قال مشاركون في مؤتمر حول الاستثمار في العراق يعقد في لندن ان الشركات الغربية لا تزال مترددة بالمشاركة في اعادة اعمار العراق بسبب المخاوف الامنية والغموض الذي يلف العقود المعروضة. وفي خطوة تعكس اعترافا اميركيا بمشاعر الاستياء التي تسود الشركات حول الطريقة التي تم بها التعامل مع منح العقود من الباطن من قبل الشركات الاميركية التي تقود عملية اعمار العراق، قررت الولاياتالمتحدة انشاء وكالة جديدة برعاية وزارة الدفاع الاميركية للاشراف على منح العقود. وصرح نائب وزير الدفاع لشؤون أمن التكنولوجيا الدولية جون شو ان الوكالة الجديدة التي لم يعرف اسمها بعد ستشكل في مطلع نوفمبر القادم باشراف الادميرال المتقاعد ديفيد ناش. وستتولى الوكالة تنسيق عملية منح عقود من الباطن في العراق خاصة من قبل مجموعتي (بكتل) و(هاليبرتون) الاميركيتين اللتين حصلتا على اكبر عدد من العقود في اعمار العراق. واقر شو بوجود اختلافات حول هذه العملية بين الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) التي قامت بمنح العقود الرئيسية في اعادة الاعمار تحت اشراف وزارة الخارجية الاميركية، وبين وزارة الدفاع الاميركية. واعرب احد رجال الاعمال العراقيين في المؤتمر الذي عقد تحت اسم (القيام بأعمال في العراق) عن اسفه لان عملية منح العقود من الباطن في العراق بطيئة جدا وبيروقراطية وليست نزيهة. واضاف رجل الاعمال العراقي مصطفى الحجاج المسؤول عن التنمية في شركة الحميدية العراقية التي استطاعت الحصول على عمل من بكتل للمساعدة في اعادة اصلاح انظمة معالجة المياه في العراق، انه من اجل الحصول على عقود يجب ان تكون متواجدا هناك. ومثل الادارة الاميركية في المؤتمر العديد من المسؤولين الاميركيين. ووجهت خلال المؤتمر دعوات للشركات الغربية بالتخلي عن مخاوفها حول اعمال العنف المتزايدة في العراق والمساعدة في اعادة اعمار البلد الذي مزقته الحرب. وقال روبار ساندي الاميركي من اصل كردي وهو مستشار لمجلس الحكم الانتقالي العراقي: اذا لم تشاركوا في اعادة الاعمار الآن، فان ذلك سيؤثر على موقفكم في المستقبل. واضاف ساندي صاحب فندق بغداد الذي قتل فيه ثمانية اشخاص يوم الاحد في اعتداء بالسيارة المفخخة: سواء كنتم مع او ضد الحرب فان ذلك لا يهم الان: لدينا بلد يجب اعادة اعماره. واوضح ساندي الذي يشغل ايضا منصب مدير عام بنك الاستثمار الاميركي كوربوريت بنك بيزنيس ان شقيقه اصيب بجروح بالغة في هذا الاعتداء لكنه قال ان الامتناع عن الاستثمار في العراق يخدم الارهابيين. اما مصطفى البنية نائب رئيس شركة البنية، اكبر شركة تجارية عراقية، فقال ان العراقيين يتحرقون لاثبات انفسهم. الا انه قال: لا تتوقعوا انه عندما تصلون الى بغداد فانكم ستعثرون على الشخص المناسب في الحال. واضاف البنية الذي حضر خصيصا من العراق لحضور المؤتمر، ان سلطة التحالف المؤقتة بحاجة الى انشاء بيئة للمستثمرين والبدء بحوار مفتوح مع الشركات العراقية الخاصة. من جانب اخر اعلن نبيل الخورى وهو احد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الاميركية فى بغداد ان نهاية شهر اكتوبر الحالى ستشهد توفر الهواتف النقالة في الاسواق المحلية وانه لاول مرة سيستخدم العراقيون في الداخل الهواتف النقالة0 وقالت مصادر ان الشركات الثلاث التي تعاقدت على نصب شبكات الهاتف النقال في العراق باشرت بنصب 2.6مليون هاتف في العراق كمرحلة اولى. واضافت ان شركة اوراسكوم المصرية نصبت 900 خط هاتفي في بغداد وضواحيها فيما باشرت مجموعة الشركات العالمية اسيا سل كونتيرام في المنطقة الشمالية بنصب 4ر1 مليون خط في المنطقة اضافة الى قيام شركة اثير تيل الكويتية بنصب 300 الف خط في المنطقة الجنوبية0 وكانت وزارة الاتصالات العراقية قد حددت سعر خط الهاتف بما لا يزيد على خمسين دولارا وسعر الدقيقة بما لا تزيد على عشرة سنتات وتركت الوزارة الخيار للمواطن لشراء الجهاز كونه احدى السلع الكهربائية من السوق التجارية.