استبعد مستوردون وتجار مواد غذائية حدوث ارتفاعات جديدة في أسعار المواد الغذائية بسبب قرب حلول شهر رمضان، مستثنين من ذلك الأرز والقمح والزيوت النباتية، متوقعين أن تسجل هذه السلع المزيد من الارتفاعات حتى نهاية العام الجاري لتصل إلى 15% بسبب قلة الإنتاج. من جهتهم نفى مديرو مبيعات في أسواق مواد غذائية كبرى تقديمهم عروضا وتخفيضات قبل شهر رمضان الحالي كما هو متبع في السنوات الماضية بسبب الارتفاعات المتلاحقة التي طالت مختلف المواد الغذائية منذ بداية العام الحالي. وأضافوا ل"الرياض" أن غالبية أسواق المواد الغذائية ستبيع بعض السلع بأقل من تكلفتها لإرضاء عملائها الذين اعتادوا على عروض وتخفيضات على السلع الرمضانية. ويرى مدير مؤسسة تموين الشرق عبدالمحسن الغامدي أن محلات بيع التجزئة ستفتقد العروض التي اعتادت عليها في كل عام بسبب عدم ثبات السوق حتى الآن حيث ما زالت بعض المواد تشهد ارتفاعات، مضيفا أنها لن تعمد إلى رفع الأسعار لكي تكسب عملاءها، خاصة في ظل منافسة قوية بين تلك المحلات. وأضاف الغامدي: رغم الارتفاعات التي سجلتها المواد الغذائية منذ العام الماضي؛ إلا أن المؤشرات الحالية تتجه إلى ارتفاعات جديدة بعد رمضان لأن هذا الشهر يمثل فرصة لتصريف الكميات الموجودة في الأسواق وهذا لن يكون إلا بالإبقاء على الأسعار وتقديم تنازلات من محلات بيع التجزئة والجملة والمستوردين. وتوقع الغامدي أن ترتفع أسعار القمح ومنتجاته والسكر والزيوت النباتية تتراوح بين 10% و 15% في نهاية العام الحالي. من جهته يؤكد مدير المبيعات في مؤسسة باعبدالله التجارية رضا جلال على وجود عروض قليلة لكنها مرضية للمستهلك خلال الفترة القادمة، مستبعدا حدوث ارتفاعات جديدة لأن الأسعار وصلت ذروتها حاليا. وأضاف جلال أن الموردين بدأوا بتقديم عروضهم لتجار الجملة رغبة منهم في تصريف ما لديهم من مخزون حيث تعد هذه الفترة الأفضل خلال العام للتصريف ومن يحاول الاحتفاظ بمخزونه سيداهمه الوقت وقد يخسر، مشيرا إلى أن تجار الجملة تلقوا عروض تخفيض مع بداية شعبان الحالي في الحليب تراوحت بين 3% و9%، فيما قدم وكلاء الشاي عروضا مجانية تتمثل في إضافة كرتون مجاني لكل 12كرتون. ولم يستبعد جلال ارتفاعا جديدا في الأسعار بعد شهر رمضان،مؤكدا أن كميات المخزون وحجم الطلب سيحددان توجه السوق نحو الارتفاع أو الانخفاض، معبرا عن تفاؤله بوجود انخفاض جيد خلال الشهرين القادمين بسبب تحسن سعر الدولار وانخفاض أسعار النفط، وكذلك قلة إقبال المستهلكين على الشراء مما تسبب في انخفاض مبيعات محلات التجزئة. ويؤكد مدير المبيعات في أسواق الدانوب محمد عثمان أن بعض السلع الغذائية سجلت قبل شهر ارتفاعات تراوحت بين 10و 15%، نافيا تلقيهم أي عروض من الموردين أو تجار الجملة خلال الأسابيع الماضية. وأشار إلى أن أسواق بيع المواد الغذائية الكبرى ستلجأ الآن إلى بيع بعض السلع الرمضانية بأقل من سعر تكلفتها لإرضاء عملائها الذين اعتادوا على وجود عروض جيدة قبل شهر رمضان من كل عام، وكذلك بسبب المنافسة القوية الموجودة حاليا بين مختلف محلات بيع التجزئة التي تسعى لكسب اكبر قدر من العملاء، مما يجعل بعضها يبيع بسعر التكلفة والبعض الآخر يبيع بخسارة على أساس التعويض في سلع أخرى.