على الرغم من أن مسيرة محمد السويلم كلاعب شابتها الكثير من الظروف التي حدت من انطلاقته خاصة بعد تلك البداية المثيرة للجدل بعد واقعة تسجيله في الأهلي والاتحاد معا ومن ثم إيقافه وعودته بالقميص الابيض والاخضر ، الا أن اللاعب المعتزل وبفكره ولباقته عاد للوسط الرياضي وهو أكثر ألقا عبر التحليل الفضائي والذي أصبح واحدا من نجومه، وقبل ذلك عبر تجربة إدارية مثيرة في نادي النصر تولى فيها ادارة القدم قبل أن يستقيل بعد مضايقات لم يجد أمامها سوى الرحيل.. وهنا وعبر هذا الحوار يتنقل السويلم عبر كل تلك المحطات الساخنة بدءا من القضية الشهيرة وحتى أسباب اختفائه من العربية.. وهنا نص ماقاله : بداية دعنا نعد للماضي وأسألك السؤال القديم الجديد.. تعرضت للإيقاف في بداياتك الرياضية لتوقيعك عقدين مع فريقي الاتحاد والأهلي، ما مدى تأثير ذلك على مسيرتك الكروية ؟ أستطيع أن أسمي ما مررت به تجميد نشاط من قبل شخصيات اتحادية نافذة وليس إيقافا قائما على عقوبة واضحة ولولا وقفات الأمير الراحل فيصل بن فهد قائد المرحلة الذهبية للكرة السعودية وعبدالرحمن الدهام الذي كشف لسموه الحقائق كاملة لما عدت للوسط الرياضي عموما سامح الله من كان السبب الأحياء منهم والأموات. لم تقدم مع الأهلي ما كان منتظرا منك.. فهل تعرضت لحرب أسهمت في قلة الاستفادة منك ؟ ربما تعود الأسباب في هذا الجانب لشخصي بانسياقي خلف شعور عدم المشاركة أساسيا بأنها حرب ضدي ولكن الحقيقة الثابتة أنه لا توجد حرب موجهة للاعب معين حتى لو كان المسؤول عدوا له فانه سيشركه لان الفائدة ستعود لمصلحته وهذا ما لم أتعرض له في الأهلي، ولكن ذلك لا يعني عدم وجوده من خلال حضور بعض الشخصيات في الأندية التي لا تجيد التعامل مع نفسيات اللاعب نفسيا ومعنويا؛ ما يعطل الاستفادة منه. انتقلت مع اللاعب موسى مرزوق للأهلي.. ولكن رحلتكما لم تكن طويلة.. فأرجعها البعض للسحر.. ثم جاءت قصة نادي النصر مع السحر.. أين موقعك في تلك الأحداث ؟ السحر حقيقة ذكرت في القرآن الكريم ونحن مؤمنون بوجوده ولكن ما تردد في تلك الحادثتين لا يعدو كونه ستارا وضع لمداراة الفشل والإخفاق في عمل ما قد تسهم هذه المقولة بتجاوز الشخص أو المؤسسة لمرحلة هو المتسبب فيها. أوقفوا اتصالاتهم منحتك قناة العربية الضوء الأخضر للانطلاق في عالم التحليل.. ولكنك لم تحفظ هذا الجميل بدليل توتر العلاقة بينكما، فما قصة ذلك التوتر ؟ تصحيحا للمعلومة فقد كانت انطلاقتي من خلال قناة الوطن الرياضية التي يعود لها الفضل في تقنين حضوري ثم جاءت قناة العربية كمدرسة للمهنية والتعامل الرائع من خلال ما وجدته من بتال القوس ومن مدير النشرات الرياضية طلال الحمود بعد دعوتهم لي والتي كنت ألبيها برغم انشغالي مع والدتي في المستشفى، ولكن ما حصل انه وفي إحدى الفترات تلقيت اتصالا من عبدالله الدرويش الذي طالبني بالتواجد في برنامج الساعة السابعة، فسألته ألا يوجد شخص آخر باعتبار أنني من أصحاب البيت ومن بعدها لم يتم الاتصال بي ولكن مهما حدث فلا زلت أعتز بالعمل مع هذه المجموعة التي لها فضل لا ينسى علي وأرجو ألا يفهم كلامي كنوع من التسويق لشخصي. وكيف تقيم فترة عملك كمدير عام لكرة القدم في نادي النصر ؟ حاولت خدمته بكل إخلاص وبما يمليه علي واجبي ويتوافق مع النصر وتاريخه وجماهيريته، فمقياس العمل لا يكون بنجاحي أو فشلي بصفة شخصية فالنصر يمتلك رجالا لديهم من الحب ما يمكنهم من تقديم ما يتوافق مع مكانته وجماهيريته التي لن يرضيها إلا عودة فريقها لمنصات التتويج وهذا ما أتمنى أن تعمل عليه الإدارات النصراوية. سبب الاستقالة لكن هناك من لا زال يتساءل.. هل أقلت أم استقلت، ولماذا ؟ أستغرب ممن يردد هذا التساؤل فللعلم فقد قدمت استقالتي لثلاث مرات لأن حضوري كان من اجل تقديم عمل مميز للنصر ولكني واجهت بعض الصعوبات التي حدت من تقديم العطاء الأفضل ومنها حقوق اللاعبين والعاملين والتي لا بد من توافرها ليكون العمل توافقيا ومتكاملا ولكن وقفات الأمير الوليد بن بدر وطمأنته لي بان القادم أحلى وان العمل يحتاج للصبر والتحمل هو ما ألزمني بالمواصلة ولكن عدم تغير الحال لما أتمناه رسم لي عائقا في طريق عملي في الموسم القادم لأنه ليس من الملائم مطالبة اللاعبين بحقوق النادي وإهمال حقوقهم، فلذا قررت الابتعاد حبا في النصر وجماهيره. وهل ما صاحب المباراة النهائية على كأس الأبطال أمام الأهلي من أحداث دور في استقالتك ؟ إطلاقا، لأن معايير المباراة الختامية مختلفة فالفوارق الفنية والعناصرية تصب في مصلحة النادي الأهلي الذي يعد أكثر استقرارا وحضورا، ولكن كان لدي أمل بحضور النصر بشكل مختلف لوجود الرغبة بتحقيق بطولة له فلذا كان من أولويات اهتمامنا ألا ننكشف من الجانب البدني الذي نعاني منه بسبب عمل تراكمي سلبي سابق وكان همنا الحصول على اكبر قدر من الايجابية للمرحلة المتبقية بتحقيق الحلم ولكن ولوج الهدف الثاني لخبط كل الأوراق. حكاية الصلح هناك من يرى أن النصر خسر النهائي قبل بدايته من خلال الانشقاق في صفوفه جراء ترككم المعسكر من اجل زيارة احد الجماهير النصراوية ماجد الأحمري، وهو المحسوب على الأمير ممدوح بن عبدالرحمن.. فما ردك ؟ كثر اللغط حول هذه النقطة فكل ما حدث أن الأخ ماجد طلب مني الصلح في خلاف بينه وبين الأمير فيصل بن تركي فتعاملت مع طلبه بما يمليه علي واجبي كمسلم، فعرضت الأمر على الأمير الذي يعد شأنا خاصا به يحدد هو ما يراه وبعد ان تم عرض الأمر عليه رفض في البداية ولكن بعض الإخوان أشاروا عليه بالقبول فالصلح خير فقبل الأمير وجاء الإخوان واعتذروا له وأصر ماجد على دعوته للقيام بواجب الضيافة قبل المباراة بيومين فقال الأخ سالم العثمان لماجد إنه سيتواصل معه لنقل موافقة الأمير من عدمها، فوافق وتم تحديد الموعد يوم الأربعاء وقتها ذهبت للتدريب لانشغالي بإصابة اللاعب عبده برناوي وكان معي احد أعضاء الشرف الداعمين فاتصل بي الأمير طلال بن بدر طالبا اجتماعا مع اللاعبين في الوقت الذي طلب مني الأمير فيصل مرافقته فحاولت الاعتذار منه لانشغالي بالفريق وانتظاري وصول الأمير طلال ولكنه أصر على ذلك بقوله يوجد المشيقح والعثمان مع الفريق فما كان أمامي حينها إلا الموافقة باعتبار انه رئيسي ورجل يسعى بذهابه لتوحيد الصف النصراوي.. ولكني وجدت معارضة شديدة من شخصيات تعترض على قبول هذا الصلح لأمور اجهلها تماما وكان حجتهم ان ماجد أساء لرجالات النصر، فانا هنا أوجه رسالة لماجد وغيره بأنني لن اسمح بالتلفظ بألفاظ غير لائقة لكل منتم للبيت النصراوي مهما كانت الأسباب. ولكن ما صحة رفضك حضور اجتماع ما قبل المباراة احتجاجا على تسيب بعض اللاعبين ؟ لم أرفض حضور الاجتماع فقد كنت على تواصل مع المدرب ماتورانا وهو المسؤول الاول عن الأمور الفنية التي كنت على اطلاع عليها فأنا لم أتخل عن الفريق منذ إشرافي عليه حتى تقديم الاستقالة قبل المباراة بثلاثة أسابيع، اما التسيب الذي تم تداوله فلا صحة له إطلاقا لأننا في النصر نتعامل مع لاعبين مميزين يعرفون واجباتهم وليسوا بحاجة لوصاية عليهم وليس من باب الأدب ان نفتح غرفهم لنراقبهم.. فلذا أقول لبعض الإعلاميين «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..» الآية.. مع اعتزازي بهم وبما يقدمونه، صحيح هناك أخطاء حدثت وتم احتواؤها وعلاجها في داخل البيت النصراوي وهذا ما كان له مردود إيجابي على عطاء الفريق في المرحلة السابقة. اتهام باطل ولكن ألا ترى أن النصر لن يتقدم في ظل وجود لاعبين يدفعون من أجل تمثيله ؟ يتضح من سياق السؤال ان المقصود هو اللاعب حسين عبدالغني، وأنا عبر جريدتكم أؤكد ان حسين من اللاعبين القلائل الملتزمين وما دام الأفضل فمن حقه المشاركة، اما مقولة إنه يدفع ليشارك فلا صحة لذلك أبدا فحسين يستلم مرتباته مثل زملائه الباقين وان كان له متأخرات فهي من مقدم عقده ورواتب كغيره من اللاعبين ولكن من خلق ذلك يرغب في زعزعة الصفوف النصراوية. وهل ترى أن حسين عبدالغني قادر على العطاء في المرحلة القادمة ؟ من يحدد ذلك هو حسين نفسه، ولكن من وجهة نظر خاصة أرى ان يكتفي بما قدمه من حضور مميز هذا الموسم حفاظا على تاريخه فالجماهير لا ترحم. وكيف تطالبه بالاعتزال والإدارة النصراوية تمهد له طريق المشاركة بإعارة اللاعب الشاب يوسف خميس للفيصلي ؟ لقد قلت وجهة نظري ولكن مسألة تمهيد الطريق له فهذا شأن خاص بالنصر لا استطيع الخوض فيه لبعدي عنه، صحيح ان يوسف خميس لاعب شاب يقدم مستويات مرضية ولكن قد تكون للمسؤولين في النصر نظرة أخرى نجهلها. بين الأهلي والنصر حملت نفسك مسؤولية الإخفاق، فهل كان ذلك هربا من المواجهة وتخفيفا على الإدارة من الضغوط الجماهيرية والإعلامية ؟ من الواجب علي كشخص يتواجد على قمة هرم إدارة الكرة ان تكون لدي الشجاعة لتحمل الإخفاقات التي حدثت في المباراة، اما تقييم العمل ككل فاعتقد أننا كمجموعة وصلنا لمرحلة مرضية بقيادة المشرف العام الوليد بن بدر وبعض الشرفيين الداعمين أمثال الأمير طلال بن بدر وحسام الصالح وغيرهم من الأمراء الذين لا يرغبون بذكر أسمائهم فقد دعموا وساندوا لتحقيق عمل أفضل لنادي النصر وخاصة الأمير الوليد الذي يتميز بعقلية رياضية كبيرة، فهو لا يبخل بدعم أو مساندة وعلى كل المستويات وبطرق بعيدة عن الإعلام لأن همه خدمة الكيان النصراوي الذي بلا شك ترك ابتعاده فراغا يصعب تعويضه. تتغنى دائما بحب النصر ألا تخشى من خسارة جماهير الأهلي ؟ لا استطيع نكران ما قدمه لي الأهلي وأعضاء شرفه وجماهيره من دعم ومساندة طوال تاريخي وهم يعرفون جيدا العلاقة التي تربطني بهم فقد اتصلت بالأمير خالد بن عبدالله أستشيره بالعمل في النصر من باب الوفاء لهذا الكيان، ولكن ما وجدته من حب وتقدير من مسؤولي النصر وجماهيره الذين أدخلوا البسمة على شفاه الوالدة بحضورهم وعائلاتهم للمستشفى جعلني أحمل لهم الود والمعروف الذي طوقتني به تلك الجماهير التي لم أتصور أنها تعشق النصر لهذه الدرجة وتملك القدرة على صناعة الانتماء لكل العاملين في النادي، والشيء الآخر أنني تشرفت بالسلام على الوالد القائد من خلال تواجدي في النصر فأعتقد أنهما سببان كافيان للتغني به وبجماهيره الوفية، وبالنسبة لي فان الأهلي والنصر يمثلان لي مثل ما تمثله الشمس للكون تملك النار وتملأ الكون بالنور. من خلال معاصرتك للنصر.. ما طريق عودته للبطولات ؟ بداية على الجميع إدراك أنهم ينتمون لناد تشتاق له البطولات فالتنافر والتهميش والإسقاطات بين النصراويين سيكون ضحيتها الكيان النصراوي، لذا النصر بحاجة لرجل رشيد يلتف حوله النصراويون ويكون داعما ومساندا للإدارة ويملك القدرة على احتواء هذه الشخصيات الشرفية لان حضورها يمثل إضافة للكيان وبدون ذلك فلن تكون عودة النصر سهلة وقريبة. الغث والثمين وهل ستعود للعمل في المجال الرياضي بعد تركك للنصر من خلال أندية أخرى ؟ لا زلت محسوبا على الوسط الرياضي بصفة عامة وقد طلبت مني ثلاثة أندية كبيرة إن جاز لنا التعبير، العمل ضمن أجهزتها الإدارية ولكني اعتذرت لظروف والدتي الصحية التي تتوجب البقاء بجانبها. هناك من يقول إنك لا تملك في سجلك الرياضي سوى لعب سنوات قليلة ثم محلل، زاد من ظهورك إجادتك لمهارة التحدث.. فماذا تقول ؟ شهادة اعتز بها منهم هذا من جانب والشيء الآخر يجب علينا ألا ننسى المستوى العالي من القدرة والفهم لدى المتلقي فلذا يجب ان نكون حريصين في التعامل مع ذائقته، فالقاعدة تقول ما يخرج من القلب يصل للقلب، وفي الأخير المشاهد يملك القدرة على التقييم والتفريق بين الغث والثمين.