@ أتألم كثيرا عندما ألاحظ مجموعة من المتناقضات في حياتنا اليومية بعضها قد يقع بسبب هفوة لا شعورية منا أو من الغير ولكن الغالبية منها وللأسف الشديد يكون بقصد ومع الإصرار أيضا، وأنا لست بصدد إحصاء أو تدوين هذه الملاحظات لأنها حقا كثيرة ومؤلمة وقد يتهمني القراء بالمبالغة فيها إلا أنها صارت واقعا نخجل منه جميعا ولكننا نعمله!، وللتذكير والتنويه فقط أسرد لكم مجموعة بسيطة من هذه الممارسات الغريبة المحزنة ولك الحكم عليها وتخيل شاكلتها التي لم أسردها. @ أن نذهب إلى الصلاة برفقتنا الجوالات ليس محرما بالطبع، ولكن ما أن يكبر الإمام إلا وتصدح النغمات بأصواتها العالية ( هاي سبيكر) يمينا وشمالا ولا نعرف نستمع إلى قراءة الإمام ونتابع الصلاة معه أو نصغي لأحدث ما ابتكرته التكنولوجيا لنا من نغمات صارخة وبعضها من نوع هز الوسط الثقيل وأحدث أغاني الراب الراقصة، والمشكلة أن أصحابها ما يستحون ولا يحسون بأي حرج من هذا الموقف وتلقاه يأخذ وقته قبل ما يسجد ويسكت الجوال!، يعني ما نقدر نستغني عنه ها لملعون بضع دقائق أو نخليه على الهزاز؟ وألا ما يعرف يهز بدون موسيقى؟ وتخيلوا معاي الحجاج مثلا، كل واحد بحرامه وبدل التكبير والتهليل جواله بيده وكل شويه يحاول يتصل في أقصى الأرض وأدناها يبلغهم وين صار وأيش عمل وأيش شاف خطوه بخطوة وحج يا حاج! ، أذكر مره كنا في حمامات عامه والناس تدخل لقضاء الحاجة وتخرج بسرعة بس واحد طول كثير، وأثناء انتظار الآخرين له سمعوه وكأنه يضحك ويسولف مع أحد ثاني ! ، وبعد الحيرة والانتظار طلع الأخ ما خذ راحته على الآخر لدرجة أنه كان يتكلم مع صديقه عن فلم شافه بالسينما وحب يشرح له القصة قبل ما ينساها ! ، تصوروا في بيت الراحة والناس تنتظره والأخ على الجوال يشرح قصة فلم لصديقة ! ، شقول بعد. @ تدخل السوبر ماركت أو المكتبة أو أي محل يبيع الجرائد وتقرأ لوحة كبيرة واضحة أمام الجميع وأحيانا باللغتين على أنه ممنوع قراءة الجرائد ويمكن تلقى الجريدة مدبسة بدبابيس حتى لا تفتحها أو تقراها قبل الشراء ولكن الاخوه المحترمين طويلوا الشوارب وقصيروا النظر يصرون على أن لا يشتروا البضاعة قبل ما يجربوها، وتبدأ عملية تقليب الصفحات والصحف وكأن الواحد يدور على شي محدد إذا لقاه أشترى الجريدة وإلا انتقل لأخرى ، وهكذا قبل ما يقرر الانسحاب ويمكن يكون عفس ثلاثة أو أربع صحف ولاحتى يهتم من باب الأدب أن يرجعها لحالتها السابقة أو ينظمها قليلا، لا تلقاه يلوتها فوق تحت ويدحسها بين الجرائد الثانية ويطلع وضميره وايد مرتاح ولا كأنه خالف أو عمل شي غلط! وأنتم أيش رأيكم هل عمل شيئا غلطا؟. @ في محلات الملابس جرت العادة أن نتفحص البضاعة قبل ما نشتريها، ومنها مثلا الملابس الداخلية تلقى هناك رغبة شديدة بفتح الكيس وتمزيقة أحيانا بقصد التأكد من المقاس ونوع القماش مع العلم أن المواصفات مكتوبة على الكيس وبعد ما نتأكد أنها مناسبة نطلب من البائع يجيب لنا غيرها ( يعني كيس جديد!) ليش وهذه أيش فيها ؟ الكيس مفتوح ! عجيب مو أنته اللي فتحته وأنت حتفتحه بالبيت والا ناوي تلبسها بالكيس؟ طبعا ما في جواب!، موقف آخر عندما يقول الأب لابنه بعد أن يأخذ أمامه نفسا عميقا من السيجارة اللي يدخنها طول اليوم، يا ولدي لا تحاول أن تدخن لأنه يضر بصحتك ويتعبها، ولا ترافق أصحاب السوء ترى تندم، ا ولا تخليني أجي من سفرتي وأسمع عنك كلام مش كويس، بابا خذني معاك ها لمرة بس، لا يا ولدي السفر إلى هذه البلدان ما يصلح للي بعمرك أنت لسه شباب ! ، ليش يا يبه ؟ لأن الفساد كثير هناك وأنا أخاف عليك!، بس أوعدك بعد ما أرجع آخذكم ونروح لأبها نصيف هناك ! عجيب هؤلاء الآباء يبغون يكونوا قدوه بدون أي تضحية أو تعب، صحيح الأب اللي ربى مو اللي جاب!، هل أزيدكم أمثلة أم اكتفيتم ؟ ربما بالحلقات المقبلة.