اختتمت القمة العاشرة لمنظمة المؤتمر الاسلامى أعمالها مساء امس باصدار (اعلان بوتراجايا) الذى تضمن خطة عمل من 12 نقطة تستهدف تدعيم المنظمة فى مواجهة ما تواجهه الامة الاسلامية من تحديات. ووافق الزعماء فى اعلانهم على القيام بمراجعة وتحليل لمواقف المنظمة بشأن القضايا الدولية وصياغة استراتيجيات ملائمة لتعزيز تضامن الدول الاعضاء خاصة على الصعيد الدولى. كما وافق الزعماء على اجراء حوار مع الثقافات والحضارات الاخرى ومع المنظمات الدولية والاقليمية الاخرى بهدف ايجاد تفهم مشترك وسليم للدين الاسلامى كدين يحث على السلام والوفاق بين البشر، وسوف تمثل ترويكا القمة وما سمى بأصدقاء رئاسة الدورة الحالية المنظمة فى هذا الحوار. ويقضى الاعلان باجراء حوار اخر بين المسلمين بعضهم البعض خاصة علماء الدين والمفكرين ورجال القانون وصناع القرار منهم وكذلك على استغلال المؤسسات الاسلامية مثل أكاديمية الفقه التى نوهوا بوجوب اعادة هيكلتها وتدعيمها وتفويضها فى فحص المسائل الواقعة تحت اختصاصها بغية تضييق الاختلافات وايجاد تفاهم أفضل بين الدول الاعضاء. واتفقت الدول الاعضاء أيضا على اعادة تنشيط منظمة المؤتمر الاسلامى من خلال تقوية هيكلها وأساليبها وتحسين مواردها المالية والبشرية وضمان أن تكون وثائقها أكثر تركيزا لزيادة فعاليتها كالية لدعم التعاون بين الاعضاء. وطالب الاعلان باستكمال المراجعة التى تجريها السكرتارية العامة للمنظمة فى هذا الصدد وعلى أن تتضمن المسائل المتصلة بميثاق المنظمة بما فى ذلك الشراكات الاستراتيجية العالمية وتعرض نتائجها على الاجتماع المقبل لوزراء خارجية المنظمة. كما وافق قادة الدول الاسلامية على انشاء مجموعة دراسة لكى تتولى التوصية بشأن سبل اسهام التعليم الاسلامى فى تعزيز السلام والتفاهم والتسامح والتنمية الاقتصادية والتحديث بما فيه دفع دور المرأة فى الانماء الاقتصادى. وأكد (اعلان بوتراجايا) عزم الزعماء على تطوير العلم والتكنولوجيا بين دول المنظمة من خلال مؤتمرات العلماء والمهندسين والمبتكرين والتكنولوجيين وكذا على زيادة التفاعل المنتظم بين الاكاديميين ورجال الاعمال والصناعيين والمشاركين فى صنع القرار وتبادلهم للاراء حول ما يهم الامة من مسائل. وأقر الزعماء تبنى برامج من أجل دفع التعاون بين دولهم فى مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية تبنى على أساس (شراكات ذكية) تضم الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص فى كل دولة ، وقد ترك الباب مفتوحا لكل دولة للمساهمة فى الصندوق المقترح لهذا الغرض تحت اسم (صندوق التضامن الرقمى) بصورة تطوعية. كذلك وافق زعماء المنظمة فى اعلانهم على دراسة اقتراح (تدابير المدفوعات التجارية المبنية على الذهب) كبديل للتسويات التجارية السائدة بين الدول الاعضاء وبهدف توسيع نطاق التجارة ودعم التنمية الاقتصادية المشتركة. كما اتفقوا على اتخاذ خطوات عملية لتشجيع التجارة والاستثمار من خلال تبادل المعلومات التجارية واقامة صلات فى مجال الخدمات المالية والشحن والطيران بين الدول الاعضاء فى المنظمة وبغية مساعدة الدول الاقل تقدما من بين هؤلاء على اقتحام الاسواق الهامة لصادراتها. ونددت المنظمة فى ختام اجتماعاتها بشدة بالتهديدات الاسرائيلية ضد الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات المنتخب عن طريق ديموقراطى ولمواصلتها للعدوان على الاقاليم الفلسطينية وارتكابها جرائم القتل والاحتجاز وتدمير المنازل والبنية الاساسية وفرض العقاب الجماعى على المواطنين ولانتهاكها حرمة الاماكن الاسلامية المقدسة، وناشد زعماء الدول الاسلامية فى بيانهم الشامل المجتمع الدولى لحمل اسرائيل على الالتزام بقرارات الاممالمتحدة التى تطالبها بعدم تعريض سلامة الرئيس عرفات للاذى وعدم ترحيل اى مواطن فلسطينى من اراضيه. وقد عبرت الدول الاعضاء عن قلقها تجاه الاثر الاقتصادى السىء بسبب الاحتلال الاسرائيلى المتواصل وتطالب بايقاف ذلك بشكل عاجل. وطالبت المنظمة فى البيان الختامى الصادر عن مؤتمر القمة الاسلامى المجتمع الدولى بالضغط على اسرائيل لتدمير جدار التمييز العنصرى الذى اقتحمت به اسرائيل أرض فلسطين. وطلب الزعماء من المجتمع الدولى ان يضمن انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلى من الاراضى الفلسطينية والعربية بما فيها مرتفعات الجولان السورية ورفع حصارها المفروض على الشعب والزعامة الفلسطينية. وحث المجتمعون مجلس الامن الدولى على اقرار ماعرف بخارطة الطريق وعلى ارسال قوات للفصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين ضمانا لاحلال الاستقرار بالمنطقة. وأدان قادة الدول الاسلامية محاولات اسرائيل لتهويد القدس الشريف وتغيير الصبغة والطابع العربيين والتركيبة السكانية لهذه المدينة، واضاف البيان ان الزعماء يؤكدون تضامنهم مع ابناء الشعب الفلسطينى فى صمودهم الراسخ ويؤكدون عزمهم على تزويدهم بالدعم اللازم من اجل المزيد من الصمود. واكد الزعماء ضرورة اخضاع القدس الشريف واماكنه المقدسة للسيادة الفلسطينية مع تمكين اتباع الديانات السماوية الثلاث من ممارسة حرية العبادة. واكدوا مجددا دعمهم المطلق لاقرار حقوق الشعب الفلسطينى بما فى ذلك حقه فى الاستقلال الوطنى وممارسة سيادته داخل دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس. وندد المؤتمر بشدة بالعدوان الذى شنته إسرائيل على أجواء وأراضى سوريا ولبنان فى الخامس من أكتوبر الحالى فى انتهاك صارخ لميثاق الاممالمتحدة ومبادى القانون الدولى وقرارات مجلس الامن أرقام (242) و(338) و(350) و(497) ويعتبرون العدوان على سوريا خرقا غير مسؤول لاتفاق فض الاشتباك المبرم بين سوريا واسرائيل عام 1974م. ودعا البيان مجلس الامن الدولى بوصفه الجهاز المناط به حفظ السلام والامن الدوليين الى اتخاذ التدابير اللازمة لاجبار اسرائيل على الكف عن ارتكاب مثل هذه الاعمال العدوانية الارهابية أو التهديد بارتكابها باعتبار انها تشكل تصعيدا خطيرا فى منطقة الشرق الاوسط من شأنه أن يعرض السلم والامن على الصعيدين الاقليمى والدولى للخطر ويؤدى بالاوضاع المتدهورة فى المنطقة الى عواقب وخيمة. وطالب البيان مجلس الامن بالزام اسرائيل باحترام اتفاق فض الاشتباك فى الجولان السورى المحتل وتنفيذ قرارات الاممالمتحدة والانسحاب من الاراضى العربية المحتلة الى خط الرابع من يونيو1967. وأكد أن العدوان الاسرائيلى على الاراضى السورية يعد تحديا سافرا للامة الاسلامية وعبر عن تضامن كامل مع سوريا بموقفها المسؤول المتمثل فى الاحتكام الى الشرعية الدولية وعدم الانسياق وراء سياسات التصعيد والاستفزازات الاسرائيلية. كما ندد الزعماء بقرار الكونجريس الامريكى بشأن محاسبة سوريا بغية فرض عقوبات انفرادية عليها واكدوا رفض بلدانهم لنظام المحاسبة الامريكى الكفيل بتشجيع اسرائيل على الاستمرار فى عدوانها وتحديها للشرعية الدولية ، وطالبوا الادارة الامريكية بأن تنتهج سياسة تقوم على الحوار البناء والاحترام المتبادل كأساس للتفاهم بين الامم والشعوب. وفيما يتعلق بالوضع فى العراق دعا مؤتمر القمة العاشر لمنظمة المؤتمر الاسلامى جميع الاطراف لاحترام سيادة العراق واستقلاله السياسى ووحدته الوطنية وسلامته الاقليمية. واكد البيان الختامى الصادر فى ختام أعمال القمة على حق الشعب العراقى فى أن يقرر بحرية كاملة مستقبله السياسى وفى السيطرة الكاملة على موارده الطبيعية وكذا فى انشاء حكومة واسعة القاعدة والتمثيل. كما أكد الحاجة لتسريع استعادة السيادة الكاملة للعراق على أرضه ومقدراته. وحيا الزعماء المجتمعون فى ماليزيا اقامة المجلس الانتقالى للحكم فى العراق وانشاء وزارة كخطوة نحو استعادة السيادة والاستقلال السياسى لهذا البلد . كما أبرز البيان وجوب قيام الاممالمتحدة بدور مركزى فى عراق ما بعد الحرب. وأكد زعماء المنظمة مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للعراق وحاجة العراق من ناحية أخرى لاقامة علاقات طيبة مع جميع جيرانه وللالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات القائمة خاصة تلك المتصلة بحدود معترف بها دوليا.