يعود تأسيس السعيرة إلى ما قبل 27 عاماً، وهي تتمتع بموقع استراتيجي ساعدها على النمو والتطور، وتقع بين منطقتي الصمان والدبدبة المشهورتين بالرعي وموارد المياه. وتتميز طبيعتها الجغرافية بالانبساط وتنوع نباتاتها البرية أيام الربيع، حيث تشتهر بظهور الفقع فيها بكثافة، مثل الزبيدي الأبيض والخلاسي، حيث تجتذب في فصل الربيع عددا كبيرا من أبناء المملكة ودول الخليج، الذين ينصبون خيامهم بكثافة فيها، حتى أنه يطلق عليها الفيحاء، لفياح الأرض وامتداد البصر دون حاجز، كما تسمى أيضاً مدينة الربيع ومدينة الفقع. وقد عرفت السعيرة بوفرة المياه. فيما يقول الأهالي أنها سميت السعيرة قبل 70 عاماً، حين كانت النباتات والأشجار البرية المتشابكة، وعندما جفت النباتات والأشجار حصل حريق كبير استمر أسبوع تقريباً، وكان يشاهد على بعد عدة كيلومترات، ولم تتوقف إلا حينما قامت الخيل بالدوران حول الأرض المشتعلة، فقطعت حوافر الخيل الأعشاب الرمام بعضها عن بعض، فتوقفت النيران، لذا أطلق عليها اسم السعيرة. وفي عام 1392ه صدر أمر سام كريم برقم 15522 بمنح المنطقة للشيخ سعود الفغم، الذي ولى أمرها لأخيه الشيخ بدر الفغم، الذي كان صاحب فكرة الانتقال من هجرة السفلى إلى السعيرة، ويقوم الشيخ بدر بجهد كبير لتطوير السعيرة، التي يسكنها اليوم 8 آلاف شخص. وكان مركز الرعاية الصحية الأولية أول منشأة حكومية في السعيرة، وزودت وزارة الصحة المركز بالأطباء والممرضات والممرضين، ومن ثم تولت وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات افتتاح المدارس لمختلف المراحل الدراسية للبنين والبنات، حيث يدرس في مدارس السعيرة 470 طالباً، و1000 طالبة. كما يوجد في السعيرة معهد للمعلمات، الذي ساهم في توفير المعلمات للسعيرة من بناتها. وبالإضافة إلى ذلك افتتحت وزارة الشئون البلدية والقروية مجمعاً قروياً قدم خدماته الكبيرة للمواطنين في هذه الرقعة. ومن الدوائر الحكومية في السعيرة المحكمة الشرعية ومركز للشرطة وآخر للدفاع المدني ومحطة التحلية وقد خصص موقع لأمن الطرق وآخر لمركز الهلال الأحمر، وغيرها من الدوائر الحكومية. وتضم السعيرة عددا من الأسواق الشعبية، مثل سوق المواشي، الذي يلقى إقبالاً كبيراً طوال أيام الأسبوع ويوم الخميس تحديداً، وهناك سوق الإبل، الذي يفد إليه الباعة والمشترون من عدة مدن داخل المملكة وبعض دول الخليج.وهناك سوق السبت العام، بالإضافة إلى أسواق التموين، التي توفر المواد الضرورية والكمالية. وتحوي السعيرة خدمات متنوعة مثل محطات الوقود والفنادق والشقق والمفروشة. كما يوجد بها قرابة 380 استراحة وصالة خاصة للأفراح والمناسبات. وتتميز السعيرة بتماسك أهلها، الذين أسسوا صندوقاً خاصاً للمساعدة على الزواج، وإعانة الشباب الراغبين في إكمال نصف دينهم، وتبنى الفكرة ودعمها رئيس المركز بدر هايف الفغم منذ 3 أعوام، وقد وصل رأس مال المشروع إلى 500 ألف ريال، واستفاد منه أكثر من 40 شاباً. كما قام الأهالي بإنشاء الصندوق الخيري منذ عامين، برأسمال بلغ 170 ألف ريال، خصص لمساعدة المصابين في الحوادث المرورية والمنكوبين والمرضى، وتمكن الصندوق من علاج أحد المصابين بالتهاب الكبد الوبائي خارج المملكة. مركز الشرطة