منذ ان قامت هذه البلاد على يد مؤسسها الاول المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز ومن بعده ابناؤه البررة وهي تسعى لان يكون لها المكان اللائق بين امم الارض انطلاقا من مبادئ واسس ثابتة استمدتها من عقيدتها السمحة وتراثها العريق ضمن قناعة ثابتة.ان الحياة سلسلة من المتغيرات وان الانسان مطالب باعمار الارض وهو تكليف يحمل معه تحديات مستمرة.ان هذه الارض حباها الله تعالى برسالة الاسلام الخالدة التي تحث العقول على التفكير والابداع مثلما تحث الجسد على العمل والبذل من اجل عمارة الارض بالخير والمحبة والسلام.واستجابة لهذا التكليف الاسلامي الشريف بنبذ الجمود بينما العالم يتحرك من حولنا اعتمدت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم خططا وقرارات تهدف الى بناء الانسان الذي هو اساس التنمية والتطوير وهو الركن الاساسي في كل خطط التنمية التي تبنتها المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية. وكلنا يعلم مايمر به العالم من متغيرات تعاملت معها قيادتنا الحكيمة بحنكة القائد وامانة الراعي واخلاص المسئول دون ان تضطر البلاد الى التفريط في قيمها وتقاليدها الاسلامية وثوابتها العظيمة وتلك هي المعادلة الصعبة التي استطاعت المملكة تحقيقها ومماثلة الامم التي تنهض لتكون في المقدمة ومواجهة العصر متطلبات وتحديات. وقد قامت المملكة في السنوات الماضية بعدد من الاجراءات التي تهدف الى توسيع قاعدة الاستثمار مثل نظام الاستثمار الاجنبي ونظام تملك العقار لغير السعوديين ونظام المرافعات الشرعية والمحاماة ونظام السوق المالية كما انشأت هيئات ومجالس كالمجلس الاعلى للبترول والمجلس الاقتصادي الاعلى والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة بل واتخذت اجراءات مهمة لتشجيع الانتاج الوطني صناعة وخدمات يشهد نجاحاتها الآن قطاع الاعمال وينعم بثمارها مثل تخصص قطاع الاتصالات الضخم والسماح بانشاء كليات وجامعات اهلية وغيرها من الانجازات التي اصبحت واقعا يعاش ويساهم في رفع كفاءة اداء الانتاج الوطني ويعزز قطاع الاعمال وخدمة المستثمرين وكان ذلك حرصا من الدولة لكيلا نتأخر عن الركب ولنتعامل بروح خلاقة مبدعة مع المتغيرات الجديدة. واذ تثمن جهود الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية من خلال مبادرات حية تحولت الى مواثيق عمل ونهج عطاء والتزام مهني في اوساط رجال الاعمال في المملكة تؤكد ان هذا النهج ليس غريبا فأبناء المنطقة الشرقية مثل كل ابناء وطننا الحبيب يتسمون بكفاءة التفكير المتميز ومواجهة التحديات بعقول مفتوحة ومواقف مسئولة حتى اخذت هذه الغرفة سبق الريادة في دعم مجالات مهمة مثل السعودة ومؤسسات الاعمال الصغيرة والاعمال الحرفية وتدريب الناشئة فضلا عن ريادتها في تأسيس لجنة اصدقاء المرضى ولجنة خدمة المجتمع وبعض اللجان المتخصصة الاخرى التي تعكس اهتماما مسئولا من رجال الاعمال لكل مايخص مجتمعهم. اننا نفخر حينما نشاهد شبابنا في كل مكان يتولون مسئولية المبادرة والمساهمة في اعمال ناجحة بل وقيادتها سواء في قلاع الصناعة في الجبيل وينبع ومنشآت ارامكو السعودية ومواقع الانتاج الاخرى او في مؤسسات الخدمات والاموال والاعمال المتنوعة كما اننا نرى تجاوبا كبيرا مع المشروع الوطني الكبير للسعودة فنرى العديد من المؤسسات الاهلية تتسابق لكسب وجذب العناصر الوطنية ورفع مستوياتها. وهذا برهان جلي على ان الغرس الذي وضعه خادم الحرمين الشريفين بيديه الكريمتين حينما كان وزيرا للمعارف وسهر عليه ورعاه حتى اصبح صلبا اشم وقلعة حصينه لبناتها هؤلاء الشباب الذين يتسلحون بالعلم والمعرفة الحديثة والعقول المستنيرة الذين يعملون في مؤسسات الاعمال وميادين الصناعة. ان شبابنا هم الطاقة الفكرية والانتاجية التي سوف تحمل رسالة الوطن الى المستقبل وتتعامل مع همومه وهم الدروع التي ستكافح تحديات الغد وهذا يحتم على مؤسسات الاعمال ان تزيد الرعاية لهم والعناية بهم ثقة وتدريبا وتيسيرا للفرص امامهم في العمل والتقدم ليتسلحوا بالخبرات والمهارات ليتسلموا الامانة وهم رجال يعتمد عليهم بتوفيق الله ورعايته. * تصدر بالتزامن مع مجلة الاقتصاد