اعلن مدير منظمة تسويق النفط العراقي محمد الجبوري ان العراق سيبدأ تصدير نفطه ابتداء من اليوم الاحد، مبينا ان استئناف عمليات التصدير ستكون من حقول كركوك عن طريق ميناء جيهان التركى، ومن المتوقع ان يتم استئناف التصدير من الابار الجنوبية عبر ميناء البكر فى الثامن والعشرين من الشهر الجاري . وقال الجبوري ان استئناف عمليات التصدير كان مقررا لها أن تكون قبل يومين (الجمعة) لكنها تأخرت بسبب ناقلات النفط التي لم تصل لأسباب فنية. وسيتم تحميل ثمانية ملايين برميل نفط من كركوك (شمال) من ميناء جيهان التركي على المتوسط من خلال ثلاث شركات نفطية : الاسبانيتان سيبسا ورسبول وكذلك التركية توبراس، وفي 25 من يونيو سيكون دور الشركة الايطالية ايني، ويوم 26 الفرنسية توتال، بالاضافة الى مليوني برميل من ميناء البكر في الخليج مع شركة شيفرون تيكساكو الاميركية. وقال مسؤول فى شركة (بوتاش) التركية لانابيب النفط: ان اول شحنة من النفط العراقى المخزون فى ميناء جيهان التركى سيتم تحميلها يوم 22 من يونيو، وستكون الشحنة مليون برميل مرسلة لمصفاة توبراش التركية، وهناك حوالى ثمانية ملايين برميل من النفط العراقي مخزنة فى مرفأ جيهان على البحر المتوسط. وأكد مسؤول بوزارة النفط العراقية ان عمليات الاصلاح التي خضع لها خط انابيب النفط الرئيسي بين العراق وتركيا بعد حدوث انفجارات غاز واندلاع حريق به الاسبوع قبل الماضي قد انتهت، حيث تبلغ طاقة الخط 1ر1 مليون برميل يوميا قبل الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق. وكان خط الأنابيب الممتد من حقول كركوك في شمال العراق إلى الساحل التركي على البحر المتوسط قد أصيب بأضرار سببها حريق شب الأسبوع الماضي قيل إن سببه انفجار غازي. توتال تنافس ومن جانبها قالت شركة توتال الفرنسية انها ستواصل تقديم عروض لشراء اي كميات من النفط الخام يطرحها العراق والمشاركة في أي مزادات لشراء اصول في البلاد حين تتشكل سلطة شرعية لها حق توقيع عقود. وقال تيري ديسماريه رئيس مجلس ادارة الشركة والرئيس التنفيذي ان توتال اثبتت بالفعل قدرتها على المنافسة لشراء الخام إذ فازت بجزء من أول شحنات نفط يصدرها العراق منذ اندلاع الحرب في مارس . وقال ديسماريه على هامش مؤتمر النفط والغاز في كوالالمبور تقدمنا بعروض مغرية ومقبولة. وستكون عملية مزايدة مستمرة. وفي اول مبيعات نفط منذ الحرب باع العراق الاسبوع الماضي مليوني برميل لتوتال موجهة للسوق الامريكية في مزاد لبيع عشرة ملايين برميل من الخام موجودة في خزانات. وقبل اندلاع الحرب في منتصف مارس بلغت مبيعات العراق نحو 7ر1 مليون برميل يوميا او اربعة بالمائة من الصادرات العالمية. وقال ديسماريه ان وضع اطار عمل لمزادات المشاركة في مشروعات انتاج النفط الرئيسية سيحتاج وقتا أطول، مضيفا: تريد شركات النفط اطار عمل قانوني مستقرا وهو يتطلب وجود حكومة معترف بها دوليا تحدد نظام التعاقد لابرام عقود لمدد تتراوح بين 20 و30 عاما تتعهد بمقتضاها بصرف مليارات الدولارات قبل ان تستعيد قيمة الاستثمارات. وتابع: وضع تعريف لاطار العمل القانوني سيستغرق وقتا ثم تبدأ عملية تقديم عروض تنافسية ونحن ننوي المشاركة في المنافسة على العقود. الشركات الفرنسية متفائلة ويرى تجمع مؤسسات خدمات النفط والغاز الفرنسية ان الشركات الفرنسية يمكنها الاستفادة من فرص في العراق وان كان ذلك صعبا في مواجهة المجموعات الاميركية الكبرى. وقالت نشرة الصناعة النفطية ان تجمع مؤسسات خدمات النفط والغاز الفرنسي عقد اجتماعا في باريس للبحث في آفاق الاستثمار في العراق. وتشعر هذه المؤسسات بالتفاؤل بعد اختيار المجموعة النفطية الفرنسية (توتال) الاسبوع الماضي لعقد لشراء مليوني برميل من النفط العراقي في ختام اول استدراج للعروض لبيع نفط عراقي خام منذ انتهاء الحرب. وحصلت شركات اوروبية على 5,5 مليون برميل من اصل 9,5 مليون برميل كانت مطروحة للبيع. واختيرت لهذه العقود الى جانب توتال كلا من الايطالية ايني والاسبانيتين سيبسا وريبسول. وكان مسؤولون اميركيون هددوا في الماضي باستبعاد الشركات الفرنسية من عقود اعادة اعمار العراق بسبب معارضة باريس للحرب ضد هذا البلد. وقال تجمع المؤسسات الفرنسية على ان العقود الرئيسية لاعادة الاعمار حصلت عليها شركات اميركية تستطيع ان تلجأ الى شركات اخرى من دول اخرى لابرام عقود من الباطن. ومنح اكبر عقد للمجموعة الاميركية للطاقة والهندسة هاليبرتون التي كان يتولى ادارتها حتى العام 2000 النائب الحالي للرئيس الاميركي ديك تشيني بدون اتباع اجراءات استدراج العروض مما اثار انتقادات حادة من جانب البرلمانيين الاميركيين. وحصل فرع المجموعة نفسها كيلوغ براون اند روتس على عقد من الجيش الاميركي لاخماد حرائق آبار النفط في العراق وسع ليشمل استثمار وتوزيع النفط العراقي حتى العام 2004 على الاقل. وفي مواجهة الانتقادات طلبت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من الوحدات الهندسية في الجيش الاميركي استدراج عروض للمرحلة المقبلة من اعادة تأهيل البنية التحتية النفطية العراقية. وقال المتحدث باسم هذه الوحدات سكوت سوندرز ان طلب استدراج العروض سيطلق في يوليو المقبل والعقود ستمنح حوالى منتصف اكتوبر. وصرح المدير العام لمكتب تجمع مؤسسات خدمات النفط الفرنسية كريستيان فاليري في الاجتماع ان الاميركيين عمليون ولا يرتبكون باهتمامات سياسية عندما يتعلق الأمر بالأعمال ولا يترددون في إعلان عروضهم للشركات الفرنسية. وأضاف ان الاميركيين قد يتحفظون في بعض الأحيان على التوجه الى العراق ويفضلون ان تحل محلهم بموجب عقود من البطن شركات من جنسيات اخرى تلقى قبولا اكبر من جانب العراقيين مثل الشركات الفرنسية والالمانية. وكذلك تتمتع الشركات الفرنسية بتجربة طويلة في البلاد ويمكن ان تستفيد من الاتصالات التي أجرتها في السنوات الأخيرة مع مسئولين عراقيين. وقال الخبير في الهندسة والخدمات النفطية في شركة تكنيب كوفلكسيب فيليب ماريون ان العديد من الأشخاص الذين كنا على اتصال معهم في التسعينات ما زالوا في مناصب مسؤولية. انتاج العراق مكبل وقال مسؤول عراقي كبير بصناعة النفط ان انتاج النفط العراقي مازال قرب مستوى 750 الف برميل في اليوم منذ الشهر الماضي بسبب استمرار عمليات النهب وعراقيل فنية. وكان العراق يأمل ان تنتج حقوله 5ر1 مليون برميل في اليوم في نهاية يونيو الجاري الا ان بعض المسؤولين يقولون الان ان بغداد لن تنجح في بلوغ هذا الهدف اذ لم تتحقق اي زيادة في معدلات ضخ النفط خلال الشهر الماضي. وقال نحن ننتج بين 700 الف و 750 الف برميل في اليوم، مشيرا الى انه كانت هناك مشاكل في خط الانابيب في الشمال وعمليات نهب. وتابع انه كان من الضروري اعادة تركيب أربع محطات لفصل الغاز وتجديد منشات ضخ الماء في حقول النفط. مبينا ان غياب القانون والمشاكل الفنية في حقول النفط يعني ان العراق سينتج فقط ما بين مليون و2ر1 مليون برميل يوميا بحلول منتصف يوليو القادم . وقال مسؤول عراقي اخر ان الحقول الشمالية تضخ حاليا نحو 550 الف برميل يوميا والحقول الجنوبية 200 الف برميل يوميا. وقبل شن الولاياتالمتحدة حربها ضد العراق صاحب ثاني اكبر احتياطي نفط في العالم بلغ انتاجه نحو 5ر2 مليون برميل يوميا كان يصدر منها نحو مليوني برميل. وفي الاسبوع الماضي قال ثامر غضبان الذي عينته الولاياتالمتحدة لادارة شؤون النفط ان بغداد مازالت تستهدف انتاج 5ر1 مليون برميل يوميا في نهاية الشهر الجاري بما يسمح بتصدير مليون برميل يوميا. وقال المسؤول نحن ننتج بين 700 الف و 750 الف برميل في اليوم. مضيفا كانت هناك مشاكل في خط الانابيب في الشمال وعمليات نهب. وتابع انه كان من الضروري اعادة تركيب أربع محطات لفصل الغاز وتجديد منشات ضخ الماء في حقول النفط. توقعات بتأخر الانتعاش ومن جانبه قال المحلل المتخصص في شؤون الطاقة في بي.بي مايك سميث ان من المرجح ان يكون انتعاش انتاج النفط العراقي ابطأ مما يعتقد كثيرون بسبب النهب والاضطرابات المدنية. وقال سميث في ندوة بطوكيو عن التقرير الاحصائي السنوي للشركة الخاص بانتاج الطاقة عالميا البعض يتحدث عن انتاج نحو مليوني برميل يوميا في يوليو، لكن ذلك يبدو مستبعدا للغاية. وقال اعتقد انه ربما يقترب من مليوني برميل يوميا بنهاية العام مشيرا الى اعتقاده ان الانتاج بلغ 250 الف برميل يوميا في المتوسط في مايو ، وحدد مستوى الانتاج الحالي حول 750 الف برميل يوميا. و قدرت وكالة الطاقة الدولية انتاج الخام العراقي في مايو عند 310 الاف برميل يوميا مقارنة مع 160 الف برميل في ابريل. وقال سميث ان الانتاج يجب ان يرتفع بشكل ملموس مع استئناف الصادرات غير ان شكوكا كثيرة تحيط بسرعة انتعاش الانتاج. وتابع ان القيود على الانتاج لا تتعلق بالموارد ولكن نتيجة مشاكل خاصة بالاستثمار وقطع الغيار والامن. وقال سميث حين تسوى جميع المشاكل اعتقد ان الانتاج سيتراوح بين ثلاثة ملايين وثلاثة ملايين ونصف مليون برميل يوميا ربما في غضون عامين او في اواخر 2005 . العراق يستعد لنقل النفط عبر الانابيب وعبر الشاحنات مصافي النفط العراقية تحاول العمل باقصى طاقاتها لتلبية حاجات الطلب المحلي