أعلن رئيس مفتشي نزع الاسلحة الدوليين في العراق هانس بليكس في آخر مداخلة له امام مجلس الامن الدولي انه لا يزال من المهم معرفة ما اذا كان العراق كان يمتلك اسلحة دمار شامل عشية شن الحرب عليه. وشكك بليكس في تصريح صحفي ادلى به في ختام اجتماع مجلس الامن بمصداقية الفرق الأمريكية والبريطانية التي ارسلت الى العراق للبحث عن اسلحة الدمار الشامل وشدد على انه سيكون من الضروري تاكيد صحة اي اكتشاف لهذا النوع من الاسلحة من مصدر مستقل. وقال بليكس: ان اي شخص يعمل في اطار جيش احتلال لا يمكن ان تكون له نفس مصداقية مفتش مستقل وحرص على التوضيح انه لا يريد التشكيك بنزاهة او مستوى احتراف قوات التحالف متمنيا لها حظا سعيدا ولكن بلهجة ساخرة. كما لاحظ ايضا انها لم تعثر حتى الآن على الشيء الكثير. ولم يتضمن التقرير الفصلي الثالث عشر الذي قدمه بليكس بصفته رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة اي عناصر جديدة تتيح اتخاذ موقف من مسألة امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل.كما لم يقدم هذا التقريرالضخم الذي نشر الاثنين الماضي ايضا اي معلومات جديدة قد تستخدم في الجدل المتصاعد في الولاياتالمتحدة وبريطانيا حول حقيقة امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل وهو الامر الذي استخدمته واشنطن ولندن ذريعة لشن الحرب على العراق. وقال ان عدم عثور مفتشي الاممالمتحدة على اسلحة دمار شامل في العراق قد يكون ناجما اما عن قيام السلطات العراقية بتدميرها من جانب واحد او انها تمكنت من اخفائها بشكل جيد. وقال بليكس انني مقتنع بانه في الجو الجديد السائد في العراق حيث ان سهولة الوصول والتعاون كاملان، وحيث ان الشهود المطلعين غير مرغمين على اخفاء ما يعرفونه، سيكون من الممكن توضيح الحقيقة التي نريد كلنا معرفتها. وبعد الاستماع الى خطاب بليكس في جلسة عامة، تابع المجلس مشاوراته حول العراق في جلسات مغلقة. وتنتهي مهمة رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في نهاية يونيو. وكان بليكس اعلن في مارس الماضي انه لن يطلب تجديدها. وتابع الدبلوماسي السويدي الذي حرص على التاكيد ان تقريره امام المجلس هو الاخير على الارجح، انه من الضروري التأكد من ان المنتجات المحظورة التي تتيح صناعة اسلحة كيميائية وجرثومية والتي كان يملكها العراق قد دمرت بالفعل. واضاف في حال لم يتم القيام بذلك بغض النظر عن الاسباب فان المجموعة الدولية لن تتمكن من الاقتناع بانه تم وقف البرامج الماضية فعلا وكذلك كل العناصر التي يمكن ان تكون باقية منها. وبعد ان خرج بليكس من قاعة مجلس الامن لم يخف تشككه بالادعاءات الأمريكية والبريطانية حول مسألة اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال في مقابلة نشرتها مجلة فيزاو البرتغالية انه اذا كانت القوات الأمريكية لم تعثر بعد على اسلحة دمار شامل فهذا يعني ان بغداد لم تكن تملك منها على الارجح. وبلهجة تجاوزت اللياقات الدبلوماسية شكك بالمعلومات الاستخباراتية التي استند اليها الأمريكيون والبريطانيون لشن حربهم على العراق ووصفها بانها غير سليمة.