تزخر بلادنا ولله الحمد بالكثير من نماذج العمل الخيري الإنساني والتطوعي.. ولم تمنع الطبيعة القاسية بذور الخير من أن تنبت وتطل عبر الرمال وشح المياه، لتزهر هذا الفيض الكبير من الأعمال التي تخطت الحدود لتفيض على بلدان أخرى. والمتابع لمعظم هذه الأنشطة الخيرية يجد أن وراءها مجموعة من رجال الوطن الذين أخذوا على عاتقهم مهمة التطوع لأداء هذا العمل الجليل ابتغاء مرضاة الله أولا ومن ثم خدمة المجتمع بكافة شرائحه، والجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية، مشروع وليد جديد ينبت في ربوع المنطقة بمباركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وبدعم من كافة أبنائها المخلصين وفي مقدمتهم عبد العزيز بن علي التركي رئيس مجلس إدارة الجمعية. والشيخ التركي رجل أعمال غني عن التعريف، امتدت أنشطته ليس في مجالات العمل الاقتصادي فحسب، إنما رجل آمن بأن الخير سمة أساسية من سمات هذا المجتمع التي يحرص ولاة الأمر يحفظهم الله على ثباتها وتشجيعها، استمرارا لمنهج التكافل الإسلامي الذي تتميز به بلادنا الطاهرة. (اليوم) التقت بالشيخ عبد العزيز التركي في محاولة للتعرف على طبيعة الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان ورسالتها وأهدافها والمشاريع التي تعتزم إنشاءها، كذلك ما ينتظر رجال الأعمال من دور أكثر تأثيرا في نشر العمل الاجتماعي الخيري الأهلي. الأولى بالمنطقة الشرقية نرحب بكم في (اليوم).. ويسرنا أن تعطينا أولا نبذة موجزة عن الجمعية؟ أشكر جريدة اليوم على إعطائي هذه الفرصة لأتحدث عن هذه الجمعية الوليدة التي هي في المقام الأول جمعية ذات طابع إنساني يهدف لتفهم معاناة شريحة من المجتمع ومساعدتهم على اجتياز محنتهم للوصول إلى الشفاء بإذن الله... وهي ببساطة جزء من هذا المجتمع المترابط الذي يقوم على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وتوجيهات أولي الأمر يحفظهم الله تشجع دائما على هذا التوجه الإسلامي المستمد من قوله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة)) كذلك قول رسولنا الكريم (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)) وقوله أيضا "إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". توجهنا إذا.. ينبع من هذه القاعدة التي نؤمن بها في هذا المجتمع الطيب ونعمل على انتشارها وتشجيع كل طاقة قادرة على مثل هذا العمل الخيري. وفي هذه المناسبة يسعدني أن أرفع بالانابة عن مجلس الإدارة والأعضاء الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية الذي دعمنا بقوة، بل كان أحد الأسباب بعد الله سبحانه وتعالى في ان تبرز الجمعية إلى النور.. كذلك معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية الدكتور على بن إبراهيم النملة ومدير عام الشئون الاجتماعية بالشرقية الأستاذ إبراهيم العمير، وعضو مجلس الشورى الدكتور زهير السباعي الذي ترأس اللجنة التأسيسية العلمية. وأقول بكل فخر واعتزاز ان الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية هي أول جمعية خيرية من نوعها بالمنطقة والثانية على مستوى المملكة. نواة طيبة للعمل الخيري كيف نبعت فكرة الجمعية؟ الفكرة في الأساس نبعت من الآنسة ياسمين الخواشكي، وقد لقيت تأييدا كبيرا بين العديد من الشخصيات الفاعلة التي تستحق كل شكر وتقدير على تحملها مسئولية هذا العمل التطوعي الخيري وسعت وبذلت كل جهدها حتى تظهر الفكرة إلى حيز الوجود. الفريق التأسيسي ضم شخصيات رجالية ونسائية وكان نواة طيبة لهذا الدور الإنساني، وشهد تفاعلا مهما ومتزايدا وبحمد الله تجاوز عدد المنضمين لها 150 مواطنا ومواطنة بعد أن كان اثنين فقط في البداية حتى الآن يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية الطبية والإعلامية والتعليمية والأكاديمية.. يمكنني أن أذكر منهم على سبيل المثال أساتذة كبار وأكاديميين مثل الدكتور عبد الوهاب سعيد القحطاني، الأستاذ سليمان بدر البدر، الدكتور طلعت بدر والأستاذ عبد الله العلمي .. كذلك الأستاذ محمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم الذي رأس اللجنة الإعلامية وساعدنا كثيرا بأفكاره وخططه للانتشار والتعريف بنا إعلاميا مع طاقم إعلامي مميز يضم كفاءات وطنية في الصحافة والإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة، إضافة لكوادر نسائية مثل الدكتورة لمياء عبد الوهاب بوحليقة، والدكتورة مها سيد أحمد عبد الهادي، بذلت جهدا كبيرا يستحق الشكر.. وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم. لكنني أؤكد أن الأعضاء المتطوعين يزدادون يوميا من أطباء ورجال أعمال وكتاب وأدباء وأكاديميين وطلاب ومتطوعين ومتطوعات من مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية. هذه أهدافنا سعادة الشيخ عبد العزيز.. لا شك أن هذا العمل النبيل يحتاج لبرنامج عمل وأهداف يمكن أن نترجمها عمليا .. هل لكم أن تحدثونا باختصار عن أهداف الجمعية؟ الأهداف كبيرة والطموحات كثيرة .. ويمكننا أن نقسمها إلى ثلاث مراحل رئيسية: الأولى قصيرة المدى تشمل: أ إنشاء مقر للجمعية. ب فتح حساب تطوعي خيري في البنوك الوطنية. ج إنشاء وصيانة موقع للجمعية على الانترنت د تنظيم زيارات لمرضى السرطان ومواساتهم وتفقد أحوالهم والتخفيف عنهم. ه إعداد وطباعة الكتيبات والنشرات للتعريف بالمرض والوقاية منه وطرق الكشف المبكر. و تنظيم الحلقات التدريبية للمتطوعين. ز تنظيم حلقات توعوية لعوائل المرضى والتواصل معهم. الثانية متوسطة المدى وتشمل: أ تنظيم زيارات دورية لطلاب وطالبات المدارس والجامعات وكافة أفراد المجتمع لتقديم الندوات من خلال نشاط التوعية الصحية ورعاية الأسرة. ب استقطاب أكبر عدد من المواطنين والمواطنات للتطوع الخيري، والعمل على إيجاد حلقة تواصل بين المواطن والمريض لخدمة المجتمع. ج التواصل مع رجال الأعمال والغرف التجارية والصناعية. د إنشاء قاعدة بيانات تفيد في أي دراسات مستقبلية. ه تقديم المساعدات للمحتاجين من المرضى. و الاتصال بمعاهد الأبحاث العلمية والطبية داخل وخارج المملكة. ز التنسيق مع وزارة الصحة لمحاولة تقديم منح دراسية في الكليات المتخصصة لدعم توطين الوظائف الصحية. الثالثة طويلة المدى تشمل: أ إنشاء مركز كشف مبكر عن المرض في مدن وقرى المنطقة الشرقية ويمكن التوسع فيها لتمتد لمناطق أخرى بالمملكة (ويشمل عيادات ومختبرات مجهزة ومكتبة تثقيفية) ب تنظيم وتنسيق الدعم لبناء معهد لأبحاث السرطان بالشرقية (ويشمل المشروع بناء مستشفى متكامل من عيادات ومختبرات حديثة ووسائل العلاج الكيمائي وأجهزة الأشعة وغرف عمليات وغرف مجهزة للطوارئ والعزل الصحي .. كذلك غرفة ترفيه للأطفال). اللجان العاملة الشيخ التركي.. هذه الأهداف السامية تجعلنا نتساءل عن اللجان العاملة لتحقيقها وترجمتها فعليا.. هل يمكننا أن نعرف شيئا عن ذلك؟ أتفق معك كثيرا، فضخامة الهدف تحتاج إلى تنظيم مؤسساتي فاعل وقادر على خدمته وتحقيقه، وبدأنا ببعض الإجراءات التنظيمية لتفعيل ذلك بوضوح، واعتمدنا العديد من اللجان وهي: أ اللجنة الإعلامية ، وتختص بوضع السياسة الإعلامية للجمعية والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة والتخطيط للزيارات وإعداد الكتيبات التوعوية والإعداد لإصدار مستقل شهري أو فصلي. ب اللجنة الطبية وتهتم بإعداد المادة العلمية للكتيبات والنشرات والإنترنت بالتنسيق مع اللجنة الإعلامية، والتخطيط لعقد ورش العمل والمؤتمرات، والمشاركة في المؤتمرات المحلية والخارجية كذلك التواصل مع الجمعيات المماثلة محليا وإقليميا وعالميا. ج لجنة تنمية الموارد المالية وتقوم بإعداد برنامج لحملة التبرعات والتواصل مع شركات الأدوية لتشجيعهم على التبرع بالأدوية وتحفيز رجال الأعمال والقادرين على المساهمة والمشاركة. د لجنة الدعم المعنوي للمرضى وتدريب المتطوعين والعاملين وتهتم بالتحضير لزيارات المرضى وتأسيس فرق لدعم النساء المصابات بالمرض والمساهمة في برنامج التبرعات الخيرية (أطباق/ لوحات/ رسوم...الخ). والتفاعل مع اقتراحات المرضى والأهالي والتواصل معهم في المناسبات والأعياد .. والإجازات وتقديم الهدايا.. كذلك إعداد برنامج تدريبي وتأهيلي للمتطوعين والكوادر التمريضية والتواصل مع الهيئات التعليمية والتدريبية. ه اللجنة الإدارية وتختص بعمل البرنامج الإداري للجمعية وتنسيق المواعيد للزيارات المختلفة. و لجنة مركز المعلومات لقاعدة البيانات والإنترنت وتقوم بتطوير الموقع على الشبكة العنكبوتية والتواصل مع اللجان الطبية والإعلامية وتجديد المعلومات الطبية وتولي قاعدة البيانات عن السرطان بالشرقية. توسيع العضوية ما خططكم لتوسيع العضوية وضم أكبر عدد ممكن من المتطوعين لخدمة هذا العمل الإنساني؟ نحن في البداية، التي أعتبرها مشجعة جدا ، صحيح أننا لم نكن نتوقع أن نستقطب كل هذا العدد قياسا بالفترة البسيطة والإجراءات المتعارف عليها حتى إشهار الجمعية، لكننا ومن منطلق استقطاب المتطوعين للعضوية والعمل والتعاون مع الجمعية فيما يخدم رعاية مرضى السرطان، تم تأسيس برنامج الطلاب المتطوعين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بتنسيق مباشر من الدكتور عبد الوهاب القحطاني..كذلك تنظيم برامج توعية صحية تثقيفية مناسبة لمرضى السرطان وأسرهم وكافة أفراد المجتمع، مثل تنظيم الندوات والمحاضرات بالمؤسسات التعليمية والاجتماعية المختلفة، وإعداد وطباعة الكتيبات الصحية وتوزيعها عن الوقاية من السرطان، وقدمت عضو الجمعية د.مها سيد أحمد عبد الهادي 9 محاضرات توعوية وورش عمل عن أمراض الثدي للمدرسات والجمعيات الخيرية، إضافة لزيارات خيرية لمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر لتقديم الدعم المعنوي للمرضى في المناسبات المختلفة.. إضافة إلى زيارات التعارف التي قامت بها الجمعية لجميع مستشفيات السرطان ومراكز الأورام بالمملكة والتواصل مع هذه المستشفيات. كما نجحت الجمعية في تبني وسيلة تواصل مناسبة فيما بين الأعضاء والمستفيدين والمعنيين والمهتمين فأنشأت موقع الجمعية على الإنترنت بتنسيق الدكتور طلعت بدر.. مما يسهل التواصل والتعاون مع الجمعيات الخيرية الخليجية والعربية المماثلة. قائمة الخير يهمنا أن نضع أمام الجمهور أسماء أعضاء مجلس الإدارة الذين تحملوا هذا العبء ويسعون لإبرازه.. هل يمكن أن تعطينا فكرة مختصرة على أعضاء المجلس؟ إنهم مجموعة تهدف أولا لخدمة الهدف الإنساني دون اهتمام كبير بالظهور، وأعرف ان معظمهم لا يحبون نشر أسمائهم لأنهم يعتبرون أنهم يبغون مرضاة الله أولا وخدمة المجتمع بكل تواضع، لكن ليعذروني إذا قلت أنه تم انتخاب الأعضاء من قبل الجمعية العمومية وهم الأستاذ خالد بن محمد البواردي نائب للرئيس، الأستاذ عبد الله العلمي أمين عام والذي اعتذر لظروفه العملية وانتخب الأستاذ سليمان البدر بديلا عنه، و الدكتور طلعت بن عبد العزيز بدر أمين للصندوق وكل من الأساتذة خالد عبد اللطيف الملحم، عبد العزيز عبد الرحمن العبد الكريم، محمد بن عبد الله الوعيل، علي بن عبد العزيز كانو والدكتور حسن يوسف الإدريسي والدكتور علي محمد العمري.. أعضاء وهنا أجد لزاما عليّ أن أشيد بهم وبمتابعتهم وقدرتهم على العطاء المتواصل وحرصهم على الحضور رغم مشاغلهم العملية والاجتماعية الكثيرة. دور المرأة في رأيكم.. كيف ترون مساهمة المرأة في نشاط الجمعية وكيف؟ قبل كل شيء وللمعلومية فقط أقول أن المرأة تشغل 38% من حجم العضوية و68% للرجال.. أما عن مساهمة المرأة فأحب أن أوضح بصراحة، أن المرأة ليست مجرد نصف المجتمع كما يقولون بالمعنى الإحصائي، وإنما يمكنني القول أن المرأة هي كل المجتمع، هي الأم والزوجة والإبنة والأخت، هي مزرعة الأجيال وأمانة المستقبل كما يقولون، وبالتالي نحن في الجمعية ننظر بفخر إلى دور بنت الوطن، ونقدر عطاءها في هذا المجال التطوعي. إحقاقا للحق وبنظرة بسيطة، وأمينة، الفكرة نبعت من امرأة ، هي الآنسة ياسمين يعقوب الخواشكي من كلية الطب بجامعة الملك فيصل، ويسعدني أن الفكرة نسائية في الأساس، ويهمني استمرار هذا الدور وتفعيله على ساحة العطاء الوطني بكل جدارة.. وهذا ما ننتظره ونؤيده بشدة. ثمار طيبة بدأتم منذ فترة وجيزة.. هل يمكننا ان، نتعرف على بعض ما أنجزتموه؟ الحمد لله على كل حال.. كما قلت سابقا قمنا خلال الفترة القليلة الماضية بتأسيس برنامج الطلاب المتطوعين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بتنسيق مباشر من الدكتور عبد الوهاب القحطاني، كما قامت وفود من الجمعية بزيارات تعارف لجميع مستشفيات السرطان بالمملكة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومعهد الأبحاث بالرياض، المركز الوطني للأورام بالرياض، مركز الملك فهد للأورام بالرياض، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومعهد الأبحاث بجدة، مركز الأورام بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة، مركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للأورام بجدة، ومستشفى أرامكو السعودية بالظهران، كما تمت زيارات خيرية لمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر لتقديم الدعم المعنوي للمرضى في فترة الأعياد وتشجيع رجال الأعمال بالمنطقة لرعاية زيارات المرضى وموقعنا على الانترنت في طور التأسيس ليكون نافذتنا إلى الناس بتنسيق الدكتور طلعت بدر، كما قدمت الدكتورة مها العبد الهادي 9 محاضرات توعوية وورش عمل عن أمراض الثدي للمدرسات والجمعيات الخيرية.. وإن شاء الله سيحمل المستقبل الكثير من الأشياء التي سيلمسها الناس على أرض الواقع. هدفنا الأكبر بمناسبة الحديث عن المستقبل.. هل يمكنكم أن تفصحوا عنه أكثر؟ كما أسلفت سابقا، خططنا المستقبلية سبق الإفصاح عن بعضها ضمن أهدافنا المعلنة المرحلية، لكننا باختصار نخطط لتأسيس مركز أمراض الثدي برعاية الدكتورة مها عبد الهادي والذي يعد الأول من نوعه بالشرق الأوسط، إضافة لتطوير برنامج تدريب المتطوعين برعاية الدكتورة لمياء بو حليقة. وهدفنا الأكبر هو بناء معهد لأبحاث السرطان بالشرقية الذي هو عبارة عن مشروع بناء مستشفى متكامل من عيادات ومختبرات حديثة ووسائل العلاج الكيمائي وأجهزة الأشعة وغرف عمليات وغرف مجهزة للطوارئ والعزل الصحي لإتاحة فرصة العلاج والوقاية أمام من يتعرض لا قدر الله لهذا المرض. يهمنا جدا أن نسهم في إنشاء مراكز بحثية وعلاجية وتعليمية وخيرية ذات علاقة بأمراض السرطان، بالمناطق التي تخدمها الجمعية، بالتعاون مع الجهات المعنية، حكومية كانت أم خاصة.. كذلك استقطاب المنح التعليمية والتدريبية لتدريب الكفاءات الوطنية المتخصصة فيما له علاقة بتخصص الجمعية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية كوزارة الصحة ووزارة التعليم العالي ومراكز التدريب ذات العلاقة وذلك للإسهام في تطوير الكفاءات البشرية الطبية. وتسعى الجمعية أيضاً للمساهمة بالتنسيق مع رجال الأعمال بتوفير الأدوية التي لا تتوفر بالمستشفيات المتخصصة لعلاج الأورام. دور رجال الأعمال الفقرة الأخيرة.. تدفعني للتساؤل عن دور رجال الأعمال بالشرقية ومدى استعدادهم لتحمل هذه المسئولية الإنسانية.. هل توضحونها أكثر؟. في البداية، أوضح أن رجل الأعمال مواطن أولا، ينتمي لهذا البلد ويؤمن بربه ولا يمكن أن يتخلى أبدا عن واجبه الاجتماعي والإنساني، انطلاقا من هويته الإسلامية ودينه الحنيف الذي يحث دائما على الخير، ورسولنا الكريم يقول ( الخير في أمتي إلى يوم القيامة) .. هذا أولا.. أما عن طبيعة الدور فهذا يختلف حسب الإمكانية وحسب النموذج وحسب مضمون العمل نفسه. أقولها بكل ثقة.. لدينا في مجلس الإدارة رجال أعمال.. ومملكتنا زاخرة ولله الحمد بكافة الأيادي البيضاء التي تنتظر الفرصة فقط بعيدا عن الساحة الإعلامية . واستمرارا لهذا الدور، نأمل وضمن خططنا القادمة أن يقتنع بعض أصحاب المحال التجارية بالهدف الإنساني للجمعية وتشجيعهم للتفاعل مع نبل رسالتها من خلال بطاقات خصم خاصة للمرضى ولذويهم مثلا.. كبادرة أولية لدعم أسر المرضى غير القادرين معنويا. ودور المجتمع ماذا تنتظرون من المجتمع للمساعدة معكم؟ أولا، رغم أني أعترض على صيغة السؤال.. فالأولى أن نقول كمواطنين مخلصين ماذا يريد منا المجتمع؟ إلا أنني أقول إن اليد الواحدة لا تصفق ، نحن نريد الفرصة لخدمة أهلنا ومواطنينا ونأمل فقط التفهم والعون، ولو بأقل القليل من كل قادر وبأي مبلغ. ولننظر إلى تجارب دول أخرى ونستفيد منها .. يمكننا أن ننشط التبرع في المدارس ، يمكننا ان نعتمد حملة "الريال" .. تخيلي لو كل طالب أو طالبة مثلا تبرع بريال واحد شهريا ولن أقول أسبوعيا، ماذا يمكن أن يتوفر لنا .. نفترض نصف مليون ريال شهريا من نصف مليون طالب وطالبة، إضافة إلى تبرعات القادرين ورجال الأعمال. بالتأكيد سنستطيع المساهمة في التخفيف عن كاهل الكثير من المصابين.. دولة مثل مصر مثلا ركزت حملة إعلامية مستمرة للتبرع بجنيه واحد لبناء مستشفى للسرطان سيفتتح قريبا، ساهم فيه الجميع ونجح.. ونأمل باعتماد الفكرة هنا، خاصة وأننا ولله الحمد لدينا الكثير من الآمال والطموحات التي ستحقق بإذن الله.. وسيلمسها الجميع قريبا. هل من كلمة أخيرة؟ كلمتي هي الشكر لله أولا، والشكر لكل من ساهم ويساهم معنا في أداء هذه الرسالة السامية، التي تزيد من حجم الشعور الوطني بالمسئولية .. ودعوتي للجميع بالتكاتف والتكافل ، وأدعو الله عز وجل أن يشفي كل مريض، ويعيده لأهله سالما معافى، وألا يرى الجميع مكروها .. إنه على كل شيء قدير. والشكر لكم في اليوم، خاصة الصديق العزيز محمد الوعيل زميلنا في الجمعية وشريكنا في هدفنا الإنساني النبيل. سرطان الدم يفتك بعشرات الاطفال الجمعية تسعى لاستحداث مختبر متطور