تشارك مسرحية (عصف) لورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف في فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي بتونس الذي شارك فيه أكثر من ستين عرضاً مسرحياً ويقام هذا المهرجان تحت عنوان (مسرح المبدعين الشبان والواقع). ومهرجان أيتام قرطاج المسرحية مهرجان مسرحي دولي ذو طابع عربي وأفريقي يقام كل عامين ويقوم أساساً على تقديم اعمال مسرحية ومسابقة رسمية وإقامة ندوات ومعارض ولقاءات وورش عمل لتدريب الممثل ويتم خلال المهرجان تقديم عروض مسرحية داخل المسابقة الرسمية وعروض مصاحبة لمسرح المونودراما ولمسرح الشارع. ويهدف هذا المهرجان إلى الاسهام في دعم الثقافة الوطنية بالبلاد العربية والإفريقية. وقد سبق للمملكة المشاركة في ست دورات من هذا المهرجان حققت نجاحاً كبيراً واشادات من قبل النقاد والمتابعين كما حصلت مسرحية (ديك البحر) على جائزة الإخراج تأليف وإخراج الفنان راشد الشمراني . وتعتبر ورشةة العمل المسرحي بفرع جمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف من أنشط الفرق المسرحية السعودية حيث شاركت في عشرين مهرجاناً مسرحياً محلياً وثمانية مهرجانات مسرحية عربية ودولية حققت خلالها ثمانية وعشرين جائزة مسرحية. وقدمت الفرقة حتى الآن أكثر من خمس وأربعين نشاطاً مسرحياً إضافة إلى الدورات المسرحية والملتقيات والمعارض المسرحية. كما قدمت عروضها في عدد من المدن السعودية ومنها (الرياضالطائفالدمامأبهاجدةالباحة) وفي عدد من المدن العربية ومنها (الكويتالبحرينالقاهرةتونس العاصمة سوسة) . وللورشة حالياً موقع مميز يهتم بالمسرح السعودي عامة ومسرح الطائف على شبكة الانترنت تحت عنوان (http://www.taiftheater.com) وكانت مسرحية (عصف) قد قدمت جملة من عروضها في الطائفوأبها وستواصل عروضها خلال هذا الشهر في الطائفوجدة وقد حصلت المسرحية على جوائز المفتاحة في ملتقى أبها المسرحي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير حيث حصلت على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل وأفضل نص مسرحي للكاتب فهد الحارثي وأفضل إخراج للفنان أحمد الأحمري وذلك من خلال مشاركتها في الأسبوع المسرحي الخامس الذي أقيم في أبها خلال الشهر الماضي . وتدور فكرة مسرحية عصف حول : رحلة بحث يخرج فيها المشاركون بها من أنفسهم للبحث عنها ويكتشفون أن المكان ليس مكانهم والزمان ليس زمانهم ونطلق السؤال لماذا نحن هنا .. نحمل حقائبنا في رحلة المجهول نحمل المسافات والأحلام والتفاصيل والحكايات المرة نحمل كل الأشياء في حقيبة ثم نطارد أنفسنا بها ونبحث في مساحات البوح عما يتيح لنا فتح حقائبنا أن يكتشف الآخرون ما بها . هي حقائبنا .. لا نتمنى أن يطلع الآخرون على تفاصيلها لماذا نخاف ذلك ؟ هل لأن الحقائب بيوت والبيوت أسرار والأسرار خزائن لماذا نخاف البوح .. هل نغادر المكان أم نظل داخله الذكريات تتداعى تتجمع تتوالد تتكاثر كالأرانب صوتها له جلبة وضجيج الا حدود له .. وحديث البوح لا يكاد ينتهي وحروفنا التي تتسرب منا دون وعي تفضح صمتنا فنمتلىء بالأشياء والأسماء والأمكنة بالصباحات والمساءات والتفاصيل البسيطة .. تطاردنا الحقائب بتفاصيلنا فنعود لنقطة البداية .. هل كنا نبحث عن أنفسنا .. أم كانت أنفسنا تبحث عنا وينطلق الشكل الإخراجي للمسرحية من خلال الورشة والمختبر المسرحي بداية من الرنانج المكثف لتدريب الممثل من خلال تطبيقات المعمل المسرحي وتدريبات التكوين والتجسيد والتشكيل والرنان الفسيولوجي حيث ثم دراسة حركة الصورة الفوتغرافية وتأثيرات الضوء واللون على حركة الجسد وتمت استخدام جميع وسائط الإضاءة للوصول إلى حقيقة التجربة بداية مع أعواد الثقاب والشموع والمصباح اليدوي وكل الوسائط الأخرى حتى تم الوصول إلى تقنية الإضاءة المطلوبة حيث تم تجريب الشموع كمثير والصورة كإثارة . وعبر استخدام وسائط الإضاءة تم استغلال ممساحات الفضاء المسرحي بتشكيلات صورة الفوتغرافيا واستغلال حركة الجسد والتأمل في التكوين والتجسيد وخلق تشكيلات جماعية حركة تشكيلية . وتم استخدام الضوء واللون لكي تنعكس على جسد الممثل وتعطي له التكوين المناسب لحركة الفعل المسرحي التي تقوم بها .. وتم استخدام خلفية المسرح البيضاء كشاشة عرض تتداخل فيها انعكاسات حركة الممثل ويتم من خلالها ممارسة لعبة ضوئية سينمائية لتجسيد رحلة البحث في الداخل عن الداخل . ويتكون فريق العمل في المسرحية من الكاتب المسرحي الأستاذ / فهد رده الحارثي مؤلفاً والفنان أحمد الأحمري مخرجاً والأستاذ/ محمد عابد بكر مديراً للأنتاج ولخشبة المسرح . والممثلون هم (مساعد الزهراني خالد الثقفي إبراهيم الحارثي محمد عسيري أشرف العريشي ممدوح الغشمري ) . أما الطاقم الفني فهو مكون من : جميل عسيري مشعل الثبيتي جمعان الذويبي فيصل الخديدي سلمان السليماني هذا وقد أشار الأستاذ/ محمد بن أحمد الشدي رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون إلىأن مسرح الجمعية قد اعتاد علىالمشاركة في جميع الفعاليات والمهرجانات المحلية والعربية وأن المسرح في الجمعية فروعها يشهد نشاطاً مسرحياً مكثفاً حيث أن هنالك أعمالاً مسرحية جديدة في فروع الجمعية في الطائفوالأحساء قدمت خلال الشهر الماضي وهنالك أعمال ستظهر في جدةوالدمام والقصيم وأشار الشدي إلى أن مسرح الجمعية بفعالية مهرجان الجنادرية وحصد معظم جوائزه كما شارك في الأسبوع المسرحي الخامس بأبها وحصل فرع الطائف على معظم الجوائز به . واشار إلى مشاركات المسرح السعودي خلال الشهرين الحالي والقادم حيث تمت المشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح االتجريبي بمسرحية (ذاكرة التراب) لفرع الجمعية بمحافظة جدة ومهرجان الفرق الأهلية لدول مجلس التعاون الخليجي بالإمارات بمسرحية الهطق لفرع الجميعة بالدمام ومهرجان قرطاج المسرحي بتونس بمسرحية عصف لفرع الجمعية بالطائف إضافة إلى مشاركة فرع الإحساء في مهرجان لمسرح الطفل في دبي بمسرحية (طاح ما طاح) وسيواصل مسرح الجمعية مسرح الجمعية مشاركاته المحلية والعربية وسيتم دعم كل نشاط مسرحي في المركز الرئيسي وكل الفروع لتقديم المواهب الشابة ودعمها ودعم قدراتها وتوفير مناخات العمل المناسب لها . من جهته وجه الأستاذ / عبد الله المرشدي مدير فرع الجمعية بالطائف شكره وتقديره للأستاذ محمد الشدي على الدعم الكبير الذي تجده الجمعية بالطائف ومتابعته لمختلف الأنشطة كما وجه تحياته لطاقم مسرحية (عصف) على العطاء المسرحي الجاد الذي يقدمونه والذي تميزوا به في السنوات العشر الأخيرة على مستوى المسرح السعودي وقال إن كلمة شكر قليلة في حق هؤلاء الشباب الذين اعطوا للمسرح باخلاص وقدموا له كل ما يمكن من أجل تقديم مسرح ناضج وواع وجاد وشرفوا من خلاله الجمعية في أكثر من محفل دولي شاركوا به وتمنى المرشدي أن تكون مشاركة مسرحية (عصف) في مهرجان قرطاج الدولي المسرحي بتونس تكملة لسلة النجاح الفني الذي اعتاد عليها المسرح بالطائف عامة ومسرح المملكة خاصة. فهد رده الحارثي راشد الشمراني