شيء جدير بالملاحظة والاهتمام ان نجد شقنا الآخر ينفعل ويتفاعل مع الاحداث ويسألن عن دورهن في المشاركة الجادة والمنتجة كي لا يتسم الانتاج بالذكورية المنفردة بتجريد شقها الانثوي من اي دور لهن مما يشكل تعطيل الطاقات الراغبة في المساهمة وزادت حدة هذه النبرة عندما جرى استبعادهن من الترشيح والتصويت في الانتخابات البلدية وكأن الادوار انتهت عند هذا المنحنى ولم يتبق من جدار التنمية إلا هذه اللبنة التي استأثر بها الرجال علما بأن الطريق يتسع للجميع. فاثبات الوجود له مقومات اولها بناء الذات والكينونة وهذه تتطلب جهدا ومثابرة وليس اقتفاء الظل والانكفاء تحت عباءة الرجل بحجج واهية مثل عراقيل الروتين وعدم اتاحة الفرصة وعدم وجود مساحة للحركة التنموية. كل ذلك يمارس بدون هوية ذكورية او انثوية فمن اراد التشبث بأهدابه فهي ايضا تشمل الرجال لمن كانت لديه نية التخاذل ولكن العازمين على ترك بصمة يحفرون الصخر لتندي لهم اخاديد المياه فيرتعون منها حتى يرتوون وتبتل عروقهم وتطول اظافرهم ليشكلوا منها مجاديف تبحر بهم عباب المحيطات ويرتادوا بها القارات ليقولوا اصبحت لنا كلمة الفصل نريد او لانريد. بهذا الجهد والمثابرة كانت الارادة قوية والعزم جاد لا يقبل الهزل او التخاذل المتدثر برداء الامكانيات المتاحة فعندما ارادت ثلة من بنات هذا الوطن الصعود الى القمة سهرن الليالي وظفرن بالاماني وحققن من اثبات الوجود ما يكفي لابرازهن على الساحة عالمات دوليات كل في مجالها ولدينا في المجال الاقتصادي ما يثري الساحة بفاعلية ولكن لا اعرف الاسباب التي ادت بهن الى التواري عن الانظار حيث ان معظم الفاعلين هم من الذكور وان كانت لهن مساهمات فهي جزئية لا تشكل ثقلا عند المؤسسين والنظام لم يحدد لهن ذلك حيث ان التجارة لدينا حرة والتشريع الاسلامي المعمول به في المملكة كفل لهن حرية التصرف فيما يملكن دون قيود او استثناءات. فهنا يحق لنا التساؤل أين الاستثمارات التي اسستها نساء؟ ولماذا المبادرات تأتي دائما من الرجال والنساء يهرولن خلفهم للمشاركة وآخرها مشروع الاستثمار العقاري الذي طرح برأس مال مليار ريال وبعدها يصدعن بالشكوى عند الغرفة التجارية لماذا لم نعلم؟ ولماذا لم نستدع لهذا المشروع؟ فلتسمح لي بنات وطني بالسؤال لماذا لم تبادرن لها او لغيرها لكي تكونوا من المؤسسين المالكين والمؤثرين في القرار وتقلبون الطاولة ليعمل لديكن الرجال وانتن في اعلى القمة وصاحبات قيادة الدفة؟ وكم من الافكار تحتاج الى عزيمتكن مجرد فكرة تطرح ودراسات جدوى تبنى ومؤازرة برأس المال يتحقق من خلالها الكثير للذات وللوطن. فعجبي اننا مازلنا لوامين والكرة في ملعبنا وتتقاذفها الارجل ونكتفي بالفرجة وفي احسن الاحوال نشجع وان شاركنا فقط لجلب الكرة من خارج الملعب ان لم نستورد اللاعبين هذه هي حال الاستثمارات النسائية والا بماذا نفسر ان ارصدة المرأة السعودية في البنوك 43 مليار ريال 70% منها مدخرات وهذا يعني 30 مليار ريال مكنوزة لا تؤدي غرضها الحقيقي للاقتصاد القومي لخزنها بدون تشغيلها في مجالات حيوية ذات مردود يدفع عجلة الاقتصاد للنمو؟هذا ما يدفعني لمناشدة صاحبات رأس المال ان يشكلن تكتلات اقتصادية لفتح ابواب الاستثمار لاموالهن لمصلحتهن ومصلحة الوطن مضافا اليها اثبات الذات والكينونة.