سؤال بسيط يجب أن يطرح في هذا الوقت بعد سنوات طويلة من الابتعاد عن البطولات وعن المنافسة. كانت التخبطات تحكي واقعه وكان يعيش في حالة توهان، لم يستطع الإفاقة منها إلا مؤخراً. هل القناعة النصراوية تغيرت، أم الفكر هو الذي اختصر المسافات، أم المال الذي اختصر على الفريق طريق العنوة التي كان يسير فيها، أم الرغبة في العودة كانت فعلا على المحك!؟، الحال تغير والآمال أصبحت أبعد مما نتصور والطموحات تجاوزت الاكتفاء بالمنافسة!! أم أن الصبر الذي كان يقتات عليه النصراويون عن بكرة أبيهم نفد، وأصبحت القرارات أكثر دقة وأعم نفعا على الكيان ومن يعيش تحت سمائه، أم أنه الاستقرار الذي تأقلم الجميع على العيش به، وأصبحت النتائج تعكس الحالة الصحيحة التي يعيشها الفريق!؟ أسئلة كثيرة تدور في عقلي تبحث عن أجوبة ظلت تائهة هذا الموسم، غرها لمعان وبريق الانتصارات في عيني وأصبحت أبحث عن إجابة تهرب منها جميع الأسئلة ما الذي تغير! ربما الاستقرار الفني وإعطاء الصلاحيات للمدرب، هو أنسب إجابة على سؤال ما الذي تغير في النصر!! قبل سنوات طويلة كان الكيان النصراوي يعيش وفق قنعات وفكر الرمز لأكثر من ثلاثين سنة، وكان فارسا مغوارا ينافس على جميع البطولات ويقهر الصعاب ويتخطى الأزمات بخبرة وفكر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، صحيح كان الكيان لا يملك الكثير من المال ولكنه كان يغطي ذلك بالخروج كل موسم ببطولة على الأقل، ولكنه كان مستقرا اداريا لسنوات. استلم بعده العديد من رجالات النصر الذين فشلوا في النهوض بالفريق، لذلك كانت حاله وأحواله تتشابه نوعا في مواسم عديدة، حتى أتى فيصل بن تركي واستلم زمام الأمور هتفت الجماهير باسمه كثيراً، لكنه لم ينجح بالقدر الذي كانت الجماهير تحلم به. فشل في أول أربع سنوات، فشل النصر مع فيصل فشلاً ذريعاً، وأخفق في اختيارته للمدربين واللاعبين الأجانب، وجعل الجميع ينادي برحيله واتفقت الأصوات الجماهيرية والشرفية والإعلامية على وجوب رحيل هذه الإدارة! هذا الموسم كان مختلفاً على الجميع، نجح النادي باستمرار المدرب كارينيو وأعطي الصلاحيات لاختيار أدوات الفريق من لاعبين محليين وأجانب، نجح الفريق في ضم العديد من الأسماء الشابة، التي أثبتت نجاحها في أول الموسم لكنه فشل نوع ما في اختيار الأجانب الذين لم يقدموا أي شيء يذكر! الآن الفريق يعيش أجمل أيامه بعد هذا الاستقرار الفني الذي جعل للفريق شخصيته في الملعب، وعادت بها هيبته كفريق منافس يجعل الجميع يحسب له ألف حساب، وتصدر النصر دوري عبداللطيف وعادت مع هذا الاستقرار الروح الجماهيرية إلى المدرجات، وتسابق الكثير من الشرفيين على دعم الفريق في صدارته، وأصبحت أخباره تتصدر عناوين الصحف والبرامج! إنه الاستقرار الذي لم يعرف له النصر طريقاً في السنوات الماضية، جعل كل عشاقه يتفاخرون بنرجسية متصدر لا تكلمني في كل مكان وزمان! والحماس موجود والطموح بلا حدود) ومن حقهم الشرعي أن يظفروا ببطولة دوري زين في آخر نسخة له، واستحقوها عن جدارة واستحقاق؛ لأنهم عملوا واجتهدوا وثابروا وفكروا، ولم يفكروا في غيرهم.