عزيزي رئيس التحرير تتفاوت الجهات الحكومية من حيث التعامل وتهيئة الجو المناسب للعمل والمحافظة على الموارد البشرية فالمؤسسات الناجحة تسعى لاستقطاب الكفاءات والكوادر المؤهلة والاستفادة من خبراتهم بتقديم الكثير من المغريات وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم لتحقيق اقصى الطموحات, وعلى النقيض من هذا تعتبر بعض (المؤسسات) هذا امرا ثانويا وتضعه في آخر اهتماماتها. والادهى من هذا ظلم وحرمان (المتميزين) من ابسط حقوقهم التي كفلها لهم النظام واستثئار غيرهم بها فضلا عن الحوافز التشجيعية الاخرى فالموظفون كالطيور المهاجرة يبحثون عن بيئة عمل تساعدهم على الانتاجية وتحقق لهم الاستقرار الوظيفي فكما عليهم واجبات لهم ايضا حقوق وهذه معادلة لا يمكن فصل طرفيها عن بعض فاذا اختلت اصبحت متباينة والضحية الموظف الذي سينتابه شعور بالاحباط والملل ولن يؤدي عمله في منظومة العمل على اكمل وجه وبالتالي يتأثر العمل بشكل عام, وهذا الظلم والاجحاف والكيل بمكيالين هو ما دفع الكثير من موظفي المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق - ذوي الكفاءة والخبرة والجدارة - للهجرة خارج الصوامع بحثا عن الاستقرار الوظيفي والعدالة التي افتقدوها في الصوامع فبعضهم لهم ما لا يقل عن 17 عاما دون ترقية وآخرون - اقل تأهيلا وخبرة - كل سنتين ترقية وموظفو بند 105 (المخصص للوظائف المؤقتة) لهم على هذا البند 25 عاما دون ترسيم ولا تأمينات ولا مكافأة نهاية خدمة (مثل المتعاقدين غير السعوديين) والعلاوة السنوية مثل عدمها والخ. وسرعة دوران العمل واختلال الموازين في المؤسسة خير شاهد واكبر دليل على ذلك واغلب الذين على رأس العمل حاليا يتحينون الفرص و(يماتلون الرباط) للانتقال آخر المنتقلين ولن يكون الاخير احد الزملاء في فرع القصيم (فهد المديفر) بعد 18 عاما قضاها في الصوامع حافلة بالعطاء والجد والاخلاص وكان من الموظفين المتميزين الكل يشهد له بذلك منها 14 عاما دون ترقية أليس هذا ظلما وجورا؟!! والالتفاف على الانظمة واللوائح ليس مبررا لارتكاب مثل هذه التجاوزات التي لا يجيزها لنظام ومن يعوضه وغيره من المظلومين عن هذه السنوات الطويلة والى متى الانتظار فللصبر حدود؟ للمعلومية فالصوامع مؤسسة حكومية خاضعة لنظام ديوان الخدمة المدنية يسري عليها ما يسري على غيرها من الجهات الحكومية الاخرى من انظمة ولوائح وليست مؤسسة خاصة ولكن. عبدالله بن محمد التويجري