قد يكون الرثاء لغرض أو عرض وايم الله ما جرى القلم لأحدهما وما سطرته من عبارات دارت بخلدى ما هو الا تجسيد لمشاعر مئات من الرجال المشيعين لرجل فقدناه وفاضل عاصرناه وعصر الخميس يوم مشهود, توديع الشيخ الراحل عبد الله بن محمد ابا حسين من قبل محبيه من اقارب ومعارف أمر له أثر في النفوس فارجاء المقبرة امتلأت بجموع من البشر ومن شهد الجنازة رأى رأي العين فاختلاف الطبقات والجنسيات من مقيمين ووافدين شبابا وشيوخا يتقدم أولئك اصحاب الفضيلة العلماء من قضاة وائمة المساجد وطلبة العلم, حتى أني رأيت احد الوافدين يتهادى بين عكازين قد قطع عشرات الامتار للمشاركة في تشييع الجثمان والجميع يلهجون بالدعاء له والمغفرة. أخي الكريم بتقليب صفحات الايام الغابرة أجد من حق فقيدنا علينا ذكر بعض مآثره مشوبة بالحزن لفراقه, والفرح لصالح اعماله وأعلم يقينا لو كان على قيد الحياة لما رضي بذلك لقد عرف بين الناس بطاعته لله عز وجل وتقربه بصالح الاعمال فحسبه كذلك ولا تزكي على الله أحدا . صدوق في تعامله مسارع لاسداء المعروف, ما علم بمريض الا زاره ولا ميت الا قدم التعازي فيه وله مآثر قد يعملها القريب وتخفي علىالكثير, كان رحمه الله شديد الحرص على صدقه السر اسأل الله ان يتقبل منه ذلك وان يجعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله, يسعى في المساهمة في الخيرات وقضاء حوائج المحتاجين سيرا على الاقدام حتى لا يعلم أقرب قريب بما تجود نفسه الطيبة ومع ذلك ينسب أفعاله المباركة الى المحسنين بعدا عن الرياء والسمعة وما يثلج الصدور ما جمعني به مجلس وتعرض لشخص بعينه بغيبة أو نميمة بل جل حديثه هناك شخص ما وسمعنا برجل فرحمك الله ابا عبد العزيز واسكنك فسيح جناته. وعزاؤنا في ابنائه الافاضل كيف لا وقد اقتبسوا من ادبه الجم وكريم خلقه العالي ولن يعدم ولدا صالحا يدعو له أو قريبا علم سيرته أو قارئا اطلع على بعض مآثره وختاما يعجز القلم ولن يبرح مكانه عاجزا عن التعبير بما في المشاعر ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا جميل السجايا والصفات لمحزونون. عادل عبد الله الشفير