أبدى مزارعون في منطقة الأصفر الزراعية بمحافظة الأحساء مخاوفهم وخشيتهم من الانتشار السريع لسوسة النخيل الحمراء في بساتينهم، وقالوا أنها تنتشر بشكل كبير، ووصلت نسبة الإصابة بين بعض المزارع إلى 30 بالمائة، متهمين وزارة الزراعة وبلدية المحافظة بالتسبب في الانتشار السريع للآفة، التي اكتشفت في المملكة قبل 17 عاماً، وتسببت في القضاء على عشرات الآلاف من أشجار النخيل. وذكر المزارعون ان الخطر لا يقتصر على منطقة الأصفر، بل يتعداها إلى عموم محافظة الأحساء، مما يعني ان 60 ألف طن من التمور هي مجمل إنتاج المحافظة، معرضة للخسارة. وتعد سوسة النخيل الحمراء أهم 55 آفة حشرية تصيب النخيل، لتميزها بسرعة الانتشار وأيضاً سرعة أطوار النمو ودورة الحياة، وتضع أنثى الحشرة بيضها في ثقوب وتشققات الأنسجة الطرية في جذع النخلة، لتبدأ عملية نخر للجذع من الداخل، خصوصاً اليرقات، التي تعتبر أخطر مراحل النمو. وتكمن المشكلة في المنطقة الزراعية في الأصفر أنها تجاور محرقة للنفايات، تنقل لها مخلفات المنازل والمزارع، ومن بينها جذوع النخيل، التي قد يكون من بينها جذوع مصابة بالسوسة الحمراء، وذكر المزارعون ان تلك الجذوع تنقل بطريقة غير آمنة، حيث تكون مكشوفة، مما يتسبب في تطاير السوسة منها، أو من الجذوع الملقاة في المحرقة، قبل ان تتم عملية الحرق. وقال مزارعون انهم خاطبوا وزارة الزراعة أكثر من مرة، وعرضوا عليها حجم خسائرهم، التي بلغت آلاف الريالات.. ولكنهم قالوا ان جهود الوزارة بطيئة فيما رقابة البلدية المشكلة معدومة في عملية نقل الجذوع أو سرعة حرقها، قبل انتشار الآفة منها. قلة العاملين وأبدى المزارع حسين علي الخلف انزعاجه الشديد من تجاهل البلدية وفرع وزارة الزراعة المشكلة، وإهمالهم لها، مما سيؤدي إلى تفاقهما، وانتشارها إلى مناطق أخرى في الأحساء.. يقول: أبلغنا فرع الزراعة بوجود كميات كبيرة من النخيل المتضررة من السوسة في المنطقة، ولكنهم لم يحركوا ساكنا إلا بعد ان انتشرت السوسة في عدد كبير من النخيل. فيما تبرر الوزارة ذلك بقلة عدد العاملين في المكافحة. السوسة اللعنة ويصف إبراهيم الخلف السوسة باللعنة التي أصابت نخيل الأحساء فحولتها إلى أنقاض مزارع ونخيل، يقول: بعد أيام طويلة من المماطلات ترسل لك وزارة الزراعة فريقا يرش مبيداته، ولكن بعد ماذا، بعد خراب البصرة. وبعد ان نكون قد تكبدنا خسائر لا تعوض، فالمزرعة التي تصاب بالسوسة تنخفض قيمتها إلى النصف أو أقل من ذلك، فنخسر ما أنفقناه عليها من أموال وجهود. وقدر خسر الخلف 60 غرساً من أصل 200 غرس في مزرعته، بسبب السوسة، وهو يقول: الله أعلم بما سيحدث مستقبلاً، لقد اقتلعت النخيل المصابة، ولكن الإصابات تتوالى في الظهور، في نخيل تتراوح أعمارها بين عام و10 أعوام، فهذا العمر هو المحبب لهذه السوسة اللعينة. البلدية شريكة ويلقي الخلف باللوم على البلدية، التي لا تراقب الشاحنات المحملة بجذوع النخيل المكشوفة، التي تتطاير منها السوسة إلى المزارع التي تمر بالقرب منها، فتجد في النخيل مأوى لها، لتبدأ رحلة التكاثر، التي ألحقت بنا خسائر لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى. وفي المقابل لن نجد من يعوضنا عن خسائرنا، بسبب هذه الآفة. جهود شخصية ويصف محمد الخميس ما حل ببساتين النخيل بسبب السوسة الحمراء بالمصيبة الكبرى، يقول: خسرت وبقية المزارعين مئات الآلاف من الريالات بسبب هذه السوسة اللعينة، دون ان نجد لنا من يعيننا على المكافحة، فحين عجزنا من تجاوب المسئولين في وزارة الزراعة في توفير المبيدات اشتريناها على حسابنا الخاص، وقمنا برشها بأنفسنا. ويقول جاره علي مرزوق: لا يوجد من يأمن على مزرعته من الإصابة بهذه الآفة الخطيرة في منطقة الأصفر، فمن النادر ان تجد مزرعة لم تصب فيها نخلة أو أكثر بالسوسة، والسبب المحرقة التي تجاور مزرعتنا. وبسبب الخسائر اضطر البعض إلى تحويل بستانه إلى استراحة فيها بركة ومرافق ترفيه، فالنخيل معرض للهلاك بسبب السوسة، فيما جهود وزارة الزراعة ضعيفة ان لم تكن معدومة. تكثيف الوعي ويطالب عبدالله كاظم الخلف بتكثيف الوعي بين المزارعين بهذه السوسة وطرق مكافحتها، يقول: هناك عدد كبير من المزارعين لايعرفون كيف يتعاملون مع هذه الآفة، فهي جديدة عليهم نسبياً، وفي المقابل لا يقوم المختصون بدورهم في توعية المزارعين، عبر إقامة الندوات والمحاضرات التوعوية، ولابد من إيجاد برنامج عمل متكامل لمكافحة السوسة، يشمل بالإضافة الى الجهود الميدانية من اقتلاع وحرق، جهودا توعوية بدورات وندوات ومحاضرات، وأيضاً تعويض المزارعين المتضررين من السوسة، فهؤلاء قد يصلون إلى مرحلة يتخلون فيها عن الزراعة، وهذا الأمر يعتبر كارثة وطنية لو حدث. أما وهب الخميس فيقول: التوعية ضرورية ومطلوبة، لكننا نريد من وزارة الزراعة جهودا سريعة وعاجلة، تتمثل في زيادة عدد فرق رش المبيدات، وتزويدهم بالمبيدات، حتى يبدأوا جهود المكافحة، قبل ان تتحول السوسة إلى داء لا يمكن مواجهته والقضاء عليه. نخلة مصابة بالسوسة الحمراء يسألون من يعوضهم؟!