق من علماء النباتات والاحياء والمهندسين وأخصائي مستنقعات مائية في الموقع في محاولة لتحديد الاماكن الاكثر خطورة. ويعتقد أن احتمال حدوث كارثة كبير لان المنطقة الضخمة التي تأثرت بالحريق بها كثافة سكانية مرتفعة مع الاحتمال الوشيك لسقوط الامطار الموسمية الغزيرة. وقد تسببت الحرائق في حوالي 300 ألف هكتار من منطقة التلال إلى إحراق معظم الاشجار التي تؤدى عادة إلى تماسك تربة جوانب التلال معا. كما أدت الحرائق أيضا إلى جعل الارض أكثر صلابة مما يجعلها أقل قدرة على امتصاص الماء مما يعرض عشرات التجمعات السكنية لخطر الفيضان والانهيارات الطينية. ونقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز عن الخبراء وصفهم للموقف بأنه ينذر بكارثة خاصة في مقاطعة سان بيرناردينو حيث ان إقامة 50 حوضا لمنع الصخور والطين والاشجار المتساقطة غير كافية. وهذه الاحواض مبنية لصد الطمي المتساقط منذ فيضان حدث قبل مئة عام.