من احدى النتائج المحزنة للحرب على العراق إنها قد تقضي على توني بلير قبل صدام حسين ..فاينما يذهب المرء في بريطانيا يجد الشعب رافضا لبلير .. يراه كتابع للرئيس الأمريكي جورج بوش .. كما سقط حزب بلير واصبح خلف حزب المحافظين في الاستفتاء الأخير في ثاني مرة على مدار 11 عاما . ويعتقد منتقدو الحرب على العراق أن بلير قد خان بلاده لقناص تكساس وتبعا لاستفتاء أجراه أحد مراكز الأبحاث إن الجميع يحبون بلير عدا البريطانيين وقد جاء تصنيفه بالمركز الثاني لدى الأمريكيين بعد بوش وإن نسبة 83% من الأمريكيين يكنون له الاحترام كما يتمتع باحترام كبير في استراليا ، ونيجيريا . ويقول أحد أساتذة جامعة اكسفورد إن بوش وبلير أخذا أكثر مواقع الظهور على الساحة خلال العامين الماضيين ، وكلاهما بالغ في توضيح مدى التهديد الذي يمثله العراق . إلا ان العالم ينظر لبلير على انه سياسي بارز بينما ينظر لبوش على على إنه راعي بقر أو سكير أسرف في شرب الخمرويرجع ذلك لأن البيت الأبيض أسرف في توضيح الوضع الأخلاقي للحرب .. وبوش دائما ما يعتبر القضايا التي يتبناها واضحة جدا ، وإن أي شخص يختلف معه يلعب لعبة سياسية . وكان حماس بوش رائعا ومناسبا في الفترة التي تلت أحداث 11 سبتمبر إلا أن الزيادة من هذه الجرعات تؤثر على السياسة وتهين ذكاءنا . وقد وقف بلير مع بوش في قضية العراق لكنه أقر بتعقيد القضايا المطروحة .. وقال إن هناك بلادا تختلف معنا وإنه ليس هناك ما يستدعي أن نخفيه واعترف بأن هناك انقساما على الحرب .. لكن بوش لم يعط أي إجابة على ذلك ، وقال لدينا ائتلاف كبير وأنا مسرور بهذا الائتلاف كما قابل بلير البابا جون بول الثاني ، ورئيس اساقفة كالنتربري لمناقشة معارضتهما للحرب .. لكن بوش رفض مناقشة الاعتراضات على الحرب مع رئيس المجلس القومي للكنائس أو حتى رئيس كنيسة الميثودي المتحدة . وعلى الرغم من أن الاهانات السياسية رياضة بريطانيا تقليدية وكان تشرشل يصف منافسيه بالغنم .. لكن بلير يعظم من خصومه ويناقشهم بطريقة تساعد على الاحتفاظ بالأدب ، ومن الممكن أن يتعلم الأمريكيون منه .ما بوش فهو ذكي جدا لبق في تعاملاته ظريف ، ولديه ذاكرة كبيرة للوجوه .. لكنه اقل اهتماما بالإفكار والتفاصيل ، وقد تابع نفس الاسلوب في الحرب على العراق ، ورأى ضرورة إبعاد الحلفاء وإلا سيفسد تخطيط الحرب وفي عام 1979 كان كارتر رجلا رقيقا وذكيا ولكنه افتقر لرؤية شاملة لحث البلد على تجديد انتخابه ولدينا الان في أمريكا فترة رئاسة عاطفية مركزه على الايديولوجية بينما ربط بلير العاطفة بالعمل .. وعلى اعتبار ان بلير قد ينهي فترة وجوده في الحكومة البريطانية فربما قد يستأجره بوش للعمل معه. ** نيويورك تايمز