اتفق مفكرون وعلماء دين على أن حقيقة العداء الأمريكي للإسلام تكمن في انتشار ما يعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا « نتيجة للحملات التي تتبناها الأبواق الصهيونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب في الترويج للشبهات حول الإسلام كدين وحضارة، ووصفه بأنه دين يدعو اتباعه إلى الإرهاب وكراهية الحضارة الغربية، فضلا عن العامل الثقافي الذي شكل ذهن المواطن الأمريكي ومدّه بمعلومات منفِّرة ومخيفة عن الإسلام والمسلمين.»اليوم» استطلعت آراء نخبة من العلماء والمفكرين للوقوف على حقيقة ظاهرة العداء الأمريكي للإسلام، ومدى ارتباطها بهجمات الحادي عشر من سبتمبر, وما يتعين على المسلمين في الولاياتالمتحدة وخارجها فعله، لمواجهة هذه الظاهرة العدائية ؟، وعمّا إذا كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001كاشفة عن هذا العداء الأمريكي والغربي للإسلام أم منشئة له؟. محاربة الحقيقة فى البداية يقول الدكتور نهاد عوض المدير التنفيذى لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير): أن العداء الأمريكي للإسلام يكمن في انتشار ما يعرف بظاهرة «الإسلاموفوبيا» من خلال اتهام الإسلام والمسلمين بأنهم مصدر الإرهاب، وهناك كثير من الأبواق التي تغذي هذه الظاهرة»الإسلاموفوبيا» وتكِن العداء والكراهية للإسلام والمسلمين، استغلت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التي وقعت داخل الولاياتالمتحدةالامريكية في ترويج أفكارهم المسمومة ضد المسلمين واتخاذ هذا الحادث كذريعة لإثبات صحة دعواهم الكاذبة ضد الاسلام والمسلمين، فكان التجاوب من قبل قطاع كبير داخل المجتمع الامريكي واضحاً ، ووضعت الجالية المسلمة على الخارطة السياسية في الولاياتالمتحدة، بل أصبحت محطة مهمة في النظرة نظرة الأمريكان والسياسيين لمفهوم الإرهاب، وكيفية الحكم على الأحداث عندما تجري على الأرض الأمريكية. وأضاف: إن أحداث 11 سبتمبر لم تكن وحدها هي التي شكلت ظاهرة العداء الامريكي للإسلام والمسلمين، بل هناك عوامل أخرى سابقة عليها ، ومن أهمها العامل الثقافي الذي شكل ذهن المواطن الأمريكي، وتابع قائلا: نجد أن شركة هوليوود التي تصنع السينما هي تصنع الثقافة الأمريكية، بل أعادت تشكيل الثقافة الأمريكية منذ سبعين سنة، وهذه الثقافة الفنية أصبحت ثقافة سياسية، وهناك الرجل الأكاديمي والرجل السياسي بدأ يستخدم عبارات من الأفلام، بل وبدأ يأخذ بعض المشاهد من بعض الأفلام ويمثلها في أرض الواقع وفي الميادين السياسية، فهوليوود تلعب دورًا مهماً في تشكيل الرأي العام الأمريكي، ومن يقول إنها هي فقط فيلم في دار السينما، أنا أعتقد أنه يجهل الحقيقة، وهوليوود أصبحت لها تأثير على الثقافة الدولية، الثقافة الدولية من حيث السينما والتأثيرات الفنية، وهوليوود أنتجت على الأقل سبعمائة فيلم خلال ثلاثين سنة تشوِّه صورة العرب والمسلمين، فنحن أمام جبل كبير من التشويهات، ومن التصويرات النمطية التي بدأت تؤثر في نظرة الشعب الأمريكي كشعب منعزل عن العالم جغرافيًّا، لكنه أثر في العالم سياسيا من خلال هوليوود وأفلامها، والتأثيرات السيئة لا نكاد نجد فيلمًا واحدًا حديثًا يتحدث عن دور عربي وإسلامي في العالم ،ناهيك عن أمريكا بشكل إيجابي، فلا شك أنها لعبت دورًا سلبيًّا جدًّا حتى في نظرة أمريكا كدولة تجاه العالم الإسلامي. أولى للعرب والمسلمين أن يتوحدوا, وأن يعرفوا من هو الصديق ومن هو العدو, وما هو الخطر الذي يتهددهم, بحيث نبني الاستراتيجية الحقيقية للدفاع عن الإسلام، وبلوغ مجالات القوة في كافة ميادينها؛ حتى نستطيع أن نقف أمام هذه الهجمة العدائية ..والكتب أيضا وأضاف: إن السينما ليست المكان الوحيد الذي تشوّه فيه -وبغير حق- صورة الإسلام والمسلمين، الصحف والكتب هي موقع آخر، فالكتب لها دور كبير في تشكيل نظرة الناس منذ الصغر، فهذا الكتاب على سبيل المثال يشوّه العرب والمسلمين، ويقدّمهم على هيئة قردة وخنازير، وهذه تقدم للأطفال، قصص فنية لكن لها أثراً سيئاً في إعطاء انطباع سيئ عن المسلمين، بالاضافة الى ما تقدمه وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية. وحول رؤيته لعلاج ظاهرة التشويه المتعمد لصورة الاسلام والمسلمين، قال: إن الدول العربية والإسلامية بإمكانها أن تلعب دورا أكبر ممّا هو موجود حاليًا، ويجب أن تحتك بالجالية المسلمة بأسلوب أكثر إيجابي، وبإمكانها أن تبني جسور تفاهم وتعاون أفضل من الماضي، جالية مترامية الأطراف، فالأحرى بالدول العربية والإسلامية أن تستثمر وتستغل هذا الوجود وتتعاون معه وتنميه لمصالح مشتركة، لافتا الى أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية يضطلع بدوره في مواجهة هذه الظاهرة وإثبات أن الإسلام دين العدالة والتسامح وأن المسلمين دعاة محبة وسلام. أفكار خاطئة ومن جانبه يرى الدكتور محمد مختار المهدي رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية للتعاون بالكتاب والسنة المحمدية، ظاهرة العداء الغربي والأمريكي للإسلام بشكل عام ترجع الى عدة اسباب منها إلى أن كثيرا من المؤسسات الأمريكية والشعب الأمريكي ذاته تربّى على هذا النمط العدائي للإسلام, وظنوا أن القرآن الكريم الذي هو دستور المسلمين، هو الذي شجع المسلمين على «الإرهاب» ، وكراهية الحضارة الغربية ، وحتى أن هناك دعوات وأصواتاً تعالت داخل الولاياتالمتحدة دعا أصحابها لحرق القرآن الذي يعتبرونه مصدر «الإرهاب». وأضاف قائلا: إنه بناءً على هذا النهج وجدنا الإعلام الصهيوني, وهو المسيطر على الإعلام العالمي, ينفخ في هذه القضية، وأقنع بها الكثيرين, خاصة من الشعوب الغربية, ومن بينها الشعب الأمريكي. وحول رؤيته لسبل المواجهة التي يمكن للمسلمين أن يتحصّنوا بها في مواجهة هذه الحملات العدائية، قال الدكتور المهدي: أولى للعرب والمسلمين أن يتوحدوا, وأن يعرفوا من هو الصديق ومن هو العدو, وما هو الخطر الذي يتهددهم, بحيث نبني الاستراتيجية الحقيقية للدفاع عن الإسلام، وبلوغ مجالات القوة في كافة ميادينها؛ حتى نستطيع أن نقف أمام هذه الهجمة العدائية، فطالما أن المسلمين دون كلمة موحدة ودولة واحدة، سيتجرأ عليهم العالم كله, وستستمر هذه الحملات الغربيةوالأمريكية. أسباب العداء ومن جانبه يقول الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر: إن هناك اسباباً كثيرة لظاهرة العداء الامريكى للإسلام والمسلمين، وأخطرها الأسباب التي شكلت ذهنية وفكر الانسان الامريكي والغربي عن الإسلام والمسلمين، فمثلاً نجد أن الصليبية صنعت للإسلام وللمسلمين وحضارتهم صورة بائسة ومتهافتة ومضحكة، أشاعتها في أوروبا الملاحم الشعبية؛ كذلك بلغ الخيال الصليبي المريض إلى الحدِّ الذي صوّر فيه رسول الإسلام بصورة منفِّرة . وتابع قائلا: هذه الصور التي صنعها الخيال المريض لدى هؤلاء الحاقدين على الاسلام ، كان الهدف منها شحن عقول الدهماء حتى ينخرطوا في الحرب ضد الإسلام والمسلمين، فهناك قصص خرافية عن الاسلام تتضمنها مناهج الدراسة فى المدارس والجامعات في امريكا ودول الغرب تُرسِّخ لثقافة الكراهية للإسلام مثل ارتباط الإسلام بالعنف، وانتشاره بالسيف، وحضِّه على القتل للمخاطبين.. وهي تهمة لا تقف فقط عند العامة والدهماء، الذين تتغذى عقولهم وقلوبهم من مخزون ثقافة الكراهية السوداء التي صنعها الخيال الصليبي القديم، والتي تشيع في الكتب المدرسية بالمجتمعات الغربية، بل تتعدّى هذه التهم نطاق الدهماء إلى دوائر الفنانين والساسة والمثقفين والأدباء.
نعيب أمريكا.. والعيب فينا؟! أكد عدد من الدبلوماسيين والمفكرين من المملكة والدول العربية أن غياب أمة ال 200 مليون عن التأثير في صانع القرار الأمريكي يرجع بالدرجة الأولى إلى غياب الرؤية الاستراتيجية وعدم وجود خارطة طريق ترسم ملامحها الجامعة العربية ليكون هناك حضور قوي على الساحة الأمريكية للجاليات العربية المهاجرة وتوظيفها من أجل مصالح وقضايا العرب الرئيسية وإجهاض مفعول اللوبي الصهيوني الذي يقف داعماً له الأيباك.. ( اليوم ) أجرت الاستطلاع التالي: نعيب أمريكا والعيب فينا في البداية، أكد الوزير الكويتي المفوض بقطاع الإعلام بالأمانة العامة للجامعة العربية، عبد اللطيف العوضي، أن جماعات الضغط واللوبيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية تمثل إحدى ركائز النظام السياسي والاجتماعي ، وهي وسيط فاعل بين أصحاب المصالح وصناع القرار، كما أنها تقوم بدور هام في تحديد هذه المصالح، وتتأثر إلى حد بعيد بالمعطيات الدولية سواء في السياسة أو الاقتصاد فضلا عن قوة الجالية وحضورها في الانتخابات الأمريكية، موضحا أن ساحة الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ استقلالها شهدت أكثر من سبعة آلاف لوبي ظهرت واختفت حسب الحالة إلى أن صارت جزءاً من النظام السياسي والاجتماعي بعد الحرب العالمية الثانية والتي واكبت تحول أمريكا لأكبر دولة في العالم مما جعلها محط أنظار علماء ومفكرين ورجال أعمال من كل الجنسيات بشكل أعطى لكل جماعة الحق في التعبير عن مصالحها، الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي أيزنهاور يدق ناقوس الخطر عام 1962 للتحذير مما أطلق عليه آنذاك بنمو الوحش الكاسر داخل بنية المجتمع الداخلي الأمريكي وارتهان القرار الأمريكي بيد جماعات الضغط والمصالح الأمريكية وهذا ما حدث بالفعل مع طغيان اللوبي الصهيوني برعاية ما يطلق عليها منظمة الايباك، في وقت غاب فيه التأثير العربي والإسلامي . وأشار الوزير العوضي بأن من العيب كل العيب أن نعيب على انحياز صانع القرار الأمريكي في اتجاه المصالح الإسرائيلية وننسى أن نلوم أنفسنا وتحملنا مسئولية الغياب عن الساحة الأمريكية والتخلي عنها لجماعات الضغط الصهيونية الأكثر تنظيماً، وساعد في ذلك بشكل أكثر نظرتنا وعقليتنا الأيدولوجية للإدارة الأمريكية بأنها معادية للعرب على طول الخط. وأضاف العوضي بأنه من نقصان العقل أن نتباكى على اللبن المسكوب ونترك الفرصة تضيع من بين أيدينا فما زال الأمل موجودا في إعادة ترتيب الأوراق العربية داخل أمريكا وتنظيم صفوف الجالية العربية والإسلامية عبر قنوات التواصل معها وأن تكون هناك خارطة طريق يتم من خلالها رسم السياسات التي تخدم المصالح والقضايا العربية، وضرورة أن يبدأ ذلك من دراسة وقراءة تحركات الطرف الآخر، بشكل يجعلنا أكثر قدرة في التأثير على صانع القرار الأمريكي. غياب القيادة من جانبه أكد ماروك نصر الدين مستشار وزير العدل الجزائري، أن غياب ( أمة ال 200 مليون ) عن التأثير في صانع القرار الأمريكي والإدارة الأمريكية بالبيت البيض تمثل إشكالية كبرى، ورغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتمد في الحصول على مواردها بشكل رئيسي من الدول العربية، ورغم ذلك فإن معاملتها مع الوطن العربي لا ترقى إلى نظيرتها مع إسرائيل التي تحظى بأولوية خاصة على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية ولا يمكن أن يغفلها أي رئيس خلال برنامجه الانتخابي، موضحاً أن العرب يتحملون المسئولية الرئيسية في ذلك بسبب عدم وحدة الصف وغياب التنسيق عند التحرك على الساحة الدولية وفي المحافل المختلفة، وعلى خلاف الحال بالنسبة للجاليات المختلفة في أوروبا وأمريكا فإن الغياب هو السمة المميزة للجانب العربي الذي لم يستطع توظيف العلاقات والمصالح المشتركة التي تربط العالم العربي بالولاياتالمتحدةالأمريكية سواء من حيث حجم التبادل التجاري ونسبة الطلبة العرب والمسلمين الدارسين في أمريكا ومع ذلك لم نستفد من ذلك. ونفى المستشار مبروك الاتهامات التي يوجهها البعض للجالية العربية والإسلامية في أمريكا بأن غياب تأثيرها على صانع القرار والإدارة الأمريكية في البيت الأبيض ترجع إلى نقل هذه الجالية العربية لأمراضها ومشاكلها المجتمعية للبيئة الأمريكية، موضحا أن الواقع يؤكد عكس ذلك ويثبت أن روابط كثيرة تجمع بين أفراد الجالية العربية والإسلامية وأكثر ما يجمعهم المائدة الواحدة خلال شهر رمضان بشتى جنسياتهم سعودي مصري جزائري مغربي سوداني فالجميع يقفون خلف إمام عربي ومسلم واحد عندما يحين الأذان ، وكل ما ينقصهم فقط هو غياب القيادة التي تتولى القيادة. أضاف المستشار مبروك بأنه من المؤسف أنه حتى هذه اللحظة الراهنة لاتوجد هناك سياسة عربية إسلامية لاستثمار هذه الجاليات التي اكتفى البعض بالنظر إليها واعتبارها فئات ذهبت للبحث عن حلول لمشاكلها المادية وأن تجد لها مكانا في الحقول العملية وتحقيق طموحاتها ومن ثم انقطعت حبال الود مع مجتمعاتها، وتلك نظرة قاصرة تحتاج إعادة النظر ووضع خارطة طريق لربط هذه الجاليات العربية بوطنهم الأم، معربا عن أمله أن تأخذ الأمانة العامة للجامعة العربية زمام المبادرة في تفعيل هذه الأمنيات . إمكانيات مشتتة من جانبه أكد الدكتور يوسف الإبراهيم الخبير الإعلامي في المؤسسة القطرية للإعلام أنه عندما نقارن بين الحضور العربي والإسلامي على الساحة الأمريكية ومستوى التأثير على صانع القرار الأمريكي مقارنة باللوبي الصهيوني ومصالح الضغط اليهودية، نجد أن تأثير الجالية العربية والإسلامية مازال ضعيفاً على صانع القرار داخل البيت الأبيض ، وهذا مرجعه عدم توحد جهود الجالية مقارنة بمثيلاتها من جماعات الضغط الصهيونى التي تتمتع بقدرة تنظيمية كبيرة و أهداف محددة تصل إليها عبر خارطة واضحة المعالم، بينما آفة الجاليات العربية والإسلامية هناك هو داء التفرق بشكل يفقدها القدرة على التأثير فى القرار الأمريكى رغم الموارد المالية والبشرية التي يمتلكها العالم العربي والإسلامي ولكنها تبقى مجرد إمكانيات مشتتة ويبقى عدم توحيد الجهود هو العامل الرئيسى فى ضياع هذه الجهود. الكرة في ملعب الجامعة العربية من جانبه أكد سعد عبدالله العرجاني من وزارة الخارجية بالمملكة أن غياب حضور الجالية العربية عن ساحة التأثير في صانع القرار الأمريكي تمثل مشكلة أزلية وقديمة وما لم يكون هناك تفعيل لدور الجالية العربية عن طريق وضع استراتيجيات واضحة الملامح يضع خطوطها العريضة المنظمات العربية ممثلة في الجامعة العربية والمنظمات الإسلامية ومجلس التعاون الخليجي، بحيث يتم تقييم التأثير العربي في المجتمعات التي تستوطنها، موضحا أنه خلال دراسته للعلاقات الدولية في جامعة كارلتون بكندا كان أكثر ما لفت نظره غياب تأثير الجالية العربية هناك وهؤلاء الذين هاجروا من مجتمعاتهم لظروف اقتصادية واجتماعية عديدة وإن كان قد استطاع أحد أبناء الجالية اللبنانية الوصول إلى عضوية البرلمان في المجالس البلدية، ولكن ذلك ليس كافيا ويحتاج إلى حضور أكثر وأن يكون للجامعة العربية على وجه التحديد دور أكثر، نافياً أن يكون المهاجرون العرب قد انفصلوا عن أوطانهم الأم بل يظل الحنين بداخلهم لأوطانهم وما يحتاجونه فقط هو توظيف وجودهم ودعمهم على كافة المسارات وخاصة على المستوى المعنوي والفكري بجانب المادي لمساعدتهم على التواصل مع المجتمع الذين يقيمون فيه، وخاصة المسار الإعلامي . أضاف بأن الفرق الجوهري بين تنظيم اللوبي الصهيوني مقارنة بالعربي يكمن في التلاحم القوى بين المهاجرين اليهود ورصد ميزانيات ضخمة للتغلغل في ثنايا المجتمع الأمريكي وأكثر ما يظهر ذلك خلال العملية الانتخابية والتأثير على صوت الناخب الأمريكي. جملة أسباب ومن جانبه قال المستشار القانوني محسن الحازمي من الرياض وأول طالب عربي يدرس القانون الجنائي الدولي بجامعة ساسكس بإنجلترا، إن غياب الجالية العربية الإسلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدم قدرتها على التأثير في الانتخابات الأمريكية الأخيرة إنما يرجع إلى جملة أسباب من أهمها عدم وجود ترابط بين هذه الجاليات ومراكز صنع القرار بالوطن العربي لرسم الاستراتيجيات والخطط لاستثمار الاصوات العربية في الانتخابات الأمريكية وهذا يلقى على الجامعة العربية باعتبارها كان الأولى بتحقيق هذا التواصل من خلال مكاتبها الموجودة في أمريكا، ولذلك علينا أن نأخذ الدروس من كل ذلك وبحث تفعيل كل ذلك.
علاقة أمريكا بالشرق الأوسط .. في كتاب في كتابه «أمريكا وصورة الشرق الأوسط « يعرض الكاتب توماس برايسون تفاصيل العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العربية،حيث يرجع الكاتب بالتاريخ للوراء ويحكي عن الانهيار والمعاناة الذي تعرضت له الدول العربية أثناء الاستعمار وتسخير امكانياتها وطاقاتها لخدمة الاستعمار وكيف أن الدول العربية مستعمرة حتي الان لصالح أمريكا. ثم ينتقل الكاتب الي سياسة أمريكا تجاه العرب ومدي رغبتها في الحفاظ علي أمن اسرائيل. يقول برايسون - في الفصل الأول من كتابه - أن بعد استقلال أمريكا من الاستعمار الإنجليزي (إعلان الاستقلال الأمريكي وقع في 1776) وجد الأمريكيون أنفسهم في عالم معاد لهم تهيمن عليه قوى الاستعمار الأوربية، فقدوا فيه المزايا التجارية التي كانوا يتمتعون بها عندما كانوا جزء من الإمبراطورية البريطانية، وكانت التجارة الخارجية ضرورية للحفاظ على بقاء الجمهورية الأمريكيةالجديدة، لذا سعى الآباء المؤسسون للولايات المتحدةالأمريكية سعيا حثيثا للبحث عن أسواق جديدة وكان الشرق الأوسط الإسلامي من أولى الجهات التي قصدوها. لعبة مصالح ويقول توماس برايسون أن السياسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلال تلك الفترة المبكرة من العلاقات الأمريكية العربية كانت محكومة بشكل أساسي بمصالح أمريكا الوطنية (الاقتصادية بالأساس) المجردة والتي قادت أمريكا للانفتاح على أسواق الشرق الأوسط، وبناء أسطولا وطنيا لحماية مصالحها، والدخول في حروب في بعض الأحيان. ويتناول الكاتب سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط منذ قيام دولة اليهود ويؤكد أن الولاياتالمتحدة أثبتت للعالم أجمع وليس للشرق الأوسط وللعرب فقط أن مخططها الرئيسي هو الحفاظ علي أمن اسرائيل مهما تكن التضحيات.ويعرض الكاتب نموذجا لذلك وهو طرد المستعمر اليهودي عام 1992 ل417 من الشعب الفلسطيني من أراضيهم دون أي سند قانوني ولم تقم امريكا بالضغط علي اسرائيل لإعادة هؤلاء المطروديين من اراضيهم.وهو ما أدي الي اعتماد اسرائيل عليهم حتي أصبحوا لا يهابون أي دولة في العالم بل أصبحوا لا ينفذون قرارات الأممالمتحدة. ويقول توماس برايسون أن السياسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط خلال تلك الفترة المبكرة من العلاقات الأمريكية العربية كانت محكومة بشكل أساسي بمصالح أمريكا الوطنية (الاقتصادية بالأساس) المجردة والتي قادت أمريكا للانفتاح على أسواق الشرق الأوسط، وبناء أسطولا وطنيا لحماية مصالحها، والدخول في حروب في بعض الأحيان.ويقول الكاتب أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الدول العربية هي سياسة مصلحة فقط فأمريكا تريد السيطرة علي ثروات البترول في دول الخليج وتمنع تحالف الامة العربية من أجل الحفاظ علي الكيان الصهيوني، ويضرب الكاتب مثالا علي رغبة أمريكا علي ثروات العرب ما حدث في العراق وتدمير الولاياتالمتحدة لها بحجة الأسلحة النووية ولكن الهدف كان معروفا للجميع وهي السيطرة علي البترول ولكنها رفعت شعارات أخري مثل تعاون حكومة صدام حسين مع تنظيم القاعدة ونشر الديمقراطية وارتكبت مجازر كثيرة حيث أدي الغزو الأمريكي للعراق الي مقتل نحو نصف مليون طفل عراقي. سؤال وجيه؟ ويؤكد الكاتب أن هناك معادلة بين اسرائيل وامريكا ويتسائل «رغم مصالح أمريكا الكبري لدي العرب..لماذا لم يصلوا الي صيغة محترمة بينهم وبين الولاياتالمتحدة مثل اسرائيل»؟ وينتقل الكاتب لحروب أمريكا العسكرية في الشرق الاوسط وتدخلها في شئونه ويري أن الولاياتالمتحدة ربطت حروبها العسكرية بمجموعةٍ من الأهداف السياسية كان أبرزها العمل على زرع الديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم العربي، وأطلقت في سبيل ذلك ماسمته بالاصلاح، ومنذُ إطلاق هذه المبادرة، والشرق الأوسط يعانِي من سَيْل المبادرات العالمية المنهمرة من كل جانب، وأصبحنا منذ ذلك الوقت أمامَ رُؤى خارجية للإصلاح أثارت جدلاً كبيرًا داخل مصر والمنطقة العربية. سر التحالف وفي فصل أخر من الكتاب يحكي الكاتب عن اسرائيل بين الدول العربية والولاياتالمتحدة حيث يقول ان اسرائيل هي الحليف القوي لأمريكا في الشرق الأوسط من أجل التمهيد لها للسيطرة علي ثروات العرب مقابل الحفاظ علي أمنهم في ظل الخوف الشديد الذي يراوغ اسرائيل خوفا من توحد الدول العربية حيث يقول « التضحيات التي تقدمها أمريكا في الدول العربية ليس من أجل عيون اسرائيل كما تدعي أمريكا ولكن لكي تضمن أمريكا الحليف القوي في الشرق الأوسط علي الدوام ليكون هناك تدعيم وحفاظ علي مصالح أمريكا في الشرق الأوسط. .ويتناول الكاتب في فصل أخر العلاقة بين أمريكا والدول العربية ويؤكد أن أمريكا تتمتع بعلاقات حميمة مع كثير من الدول العربية، وتقمد الولاياتالمتحدة لهم المعونات الاقتصادية والعسكرية وذلك مقابل أغراض وعلاقات تتحكم فيها الولاياتالمتحدة القوة الكبر في العالم. وفي نهاية الكتاب يحدثنا المؤلف عن دور وسائل الإعلام والمجلات وهوليود في تصوير العرب حيث يتم تصوير اليهود علي أنهم نبلاء ةالعرب بجانبهم جامحون، وأكد الكاتب أن وسائل الاعلام استطاعت تشوية العرب من أجل تجميل اسرائيل.