للأسف يأتي شهر رمضان الكريم هذا العام والأمة تعيش ظروفا صعبة, صراعات, وحروبا واحتلالا, الا ان هذا لا يمنع من ان نستقبله بمزيد من التفاؤل والفرح, وان نعيشه في مناخ روحاني متميز, سواء كنا ضمن الدول الممتحنة بالحروب او كنا من الأقليات المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب حيث فرض الواقع الجديد عليهم ان يكونوا موضع اتهام بالتخلف والارهاب, المهم انه لزاما علينا كمسلمين ان نبتهج بقدومه تكريما له واحتراما لنزول القرآن الكريم فيه الذي يعني الكثير بالنسبة لنا, شهر كريم تفتح فيه ابواب الجنان, وتوصد ابواب النيران, ثواب النوافل فيه كالفرائض, وثواب الفرائض يتضاعف الى اضعاف كثيرة, وفيه ليلة واحدة خير من الف شهر, العبادة فيه دورة في مجال التقوى والعمل الصالح للرقي إن شاء الله الى درجة الملائكة المصطفين, صوم للجسد وايضا للنفس وذلك لصيام جميع الحواس عن الذنوب كالغيبة والنميمة والكذب وقول الزور, نهاره صيام غير مجروح, ولياله تعبد وتهجد, شهر عظيم المنزلة عند كل الأديان, نزلت فيه الكتب السماوية, كصحف ابراهيم عليه السلام وتوراة موسى, وإنجيل عيسى, وقد جاء في الروايات ان التوراة نزلت في السادس من رمضان والانجيل في الثاني عشر والزبور في الثامن عشر, والقرآن الكريم نزل في ليلة القدر, وليس القرآن كتابا ودستورا وانما هو (الاسلام) منهاج الحياة البشرية الى يوم يبعثون, الكلمات الأخيرة من السماء, وحي الله, اضخم رصيد معنوي غير قابل للنفاد, توقعاتي وباذن الله ان يكرمنا الله في هذه الفريضة الركنية ونحن نؤديها ايمانا واحتسابا بأن يرفع الله الغمة عن أمتنا والظلم عن الأقليات المسلمة في العالم وأتمنى ان يكون هذا الشهر مناسبة مباركة تشرق فيها شمس نهاية المصاعب التي يعانيها المسلمون, وان يشهد رمضان هذا انتصارا مؤزرا للمسلمين واندحارا لأعداء الدين كما نصر الله أمته في بدر وفي الفتح الأكبر فتح مكةالمكرمة وليس ذلك بعزيز.