اعتادت الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة على استلام حقائب الجثث نتيجة لاهتمامها ودعمها للعمليات العسكرية والصراعات حول العالم 0 من اجل ذلك بات مهم جدا أن يقوم البنتاجون بعمل مقياس لرد فعل الرأي العام الأمريكي حول مسألة عودة التوابيت الملفوفة بالعلم الأمريكي لقاعدة دوفر الجوية وللمواقع لامريكية الأخرى وان يسمى مقياس رد الفعل هذا اختبار دوفر 0 المعروف إن الخوف من الفشل في هذا لاختبار هو الذي قاد إدارة كلينتون لاتخاذ قرار بأن تكون الحرب على كوسوفو عام 1999 جوا بدون وجود قوات أرضية تحارب برا . وعندما سقط 18 جنديا أمريكيا في مذبحة في الصومال عام 1993 ونقل التليفزيون الصورة المروعة لعودتهم تعالت الأصوات من الشعب الأمريكي بضرورة الانسحاب السريع لقوات الولاياتالمتحدة من الصومال 0 وها هي التوابيت المغطاة بالأعلام الأمريكية تعود الآن لقاعدة دوفر الجوية كضريبة ندفعها من تصاعد الحرب في العراق 0 النتيجة قتل حوالي 341 من قواتنا الامريكية من بينهم 202 منذ انتهاء القتال الرسمي في أول مايو الماضي 0 إلا ان أجساد الموتى هذه مازلت تصل بعيدا عن متابعة العامة لأن إدارة بوش منعت التغطية الإعلامية لعمليات الوصول هذه. وتشير مصادر في البنتاجون ان مسألة التعتيم على وصول القتلى الأمريكيين لأرض الوطن تم توليها منذ أواخر فترة إدارة الرئيس السابق كلينتون 0 إلا ان سياسة التعتيم هذه توقفت في مرات قليلة تبعا للظروف والأوضاع فمثلا عندما قتل جون سبان مسئول عمليات السي أي ايه في أفغانستان ديسمبر 2001 تم السماح لوسائل الإعلام لتغطية عودته وكان لذلك أثر كبير في دعم الحرب الأمريكية في أفغانستان . إن إخفاء عمليات وصول الجثث المأساوي هذا بعيدا عن العيون هو إحدى المشاكل الكبيرة لنتائج هذه الحرب التي تزيد من توتر وقلق العامة حيال الحرب على العراق. وأنتقد مسئولو الإدارة الامريكية طوال الأشهر الماضية وسائل الإعلام لرسمها صورة كئيبة وقاتمة للأوضاع في مرحلة ما بعد الحرب في العراق 0الحقيقة أن كل ما قالوه كان صحيحا ، ويتضح عبر التاريخ الأمريكي كله أن الأمريكيين كانوا يدعمون المساعي العسكرية على طول الخط 0 الدليل انهم حافظوا على هذا النهج في الحرب العالمية الثانية وحتى في حرب فيتنام 0 ولكن وطوال مدة الدعم هذه كانت تصل لهم صور حقيقية وصادقة عن الأوضاع الأمريكية في هذه الحروب 0 وقد انتهج دونالد رامسفيلد نهجا صحيحا عندما اعترف بالتحدي الضخم الذي يواجهنا في تحقيق الاستقرار في العراق وعلى باقي القادة المسئولين في الإدارة ان يفكروا في طريقة يقدمون بها الحقائق للرأي العام الأمريكي 0 وأخيرا فإن الرأي العام الأمريكي يفضل أن تقدم له الحقائق كما هي بدون تنميق على أن يظل المسئولون يهابون فشلهم في اختبار دوفر 0 @ يو. اس. ايه توداي