زيارة سريعة لموقع سلطة الائتلاف المؤقتة على الانترنت تحكي قصصا طريفة. والان اشعر بالندم للملاحظات الخاطئة التي وجهتها لذلك الفتى حول فساد مثل هذا التشبيه. فإني ادرك الان ان العاشق مثل المفلس وربما يكتسب كلاهما نفس الملامح : الذبول والاصفرار والتذلل والقلق والترقب والغفلة عن كل ما يدور حوله والتركيز على هدف واحد يعمي بصره وبصيرته عن سواه. وربما لن تستطيع - مهما كانت فراستك ونباهتك - ان تميز بين ملامح العاشق الذي يبحث عن حبيبته والمفلس الذي يبحث عن وظيفة! واذا لم تصدقني اقرأ معي رسالة الحب الاخيرة التي وجدتها في موقع سلطة الاحتلال، واسمحوا لي ان احجب اسم المحب المزمن وكل ما استطيع كشفه انه بريطاني من أصل عراقي: السادة الاعزاء.. اود ان اشكر الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء توني بلير لقيامهما بأنبل عمل وهو تحرير العراق. وسيذكرهما التاريخ كبطلين من ابطال العالم الحر. انهما رجلان شجاعان انقذا الملايين من الشعب العراقي من مستقبل مظلم، وشكر خاص لإنقاذ الشعب الكردي من الابادة. يجب ان يدرك العالم ان صدام حسين نفسه هو سلاح دمار شامل، انه اشد الاسلحة الفتاكة التي عرفها العالم الحديث. واشكر الجيوش الامريكية والبريطانية لعملهم الرائع وادعو الله ان يحفظ كل هؤلاء من اجل عالم اكثر امانا ولحماية العالم من صدام وعصابته البعثية. واتمنى ان تبقى القوات الامريكية والبريطانية في العراق الى الابد لحماية الشعب العراقي من المجرمين البعثيين وينبغي على الشعب العراقي ان يقيم نصبا لتكريمهم عرفانا بجميل امريكاوبريطانيا في تحرير العراق. اتمنى كل الخير للسيد بول بريمر للعمل الرائع الذي يقوم به لاعادة اعمار العراق واي دولة لاتدعم جهوده يجب ان تعيد النظر في مواقفها وتدعمه دعما كاملا من اجل الانسانية والحرب ضد الارهاب. وانا اؤمن بشدة بأن العراق بقيادة امريكاوبريطانيا سوف يكون مكانا رائعا في الشرق الاوسط. شكرا للسيد الرئيس بوش والسيد بلير لأعظم عمل رائع ونصر حققاه منذ تخلص الحلفاء من هتلر. الله يحفظ امريكا الله يحفظ بريطانيا الله يحفظ جورج بوش الله يحفظ توني بلير والى عائلات كل الجنود الشجعان الامريكان والبريطانيين.. الله يحفظكم ويرعاكم دائما. فلان الفلاني مستشار نفط وغاز مواطن بريطاني انتهت الرسالة.. و(ماكو) الله يحفظ العراق! ولكن هذا مواطن عراقي أصيل لم تنسه جنسيته البريطانية التقاليد العريقة في الكتابة لأولي الامر والنهي وانهاء الرسالة بالدعاء لهم ولاهاليهم ولذريتهم. والحق يقال فان الرجل كان متدفق القريحة في التعبير عن شلال مشاعره المخزونة في آبار حرمانه. والمسألة لا تخرج عن احد احتمالين: اما انه عاشق ابدي لا علاج له، واما انه عاطل يبحث عن وظيفة.. وما كانت هذه الرسالة الا استمارة طلب عمل مقنعة ومؤثرة (لاحظ خصوصا الاسقاطات في جملة انقاذ العراقيين من مستقبل مظلم) عدد فيها الرجل كل مهاراته في التفاني والطاعة ولم ينس ان يرسل نسخا الى بوش وبلير وبريمر وكل الجنود وعائلاتهم. اما نحن (الذين لم يجبر خاطرنا بدعوة الله ان يحفظنا) فلا بد ان نحذو حذوه رغم ذلك ونأخذ بعين الاعتبار مشورته بوجوب اقامة نصب تذكاري لأفعال أمريكاوبريطانيا بنا، واود ان اؤكد للأخ المستشار اننا بدأنا فعلا في اقامتها ولكن لو لم تسارع القوات الأمريكية والبريطانية في كل مرة الى إخلاء واخفاء كل دباباتهم ومركباتهم المدمرة وكل خوذهم الخالية لرأيت لهم نصبا في كل ساحة وميدان في العراق. عن ميدل ايست اونلاين