في ضوء التوجهات العالمية نحو التركيز على اقتصاد المعرفة كأساس لدعم المركز التنافسي للدولة وذلك اعتماداً على إبداع الشباب والتقدم الهائل للتقنيات الحديثة والاتصالات، حرصت المملكة على دعم التنمية المستدامة وتركيز خططها التنموية للاستفادة من القدرات المتميزة للاقتصاد الوطني وتوفر البنية التحتية المناسبة. ويأتي في مقدمتها الاهتمام المتزايد في المملكة بريادة الأعمال حيث أصبح لها دور واضح ومتزايد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فمن الناحية الاقتصادية، تؤدى إقامة الأعمال الجديدة إلى خلق فرص عمل للشباب وزيادة الإنتاج الوطني، ومن الناحية الاجتماعية فإن انتشار مفهوم ريادة الأعمال في المجتمع يؤدي إلى توليد روح المبادرة والابتكار والتنافس بين الشباب فضلاً عن حل أزمة البطالة وما يترتب عليها من مشاكل اقتصادية واجتماعية. وقد تجلى الاهتمام المتزايد في المملكة بريادة الأعمال في وجود هدف سياسي بضرورة تنمية ثقافة ريادة الأعمال ودمجه في النظام التعليمي وتقديم المساعدات الفنية والتدريبية والمادية اللازمة، وكذلك إصدار التشريعات المنظمة والعمل على التكامل بين جميع الجهات المعنية. ورصدت عدة جهات في المملكة جوائز لتشجيع الشباب على العمل الحر وتحفيز بيئة ريادة الأعمال مثل جائزة الأمير سلمان لريادة الأعمال، وجائزة الشباب الأكثر تنافسية، وجائزة الشركات المائة الأسرع نمواً في الهيئة العامة للاستثمار، وغير ذلك من الجهود الكبيرة في العديد من الجهات التي أعطت مساحة واسعة للشباب في استثمار طاقاتهم الإبداعية وتشجيعهم على أن يكونوا رواد أعمال لمؤسسات وشركات ذات طابع ابتكاري وإبداعي .وتم إنشاء العديد من الجهات في المملكة لتفعيل هذا المفهوم، ومن تلك الجهات معهد ريادة الأعمال الوطني ومعهد الأمير سلمان لريادة الأعمال بجامعة الملك سعود، وأيضاً تم إنشاء جمعية ريادة الأعمال في المملكة، ومن الفعاليات المهمة في هذا المجال انطلاق مبادرة «التحدي الوطني للريادة التقنية» والتي قام بها برنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالشراكة مع شركة «إنتل» العالمية الرائدة في صناعة التقنية. وبدورها عملت وزارة التعليم العالي على نشر مفهوم ريادة الأعمال بين الشباب بل ودعمت أنشطة مختلفة لتنمية روح التنافس بين الشباب في هذا المجال. ومن أهم الفعاليات التي تقوم بها وزارة التعليم العالي وبشكل سنوي المؤتمر العلمي لطلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية حيث تم وضع محور ريادة الأعمال من المحاور الرئيسية للمؤتمر. وتهدف فعالية ريادة الأعمال في المؤتمر إلى عرض التجارب الناجحة أو الأفكار الريادية القابلة للتطبيق والتحويل إلى واقع في المجال التجاري أو الصناعي بالإضافة إلى نشر وتعزيز ثقافة الإبداع وريادة الأعمال بين الطلاب والباحثين في التعليم العالي واكتشاف المواهب والطاقات التي يمتلكها الطلبة في هذا المجال واستغلالها وتوظيفها في حل مشكلات على أرض الواقع وتنمية الاقتصاد المعرفي الذي تحقق فيه المعرفة الجزء الأعظم من القيمة المضافة. وللجامعات دور كبير ومحوري في تحقيق مفهوم ريادة الأعمال كطريق للتنمية المستقبلية المستدامة، ولذلك حرصت جامعة سلمان بن عبدالعزيز ممثلة في معهد الأمير عبدالرحمن بن ناصر للبحوث والخدمات الاستشارية على تبني برنامج لريادة الأعمال والذي يهدف إلى تعزيز مفهوم ريادة الأعمال لدى الطلاب والطالبات وأفراد المجتمع وتحفيزهم للعمل الحر ودعم ورعاية ونشر البحوث الموجهة نحو تفعيل ريادة الأعمال وتقديم البرامج والدورات اللازمة لتنمية قدرات أفراد المجتمع وإعادة تأهيلهم لإدارة المشروعات الريادية والمساهمة في تحقيق أهداف الخطة الوطنية للتنمية فيما يخص تطوير المشروعات الصغيرة بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب المحلية والعالمية في مجال ريادة الأعمال.