بعض علماء الغرب لم ينصفوا بحق العلامة جابر بن حيان الازدي وحاولوا جاهدين ان يبلوروا فكرة ان جابر بن حيان اسطورة لانه برز في مؤلفاته التي تحتوي على معلومات غنية وملاحظات فريدة احكام رصينة ونظريات شاملة وتامة وخاضعة للتجارب العلمية. والحق ان جابر بن حيان حقيقي ولا غبار عليه ولا يمكن ان نقبل الجدل حوله. فهو من علماء العرب والمسلمين البارزين في جميع فروع المعرفة والمؤسس للكيمياء الحديثة ويكفيه فخرا واعتزازا ان ابا بكر الرازي عندما يذكره يقول استاذنا. ويعقب كارادي فو على الحاقدين على جابر بن حيان (الحضارة العربية والاسلامية) ويقول في دائرة المعارف الاسلامية: ان زعم اسطورية جابر ب حيان رواية ترفضها بدون تردد اما أ. ج. هولميارد فيؤكد للقارئ في كتابه (المبدعون في علم الكيمياء) ويقول: ان جابر بن حيان كان شخصية غير عادية وليس هناك مجال للشك في انتاجه السخي حول المواضيع المختلفة في العلوم الطبيعية وفي مقدمتها علم الكيمياء. وبهذه المناسبة احب شخصيا ان اتطرق لموضوع هام منشؤه الحسد وذلك ان هناك جماعة من اهل العلم مع الاسف في بلاد الغرب يعتقدون ان جابر بن حيان الازدي لم يصنف المؤلفات الراقية اتي تحمل اسمه بل انه حقيقة الف كتاب (الرحمة) .اما المصنفات الاخرى فهو انتحل بلا شك ان هذا امر عجيب فكيف يجهد انسان فكره وينهك قوته بالتنقيب والبحث عن المعلومات الثمينة ثم ينسبها لانسان آخر. وصدق محمد بن اسحاق بن النديم عندما قال في كتابه الفهرست ان رجلا فاضلا يجلس ويتعب فيصنف كتابا يحتوي على الفي ورقة ويتعب قريحته وفكره فاخراجه ويتعب يده وجسمه بنسخة ثم ينحله لغيره - اما موجودا او معدوما - ضرب من الجهل. وان ذلك لايستمر على احد ولا يدخل تحته من تحلى ساعة واحدة بالعلم واي فائدة في هذا واي عائدة؟. اما جابر الشكري فيقول في كتابه (الكيمياء عند العرب) لقد تردد بعض الاقاويل عن حقيقة جابر بن حيان واختلفوا في امر وجوده ولا ندري كيف ولماذا جاء هذا الزعم وقد تمسك بهذا القول بعض الاوروبيين غير المنصفين لتاريخ الحضارة العربية ابان بداية النهضة عندهم فانكروا حقيقة هذا الفيلسوف العبقري ونسبه بعضهم الى ايطاليا وسموه باسم جربر (GERBER) مثل هذه المحن تمر على اكابر العلماء فهؤلاء العجزة المدعون للعلم في الشرق والغرب يعتقدون ان عملا كعمل جابر بن حيان لايستطيع انسان القيام به بمفرده فمنهم من قال: ان طلاب جابر بن حيان ألفوا كثيرا من مؤلفاته ونسبوها اليه حتى يتمكنوا من ترويجها لشهرته العظيمة في مجال الكيمياء وغيرها من العلوم الاخرى. ان الاكاذيب التي سبق ذكرها بحق جابر بن حيان الازدي تدل على حقد وهوس خطير عند الحاقدين من علماء الغرب ولكن في الآونة الاخيرة صار والحمد لله جابر بن حيان الازدي عند جميع المؤرخين في تاريخ العلوم حقيقة ومؤلفاته تزيد على مائة واثني عشر كتابا ليس في علم الكيمياء فقط ولكن في مواضيع اخرى مثل الطب، الادوية، السموم، اللغة، البيان، الطلاسم، صناعة الذهب، الاكسير.. وغيرها الكثير فلله دره.