حاول وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اول أمس التقليل من اهمية تسريب احدى مذكراته الى الصحافة قائلا ان الأمر يتعلق بخلل داخل البنتاغون. الا ان رامسفيلد أكد انه كان يعني كل كلمة قالها في المذكرة التي كانت موجهة لقادة في وزارة الدفاع /البنتاجون/ تشكك في التقدم في الحرب الامريكية على الارهاب. ونفى رامسفيلد الاتهامات التي وجهها إليه منتقدوه بانه ومسؤولي الادارة حاولوا على مدار اشهر رسم صورة وردية للوضع في العراق في الوقت الذي كان يخفي شكوكه وقال ان طبيعة وظيفته ان يثير تساؤلات بشأن الحرب على الارهاب التي اطلقها الرئيس الامريكي جورج بوش بعد هجمات 2001 على امريكا. واذاعت وزارة الدفاع الامريكية الأربعاء الماضي المذكرة السرية التي كانت موجهة لأربعة من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين بعد تسرب نسخة منها ظهرت على موقع صحيفة يو اس توداي الامريكية على الانترنت. وقال وهو يبتسم اعتقد اني اعلم ماذا جرى. واضاف ارسلت المذكرة الى اربعة اشخاص فقط، الى رئيس اركان الجيوش الاميركية ريتشارد مايرز ومساعده الجنرال بيتر بايس ومساعد وزير الدفاع بول وولفوفيتز ونائب الوزير دوغلاس فايث. وأوضح ان احد هؤلاء الاشخاص مسافر وان معاونيه هم الذين تسلموا المذكرة ولكنه لم يوضح من هو المسؤول المسافر. وتابع رامسفلد قائلا ان احد هؤلاء المساعدين قال عجبا: انها اسئلة مهمة.. وسأوزعها على الفريق ووزعها على عدد من الاشخاص كي يكونوا قادرين بعد عودة رئيسهم على اعطاء الاجوبة على المذكرة. واضاف ان احد هؤلاء الاشخاص الذي تسلم المذكرة أعتقد على ما يبدو انه بيان صحافي. ورأى رامسفلد في المذكرة انه من المستحيل اصلاح الجيش بسرعة تسمح بالمشاركة بشكل فاعل في مكافحة الارهاب، وانه قد يتحتم تشكيل مؤسسة جديدة للقيام بهذه المهمة. وتساءل رامسفلد هل نحن سائرون الى النصر او الهزيمة في الحرب على الارهاب؟، مضيفا (هل يمكن وصف وضعنا الحالي بانه كلما عملنا بكد تراجعنا اكثر الى الوراء)؟ واشار الى نتائج متفاوتة في التصدي لتنظيم القاعدة وتقدم معقول في مطاردة المسؤولين العراقيين السابقين وتقدم ابطأ بقليل في مطاردة مسؤولي طالبان. واشار رامسفلد الى انه كتب هذه المذكرة على عجل بعد لقائه قادة العمليات العسكرية للاشارة الى ما اثاره عنده هذا اللقاء من تساؤلات. ويأتي تسرب المذكرة في اعقاب تسريبات اخرى في واشنطن حيث تتجادل وزارة الخارجية الامريكية والبنتاجون حول من الذي يجب ان يتولى ادارة شؤون العراق في الوقت الذي تتعرض فيه قوات الاحتلال الامريكية لمقاومة قوية بشكل غير متوقع. ولم يكن واضحا ان كان احدث تسرب قد اجيز من رامسفيلد ام انه حدث بواسطة احد منتقديه داخل الحكومة لكن دفاعه القوي عما ورد فيها يبدو كما لو انه يحاول نزع اسلحة خصومه.