سؤال كثيرا ما طرحه الرئيس الأمريكي جورج بوش مرارا وتكرارا.. بصراحة تامة كلما سنحت الفرصة. وتطرحه أمريكا برمتها معه "لماذا كل هذا الحقد ضدنا؟" وإذا كان الأمريكيون عاجزين حتى الآن على الأقل وبغرابة شديدة عن تفسير لهذا العنف ضد الولاياتالمتحدة رغم أنهم على قناعة تامة بالعيش في مجتمع عادل يكافئ الأبرار ويعاقب الأشرار.. مثلهم في هذه النظرة مثل كل الشعوب الإنسانية، غير أن صور الطائرتين وهما تصدمان رمز الهيبة في قلب نيويورك تبقى ماثلة في أذهانهم ربما بنوع من الهوس الذي سيظل معششا في العقلية الأمريكية التي تبحث عن نصر "مذل" تعويضا عن هزيمة "مذلة". جنسية الانتحاريين "العربية" ودينهم "الإسلامي" تسبب في انكباب الأمريكيين وأولهم هذا اليمين المتطرف أو المسيحية الصهيونية التي نفاها دون دليل الأب الماروني مار نصر الله صفير على التاريخ والعقيدة المسيطرة في الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي يعرفونها من غير ان يفهموها.. لأنهم يرونها للأسف بعيون إسرائيلية، الأمر الذي اعتبره دبلوماسي مثل الدكتور كلوفيس مقصود الأستاذ في جامعة أمريكان يونيفيرسيتي في واشنطن بشيء من السخرية من أن الولاياتالمتحدة (تحولت الى حلقة دراسية واسعة حول الإسلام).. فيما قال أكاديمي مثل مايكل هادسون الأستاذ بجامعة جورجتاون إن إدارة بوش (تبذل جهودا كبيرة من اجل ان تفهم وتتصرف بشكل افضل، لكنها تعي جيدا الصعوبات التي تعترضها). فالمشكلة كما يوضحها البروفيسور هادسون معلقا على لائحة المآخذ الطويلة على الولاياتالمتحدة (ان وضعتم أنفسكم في موقع أعدائكم أمكنكم عندها تصور مجموعة كاملة من المسائل التي تدعو الى الاستياء). وإذا كان الخبراء والمؤرخون يتفقون على أن أول خيبة عاناها العرب من الولاياتالمتحدة تعود الى 1948 (سنة إعلان قيام إسرائيل) في وقت كانت هذه الدول ترى في الأمريكيين المنقذ من الاستعمار ومن الهيمنة البريطانية والفرنسية لتتعاقب الخيبات، كل ذلك أوجد الظروف المواتية لما يصفه البروفسور هادسون ب(عداء متجذر).. الذي يصفه مقصود مؤكدا أنه ليس الحقد ما يحرك العرب بل (الغضب). ولكن تبقى المشكلة في كل الأحوال.. هل يستطيع الأمريكيون أن يديروا الدفة ليفهموا.. أو على الأقل ليحاولوا أن يفهموا؟