نقلت وكالة رويتر عن محللين نفطيين، قولهم: إن من شأن تعاون أوثق بين المملكة، أبرز أعضاء أوبك وروسيا، وهي منتج رئيسي للنفط خارج المنظمة، تعزيز جهود المنتجين للإبقاء على ارتفاع الأسعار حتى على الرغم من ان موسكو لم تقرر خفض إمداداتها.ومنذ الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله ابن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لموسكو في الشهر الماضي، خرجت روسيا عن المألوف لتؤكد للمنظمة انه عندما يتعلق الأمر برفع أسعار النفط فان الدولتين تقفان في خندق واحد. وفاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة لنيويورك الأسبوع الماضي مضيفيه الأمريكيين بقوله: ان روسيا قد تنضم لأوبك في خفض الصادرات إذا تعرضت أسعار النفط لضغوط غير مبررة. والمرجح أن يسعى بوتين لإعادة انتخابه العام المقبل، ويعلم أن انخفاض أسعار النفط سيثير اضطرابات كبيرة في اقتصاد بلاده المعتمد بدرجة كبيرة على الطاقة. ونقلت الوكالة عن جوليان لي من مركز دراسات الطاقة العالمية في لندن قوله: لدى السعودية وروسيا باعتبارهما اكبر منتجين للنفط في العالم العديد من العوامل المشتركة في حين توترت العلاقات الأمريكية-الروسية بسبب الحرب على العراق وجاءت تصريحات بوتين بعد يومين من قرار أوبك المفاجئ بخفض إمداداتها بنسبة 5ر3 في المائة حتى مع ارتفاع الطلب مع اقتراب فصل الشتاء في خطوة أثارت انتقادات من جانب الرئيس الأمريكي جورج بوش القلق من اثر ذلك على النمو الاقتصادي الضعيف. وأفاد تقرير مؤسسة بي.أف. سي انرجي ومقرها واشنطن: من الواضح ان التوقيت الذي اختاره بوتين يستهدف أوبك وليس الحكومة الأمريكية أو المستثمرين الأجانب في قطاع النفط. وتهدف خطوة أوبك التي نعمت بانتعاش في أسعار النفط مستمر منذ أربعة أعوام إلى أبعاد خطر تكدس السوق بالإمدادات في العام المقبل مع زيادة الإنتاج من روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وقالت روتير: انه رغم ان روسيا ستبقي على تباعدها التقليدي عن أوبك إلا ان ممثل موسكو في اجتماعات أوبك الأسبوع الماضي أيد نطاقا سعريا يتراوح بين 22 و26 دولارا لخام اورال وهو أعلى من نطاق 20-25 دولارا الذي أشارت إليه روسيا من قبل وأقرب للنطاق السعري لسلة خامات أوبك. ولاحظت الوكالة أن ذلك يختلف تماما مع ما جرى قبل عامين عندما اضطر وزير النفط على النعيمي إلى ما قالت الوكالة: إنه "توجيه تهديدات" بحرب أسعار قبل ان تتعهد روسيا بخفض صادراتها. ورغم ان تخفيضات موسكو كانت رمزية بدرجة كبيرة انخفضت صادراتها من الوقود في الشتاء، على أي حال، بسبب سوء الأحوال الجوية. وتتحرك الأسعار الآن قرب الحد الأقصى من النطاق المستهدف لسلة خامات أوبك بين 22 و28 دولارا للبرميل. ورغم سيطرة الدولة على شبكة نقل النفط الروسية إلا أن شركات نفط خاصة تدير الإنتاج الروسي. وقال جوناثان ستيرن من معهد اكسفورد لدراسات الطاقة : اذا شهدوا انخفاضا في الأسعار إلى اقل من 20 دولارا... خاصة إلى ما يقرب من 15 دولارا فان الروس سيكونون مستعدين لاتخاذ إجراء" مشيراً إلى أن ذلك يعتمد على قدرة الحكومة الروسية على التأثير على شركات النفط. وقالت رويتر ان التفاهم الأوثق بين المملكة وروسيا سيعطي دعما معنويا للأسعار تماما مثلما أدى الانفراج في العلاقات بين المملكة وإيران في عام 1999 إلى موجة ارتفاع في أسعار النفط. كما ان تصريحات أوبك من شأنها كذلك دفع شركات النفط الغربية التي تتطلع للحصول على أصول نفطية روسية لإعادة التفكير في الأمر. وفي حين فشلت قمة الطاقة الروسية الأمريكية في هيوستون العام الماضي في تعزيز دور روسيا كمورد رئيسي للنفط للولايات المتحدة بدا اجتماع مماثل في سان بطرسبرج الأسبوع الماضي اقل إثارة للاهتمام وتركز أساسا على الغاز الطبيعي.