يصور البعض فيروس الحاسب على أنه إذا استطاع السيطرة على الحاسب يمكن أن يقوم بكل شيء ، و انه يستطيع التغلب على أعتى البرامج المضادة للفيروسات . و الحقيقة أن هذه النظرة للفيروس ترجع إلى عدم وجود المعلومات الكافية عن الفيروس وطبيعته و كيف يمكن أن يصيب الحاسب فالفيروس عبارة عن برنامج صغير الحجم ، له القدرة على التخفي ، تتم زراعته داخل الحاسب بإحدى طرق الانتقال، ليصيب الحاسب بعدوى معينة وفقا للأغراض المصمم من أجلها . ومن خلال هذا التعريف يتضح أن أي برنامج تنطبق عليه هذه الصفات يمكن أن نطلق عليه فيروس. و النقطة الثانية في التعريف الخاص بفيروسات الحاسب هي قدرة برنامج الفيروس على التخفي وإصابة أجهزة الحاسب دون أن يشعر به المستخدم ، وهناك العديد من طرق التخفي التي يصمم بها برنامج الفيروس ليصيب الحاسب وينقل إليه العدوى ، ونتطرق الى مثل واحد من هذا النوع من الفيروسات وهي ما يطلق عليها اسم الفيروسات الكامنة، التي تعتبر اشتقاقا من نوعية الفيروسات المقيمة في الذاكرة ، ففكرة عمل برنامج الفيروس تقوم علي تحميل جزء صغير من البرنامج داخل ذاكرة الحاسب بحيث يستغل أقل مساحة ممكنة من الذاكرة ، أما بقية برنامج الفيروس فيتم كتابته داخل الملف المصاب أو على الأسطوانة الصلبة مباشرة ، ويظل برنامج الفيروس في وضع خمول دون القيام بأي نشاط و دون أن يشعر به المستخدم حتى يتحقق شرط معين ، و بمجرد تحقق هذا الشرط يقوم الجزء الذي تم تحمليه في الذاكرة من برنامج الفيروس بإستدعاء باقي البرنامج و تنفيذ المهام المصمم من أجلها ، ومن أشهر هذه الفيروسات ، الفيروس الإسرائيلي ، حيث ظهر هذا الفيروس خلال الثمانينات و أدى إلى إحداث خسائر خاصة في الولاياتالمتحدة ، حيث صمم هذا الفيروس بحيث يصيب أجهزة الحاسب بالكيفية التي ذكرناها ثم يظل كامناً حتى يتحقق شرط تنشيط البرنامج ، والذي صمم علي تنشيط برنامج الفيروس في أي يوم جمعة يتوافق مع اليوم الثالث عشر من الشهر ، فعند حدوث هذا التوافق يبدأ الفيروس نشاطه ويقوم بإلغاء الملفات الموجودة علي القرص الصلب.