ان مهنة الطب والتمريض مهنة إنسانية تتميز بالتضحية والمثابرة والإخلاص والتفاني, والعطاء والرحمة والرأفة, والترفع عن الذاتية والأنانية, وكلمة الدكتور كلمة مرادفة ومصاحبة للطبيب فبمجرد سماع كلمة دكتور يتبادر للذهن صورة الطبيب بثوبه الأبيض الناصع الذي يعبر عن قلبه الأكثر صفاء ومحبة لخدمة الآخرين (مع ان هناك من يحمل لقب دكتور في تخصصات أخرى) والطبيب يحظى بالحب والاحترام والتقدير والاعجاب من الآخرين أينما ذهب وذلك احتراما لمهنته الإنسانية التي تمس جميع البشر, والعمل في القطاع الصحي الحكومي والأهلي فيه الكثير من الجهد والمعاناة للعاملين فيه من أطباء وممرضين وموظفين وإداريين. وللأطباء والممرضين والموظفين من ذكور وإناث مشاكل ومعاناة وظروف يتعرضون لها من إدارات المستشفيات والمستوصفات الحكومية والأهلية, وكذلك من المرضى والمراجعين. فما تلك الظروف وماذا يقول المراجعون عن أصحاب القميص الأبيض؟ تعامل الطبيب شفاء يشكر عبدالله المبارك الأطباء المخلصين الذين يعملون في القطاع الصحي الحكومي قائلا: ان الأطباء في المستشفيات والمستوصفات الحكومية يتحملون الكثير من الجهد والتعب والضغط فالطبيب مطالب بان يستقبل جميع المرضى والمراجعين وان يتحلى في كل الأوقات بالبشاشة وحسن التعامل. ويضيف: ان التعامل الإنساني الراقي والإخلاص من قبل بعض الأطباء هو البلسم الشافي من المرض قبل استخدام الدواء. ضغط على الطبيب ويعترف الطبيب (فضل عدم ذكر اسمه) بان هناك تقصيرا كبيرا من قبل وزارة الصحة التي تتعامل مع الموضوع الصحي بمنظور الميزانية والتقشف فنجد ان بعض المستشفيات الحكومية تفتقد للأجهزة المهمة للفحص والكشف التي يحتاج اليها الطبيب, ونقص في الأدوية, وان لتلك النواقص اثرا في عدم تقديم الخدمة الجيدة للمريض, وانه يوجد ضغط كبير على بعض الأطباء العاملين في المستشفيات والمستوصفات الحكومية حيث ان الطبيب مطالب بمعالجة جميع المرضى المتقدمين, وان الطبيب احيانا يستقبل اكثر من 50 حالة في اليوم وهذا عدد كبير, وان هذا الضغط والازدحام يجعل الطبيب لا يقوم بما هو يتمناه وما هو مطلوب منه بشكل صحيح. الطبيب يقدم المساعدة وعن تقديم المساعدة من بعض الأطباء العاملين في بعض المستوصفات الأهلية الذين يتعاملون بأخلاق عالية جدا فيقول عبدالحميد السعد: كنت في فترة سابقة أعاني حساسية شديدة في الجيوب الأنفية والحنجرة فذهبت الى احد المستوصفات الأهلية (عيادة الأنف والحنجرة) والطبيب هندي اسمه راجو بعد الكشف والمعاينة وقبل ان يكتب لي ورقة العلاج طلبت منه ان يكتب الأدوية الرخيصة لان أدوية الحساسية مرتفعة جدا فعندما سمع ذلك جلب لي دواء من الأدوية التي توزع من قبل المسوقين كعينات مجانية على الأطباء. الطبيب غير موجود وحول استغلال بعض الموظفين للتهرب من تأدية الواجب تحدث فيصل السليم: اصيب ابني في المنزل فأخذته الى المستشفى المركزي وكان الوقت قبل وقت الصلاة بربع ساعة فلم يكن الطبيب موجودا حيث ذهب لتادية الصلاة,وأخبرتني الممرضة بان الطبيب سيأتي بعد قليل, انتظرت أكثر من نصف ساعة من حرق الأعصاب والولد يتألم, حتى جاء الطبيب, ويرى: ان مهنة الطب مهنة حساسة جدا تتعلق بحياة وممات فالتقصير والتسيب وعدم المبالاة لها آثار سلبية كبيرة ووانه ينبغي على الأطباء مخافة الله والإخلاص في عملهم الإنساني. الإدارة غير متعاونة عبر بعض العاملين في المستشفيات الصحية الحكومية والأهلية ان العمل في القطاع الصحي متعب جدا, لانه على فترتين صباحية ومسائية او بنظام (الشفتات) والتعامل مع المواطنين فيه بعض الصعوبة لان رضا الناس غاية لا تدرك, فتجد أحيانا من يقدر ويحترم العمل التمريضي, وتجد تارة من يتعامل بطريقة فوقية وكبرياء وصراخ وعنجهية, وقالت احدى الموظفات: الموظفات والممرضات يشعرن بالتمييز والظلم من قبل الرجال خاصة من الإدارة اذا كان المدير رجلا وان الرجال لا يقدرون ولا يتعاملون مع المرأة الموظفة بالطريقة اللائقة, وتقدير ظروفها الأسرية, وان الممرضة تجد صعوبة وحرجا كبيرا في طريقة التعامل مع الإدارة الذكورية, وترى ان الحل الأمثل وجود أقسام خاصة منعزلة للنساء بإدارة نسائية او ان تكون ادارة المستشفى او المستوصف نسائية ففي ذلك راحة اكبر للموظفات والممرضات. المريض يئن والموظفة مشغولة بالهاتف وعبر المراجع حسن المكي عن انزعاجه وتذمره من عدم المبالاة التي يتصف بها بعض الموظفين والموظفات في المستوصفات الصحية فيقول حسن: وقفت عند شباك غرفة المواعيد، ووضعت بطاقة الملف في المكان المحدد انتظر من يأخذها، طرقت الشباك لم يجب احد مع اني اسمع صوت امرأة تتحدث بالهاتف، مرت الدقائق بطيئة جدا علي وانا اشعر بان راسي سينفجر من الألم والحرارة العالية لأني كنت مصاب.. فاخذت اطرق الشباك انادي لو سمحتي يا أخت خلصينا، وبعد وقت ليس بالقصير من الانتظار الممل انتهت الاخت الموظفة من المكالمة، واعطتني اوراق الكشف من غير نفس، ومن دون اعتذار. ادارة المستشفى مادية بعض ادارة المستشفيات تتعامل مع المهنة الطبية من منطلق مادي بحت مجردا من الانسانية، وتحاول ان تضغط على اطباء المستشفى بتبني الفكرة المادية في التعامل مع المرضى للحصول على نسبة من ذلك، ويصبح الطبيب ماديا يحاول ابتزاز المريض من خلال اجراء الكثير من الفحوصات غير الضرورية، وان ادارة بعض المستشفيات خاصة الاهلية تسبب معاناة وقلقا واضطرابا كبيرا للموظفين من اطباء وممرضات وموظفات من خلال تعاملها التجاري البحت، فبعض المستشفيات تقوم بتوظيف بعض السعوديين والسعوديات من اجل التفاخر والتباهي والسمعة بالتزام المستشفى بقرار السعودة الا ان تعامل ادارة المستشفى مع السعوديين سيئة جدا تقول المواطنة (و - ح) تعمل مساعدة ممرضة: انها متخرجة في الثانوية علمي ولديها شهادات في الحاسب الآلي تقدمت للعمل بالمستشفى فقبلت كمساعدة ممرضة براتب جدا قليل وانها تسكن في منطقة تبعد عن المستشفى 30 كيلو متر، وتضيف ان الراتب قليل جدا، وان الادارة تتعامل مع السعوديين من الجنسين من منظور احتقار وكأننا دمية لابد ان نعمل في كل شيء في النظافة والتمريض والمراقبة والاستقبال وفي كل عمل ترفضه العاملة الاجنبية، وبنفس الراتب، وان تكلمنا فالشارع والطرد هو المقابل. خطأ طبي وبسبب خطأ طبي في احد المستشفيات الاهلية الضخمة التي تتقاضى مبالغ كبيرة يقول ماهر سلمان: لقد توفي طفلي بسبب الاهمال والتقصير من قبل الاستشاري والاخصائية بالمستشفى ولقد صدر حكم من اللجنة الطبية بذلك وفرض غرامة بسيطة جدا عليهما فقط بدون حكم آخر، ويضيف عماد ماذا تفعل الاموال والغرامة، وهل هذا الحكم يمنع من تكرار الأخطاء؟! الطب مهنة إنسانية وفي الختام عبر الاطباء والمراجعون عن أمنياتهم في ان تتطور الخدمات الطبية الحكومية والاهلية في بلادنا نحو الافضل، وان يتم تجاوز الاخطاء غير المتعمدة التي تتكرر دائما من قبل الاطباء، وان يتم التعامل مع المرضى باكثر انسانية ورحمة وشفقة، وان يتم تقدير الموظفين والموظفات الوطنية والمقيمة التقدير المناسب والمحترم والانساني، لتنعكس هذه الحالة على الخدمات المقدمة منهم للمرضى.