لم يستبعد مزارعون يعملون في مجال النخلة وتجهيزها تأثير سوسة النخيل الحمراء على محصول هذا العام، وبخاصة أن السوسة أجهزت أخيرا على ملايين النخيل في منطقة الشرق الأوسط. وعلى رغم من أساليب العلاج المختلفة التي تقوم بها فروع وزارة الزراعة المنتشرة في مناطق البلاد كافة، إلا أن بعض النخيل باتت على وشك السقوط، ويستحيل علاجها، "إذ لا يمكن اكتشاف يرقة السوسة التي تأكل لب شجرة النخيل من الداخل، إلا بعد فوات الأوان". ووقفت "الرياض" على نخلة أجهزت عليها اليرقات قبيل تجهيزها العام الحالي، استعدادا لتلقي المحصول الذي خسره صاحب المزرعة، وعلى رغم من تأكيداته بأخذ سبل الاحتياط من السوسة التي تنشط في فترة الصيف، إلا أن ذلك لم يعوض من خسارة بعض النخيل في مزرعته. علاج بالطرق العلمية ويقول أبو حسن، وهو مزارع يأخذ بالطرق العلمية في إدارة مزرعته الواقعة في منطقة الرامس الزراعية (محافظة القطيف): "أكافح السوسة بالتعاون مع وزارة الصحة التي تجلب لنا الدواء في شكل مستمر"، مضيفا "حين أكتشف نخلة صغيرة مصابة وبالأمكان علاجها أضع لها الطين المبلل وأتركه ملفوفا بقطعة بلاستيك لمدة عام أو أكثر، فيتعافى الجذع"، مشيرا إلى أن هذه الطريقة لا يعمل بها كثير من المزارعين، بل يتركون النخلة تواجه مصيرها، وهو ما قضى عليها. وعن النخلة التي كسرت بسبب اليرقات يقول: "لم أتمكن من علاجها لأن إصابتها كانت بالقرب من رأس النخلة التي كانت ترتف نحو التسعة أمتار"، مضيفا "حين تكون الإصابة في أسفل الجذع نتمكن من العلاج لأنه هذا الموقع أقوى من أعلى جذع الشجرة". خطر سوسة النخيل من جانبها تؤكد وزارة الزراعة أن دورة سوسة النخيل الحمراء تشكل خطرا كبيرا على شجرة النخيل، إذ يشير مهندسون زراعيون إلى سرعتها في التفشي التي لا تتجاوز الثلاثة شهور، مشيرين إلى أن مكمن الخطر بالنسبة لقتل النخلة يكمن في اليرقة وليس في السوسة، بيد أن السوسة، وهي الحشرة الكاملة النمو تلعب دور إكمال الدورة من طريق وضع البيض الذي يتراوح بين 200إلى 300بيضة، ما يعني موتا محققا لشجرة النخيل، الأمر المؤدي لضعف أو فقدان منتوج النخلة، وهو أكثر ما يخشاه المهندسون الذين عمدوا إلى تطوير علاجات حدّت خلال السنوات العشر الماضية من موت المزيد من النخيل جراء إصابتها. والوزارة التي يتجول عاملوها على مزارع النخيل في شكل مستمر تدعو المزارعين للتقيد بشروطها التي تكافح من خلالها السوسة، إذ تمنع نقل فسائل النخيل من المناطق المصابة إلى المناطق غير المصابة، واصفة هذا الإجراء ب"الهام جدا"، إذ يساهم في الحد من انتشار السوسة عبر مناطق المملكة كافة. أما بالنسبة للنخيل المصابة، فيجب التخلص منها سريعا من طريق حرقها بعد تقطيعها إلى أجزاء صغيرة، مشيرة إلى أن مكافحة السوسة ضرورة عبر طرق عدة، منها ما يعرف ب"المصيدة السعودية"، وهي سلاح أثبت فعاليته ضد السوسة، والمكافحة الحيوية، والكيماوية. ولا تقتصر مكافحة سوسة النخيل على العلاجات، ف"الوقاية خير من العلاج". حسب المزارع أبو حسن، إذ يرى أن تشققات جذع النخلة التي تنشأ بسبب أعمال زراعية تعتبر بيئة خصبة لإناث السوسة التي تقصدها لغرض وضع البيض عبرها، ويقول: "يجب علاج التشققات بالمبيدات الكيماوية المناسبة من طريق غمر النخلة"، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات وقائية تهدف لمنع وضع البيض عبر الثقوب والتشققات. يشار إلى أن سوسة النخيل قضت على نحو ثمانية ملايين نخلة كانت منتشرة في مناطق البلاد كافة، كما أن محافظتي القطيف والأحساء اللتين تعدان واحة نخيل فقدت جزاً كبيرا من نخيلها، وهو ما أحال بعض المناطق الزراعية إلى سكنية.