كما أكد سمو ولي العهد ضمن فعاليات زيارته الرسمية لباكستان فان الاسلام بمبادئه واصوله وتعاليمه سيظل أساسا متينا للدول الاسلامية، وهو صالح لكل زمان ومكان، وانشئت عليه عبر القرون الماضية حضارة زاهرة يتشرف كل مسلم بالانتماء اليها، فمصير المسلمين واحد وكلمتهم واحدة وهدفهم واحد، وهم في أمس الحاجة في الظروف التي يعيشونها في الوقت الحاضر الى الالتفاف حول كتابهم الشريف وسنة خاتم الانبياء والرسل عليه افضل الصلاة والسلام لمواجهة التحديات التي تحدق بهم، وكما قال سموه فان المسلمين في كافة اقطارهم مدعوون لتعميق وحدتهم الوطنية وترسيخها وكذلك توطيد العلاقات فيما بينهم على قواعد دينية وفكرية صحيحة، ومن هذا المنطلق فان الامة الاسلامية لابد ان ترتفع فوق خلافاتها الهامشية حتى لاتترك مجالا لأي فتنة قد تعصف بها وتؤثر في معتقداتها، والاسلام حارب الغلو والتطرف والتشدد التي ادت ومازالت تؤدي الى ظهور موجة الارهاب التي اخذت تنتشر في هذا العالم، والاسلام منها بريء، فهو دين الوسطية والتسامح والاعتدال وليس دين كراهية الشعوب ونشر الاحقاد والفتن بين المجتمعات البشرية، وللمسلمين اسوة حسنة في رسولهم عليه افضل الصلاة والسلام وقد تحلى بالرفق والرحمة والعفو والخلق، فما احرى الامة الاسلامية في ظروفها الحالية العصيبة ان تعود الى مبادئ عقيدتها الاسلامية السمحة فتقوم بتحكيمها في كل امر وشأن، فهي منجاة من كل شر، فالضمان الوحيد لتقدم الامة الاسلامية وعلو شأنها يكمن في عودتها الى تضامنها الاسلامي المنشود، واقامة جسور من الحوار مع حضارات وثقافات الأمم والشعوب، والحوار الحقيقي هو حوار الحكمة والموعظة الحسنة مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن).