بدأت الاستعدادات مؤخرا بين مراكز التموين الغذائي والمواطنين لاستقبال شهر رمضان المبارك لهذا العام, حيث قامت مؤسسات التموين بتوفير المواد اللازمة للشهر الكريم منذ بداية شهر شعبان الجاري. كما بدأ الجمهور في شراء حاجيات رمضان منذ ما يقارب الأسبوعين من الآن إلا ان التزاحم على محلات التموين الغذائي كان أقل بنسبة كبيرة عن نفس الفترة من العام الماضي. ويؤكد حسين علي ابوزيد صاحب مؤسسة للتموين الغذائي ان الاستعدادات لشهر رمضان المبارك في هذا العام بدأت مبكرا حيث بدأنا بتوفير مختلف حاجيات شهر رمضان بالجملة والمفرق منذ أواخر شهر رجب, مشيرا الى ان جميع السلع والمنتجات التي تستهلك عادة في رمضان متوافرة بالسوق وبأسعار معقولة. كما ان بعض الظواهر التي كنا نلاحظها في السابق مثل تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية لشهر رمضان المبارك بدأت في التلاشي تدريجيا وربما تكون العوامل الاقتصادية وتزايد الالتزامات المادية على الأسر من أهم أسباب تلاشي الظاهرة إلا انه يجب ألا نغفل عامل الوعي والرشد الاقتصادي لدى الناس كما ان أجواء عدم الاستقرار التي اكتنفت منطقة الخليج في السابق نتيجة للحروب والتوترات الأمنية كانت سببا آخر في سعي الناس في السابق الى تخزين المواد الغذائية إلا ان انتفاء هذا الوضع خاصة في الفترة الأخيرة أدى الى شراء الحاجيات بقدر الحاجة فقط. وبعض الأسر تأخذ حاجياتها لكل أسبوع على حدة وكثير من الأسر تعتمد على الراتب الشهري وتنتظر راتبا شهر شعبان لتشتري حاجتها لشهر رمضان المبارك. ويؤكد ابوزيد ان التنافس بين الأسماء التجارية التي تنتج المواد الغذائية خاصة المتعلقة بشهر رمضان المبارك أصبح الآن على أشده, وبعد ان كانت الشركات المنتجة للمواد الغذائية تعد على أصابع اليد الواحدة أصبحت الآن بالعشرات لكل صنف من الأصناف. ويشير ابوزيد الى ان أسعار المواد الغذائية اما انخفضت تبعا للمنافسة او انها عند معدلها في العام الماضي حيث يصل سعر كرتون الدقيق 20 كيلو جراما الى 20 ريالا أي بسعر ريال للكيلوجرام الواحد. كما يصل سعر كيلو الدقيق المخمر الخاص للقمة القاضي الكيك بأنواعه الى 2.5 ريال, وسعر كيلو الدقيق البر الخاص بالعصيد والرقاق الى ريال واحد فقط وهو ايضا سعر الدقيق بالنخالة. فيما يصل سعر الكيلو من حب الهريس المطحون المستورد الى ريالين. اما بالنسبة لزيوت الطعام فيتراوح أسعارها بحسب نوعية الزيوت النباتية وكذلك بحسب الماركة التجارية والتركيب وهناك ثلاثة أنواع متداولة من الزيوت النباتية هي زيت النخيل, وزيت الذرة وزيت دوار الشمس, ويتراوح زيت النخيل بين 35 و37 ريالا للكرتون الذي يحتوي على ست عبوات تزن كل واحدة منها 2.25 لتر, فيما يتراوح أسعار نفس الكمية والوزن من زيت الذرة بين 54 و84 ريالا للكرتون, ونفس الكمية والوزن من زيت دوار الشمس يتراوح سعرها بين 50 و62 ريالا للكرتون. من جانب آخر يؤكد احمد محمد الغامدي (صاحب محل تموين آخر) ان شركات ومؤسسات التموين أصبحت لديها خبرة عن حاجة السوق من المواد التموينية بأنواعها بحيث تقوم سنويا باستيراد ما يلزم للسوق المحلية وان كانت لا بد من شراء مواد احتياطية لحالات الطورىء بحسب قرار وزارة التجارة والصناعة لمواجهة مختلف الظروف.. ويشير الغامدي الى ان مختلف المواد الغذائية متوافرة في أسواق المملكة وبدون أية زيادة في الأسعار بل ان الكثير من المواد انخفضت اسعارها. اما بسبب دعم الدولة المستمر لها او بسبب التنافس الشديد بين مختلف الشركات التي تصنع نفس المنتج او منتجا مشابها له في التركيب. ويتفق الغامدي مع الأسعار التي يوردها ابوزيد للأسعار ويضيف: ان العصائر المركزة سواء البودرة او السائل تلقى رواجا كبيرا في رمضان ومنها مشروبات الكرز والتوت والفواكه المختلفة. حيث تتراوح أسعار هذه المشروبات بين 33 و84 ريالا للكرتون الذي يحتوي على 12 حبة. وأشار الغامدي الى ان أسعار الأرز وهو احد المواد الغذائية في شهر رمضان كما هو في باقي الشهور وتتراوح بين 100 و185 ريالا للكيس وزن 40 كجم إلا ان الكثير من الأسر اتجهت الى شراء الأكياس من وزن 10 كجم والذي يتراوح سعره بين 25 و50 ريالا وذلك للرغبة في تغيير نوعية الأرز المستخدم بين فترة وأخرى. حيسن عمر المحمودي أحد المستهلكين يؤكد ان رمضان هو شهر الخيرات والشهر الذي فرض الله علينا صيامه وقيامه وبالتالي فان من المفروض ان يكون شهرا للعبادة وليس للأكل رغم ان بعض المأكولات لا تحلو بالفعل إلا في رمضان بسبب طبيعة الصيام حيث يمتنع الشخص عن الأكل والشرب طوال ساعات النهار ثم يأكل دفعة واحدة وقت الإفطار. وبالنسبة لي فاني أبدأ بشراء حاجيات رمضان قبل أسبوع تقريبا من بدء الشهر الكريم حيث يكون هناك متسع من الوقت قبل ان يبدأ الازدحام في مراكز التموين والأسواق المركزية في الأيام الأخيرة من شهر شعبان. إلا انني أقدر حاجة أسرتي خلال الشهر الكريم للحيلولة دون زيادة الكميات المشتراة, ويؤكد المحمودي ان أسعار المواد الغذائية في معظمها مناسبة كما ان المنافسة بين الشركات والمؤسسات المنتجة والموردة للمواد الغذائية تعمل على تخفيض الأسعار ووجود خيارات متعددة أمام المستهلك. من جانبه يشير عبدالله مسفر القحطاني (مستهلك) آخر الى ان شهر رمضان لهذا العام يختلف عن سابقيه حيث يتميز بعدم وجود تزاحم على محلات السوبرماركت ومراكز التموين. واعتقد ان وعي الناس ورشدهم الاقتصادي قد زاد عن السابق حيث كان الكثير من المواطنين قد تعمدوا تخزين كميات كبيرة من الأكل وللأسف فان الكثير من هذه المواد تتلف ويرمى بها في سلال المهملات بعد شهر رمضان المبارك. عبدالله القحطاني حسين المحمودي