أظهر استطلاع امريكي ان 53% من الأمريكيين يعتقدون ان حرب العراق لم يكن لها ما يبررها بمعنى ان المعلومات التي استند اليها (بوش) ليست الا معلومات كاذبة ومضللة للرأي العام الأمريكي والعالم اجمع, وان العراق حقيقة لم يشكل خطرا محتملا على أمن امريكا, ولم يملك اسلحة الدمار الشامل, وهذا ما أكده (1400) خبير امريكي وبريطاني في تقريرهم, وقد جابوا اراضي العراق وفتشوها, وهذا ما قاله - على استحياء وخوف - هانز بليكس كبير مفتشي الأممالمتحدة السابق للأسلحة بأن العراق دمر أسلحته صيف 1991. وحين فشلت ادارة بوش في تأكيد ادعاءاتها وأكاذيبها, اتجهت نحو التركيز على استجواب العلماء والباحثين العراقيين الذين قد يكون لديهم اطلاع على برامج التسلح, ومنهم خبير الأسلحة عامر السعدي الذي كان اول المستسلمين للقوات الأمريكية, والذي رفض بكل اباء عرضا امريكيا سخيا لاطلاق سراحه مقابل الاعتراف بأن بغداد كانت تمتلك اسلحة دمار شامل, وقال السعدي: انني عسكري وعالم ولا يمكن ان اكذب واتسبب بمآس جديدة لشعبنا وهذا عمل يخل بالمبادىء والأخلاق والأمانة, لأن العراق فعلا لا يمتلك اسلحة دمار شامل. ترى أين أمانة بعض رموز النظام الذين اطلق سراحهم الاحتلال الامريكي بل ووفر لهم مستقرا وحماية؟! اذن الحرب لم يكن لها مبرر وتلك حقيقة يعرفها الجميع الا انهم يتجاهلونها خوفا من التسلط الامريكي, ويبدو ان رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد لم يعد لديه ما يخافه - فهو على وشك التقاعد - وقد علق على تقرير مفتشي الأسلحة قائلا: ان قرار الحرب قرار متسرع اتخذ بلا أدلة كافية, ولا اعتقد ان الولاياتالمتحدة لم تكن على علم مسبق بذلك.. اذن ماذا يمكن ان نسمي تلك الحرب؟! ارهابا! ولماذا شنت الادارة الامريكية الحرب؟ يجيب الجنرال الامريكي المتقاعد (ويسلي كلارك) الذي يسعى لخوض الانتخابات القادمة بقوله: ان خطة بوش لغزو العراق هي جزء من حملة عسكرية اوسع نطاقا مدتها خمسة اعوام وتشمل خمس دول عربية اضافة لايران وهي سوريا ولبنان وايران والصومال والسودان. انها اذن الرغبة الدفينة في تحقيق امبراطورية - ونحن نعلم ان اليهود والنصارى يفعلون ما يقولون فيما يتعلق بمصالحهم, وحين يصرحون بذلك.. فهم سيسعون لتحقيقه.. لكن ماذا عن الدول العربية.. والاسلامية.. هل أخذت ذلك مأخذ الجد؟ الجواب جاء سريعا ومضحكا ومميتا.. حيث طالب ممثلو دول منظمة المؤتمر الاسلامي الولاياتالمتحدة بسحب القوات الامريكية من العراق واتاحة المجال للأمم المتحدة للعب دور اكبر. شر البلية ما يضحك!!