قال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي ان إدارة الرئيس بوش لاتعتزم إصدار الأوامر للقوات الأمريكية للخروج من العراق رغم تزايد الخسائر نتيجة حرب العصابات الدائرة هناك. واكد رامسفيلد وقوفه الى جانب الرأي العام القائل بانه ليس من المفيد للولايات المتحدة ان يعتقد العالم انها تتراجع فى كل مرة ترى فيها منظر الدماء. وكان ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكي قد قال فى مقابلة تلفزيونية انه لايشعر بالدهشة اذا اعتقد الشعب الأمريكي بوجود صلة مباشرة بين صدام حسين وهجمات الحادى عشر من سبتمبر. من جهة اخرى وجه هانز بليكس رئيس مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة السابق انتقادات يوم امس الاول الى التلاعب الذي كان وراء المزاعم الامريكية والبريطانية بشأن الاسلحة المحظورة التي استخدمت ذريعة لتبرير الحرب ضد صدام حسين. وقال بليكس الذي صرح هذا الاسبوع بأنه يعتقد ان العراق دمر اسلحة الدمارالشامل التي لديه قبل عشر سنوات لهيئة الاذاعة البريطانية ان واشنطن ولندن بالغتا في تفسير معلومات المخابرات بشأن برامج الاسلحة العراقية. وذكرت صحيفة( الاندبندنت) البريطانية بان تصريحات هانز بليكس والتى قال فيها ان صدام حسين دمر أسلحة الدمار الشامل التى لديه قبل عشرة أعوام تعد ضربة لدعوى الحكومة البريطانية ضد صدام حسين. ونقلت الصحيفة عن بليكس قوله فى عنوانها الرئيس: انى أميل الى الاعتقاد بشكل متزايد ان العراق تخلص من أسلحة الدمار الشامل كلها تقريبا فى عام 1991. واعتبرت الصحيفة ان تصريح بليكس هذا يأتى فى وقت غير مناسب للحكومة البريطانية لان التحقيق فى انتحار خبير الاسلحة البريطانية ديفيد كيلى اقترب من نهايته0 وقالت الصحيفة انه اذا ثبت ان تصريحات بليكس صحيحة فان من شأن ذلك أن يثير الشكوك حول المعلومات المخابراتية التى اعتمدت عليها الحكومتان البريطانية والامريكية فى شن الحرب على العراق، مضيفة بان المعلومات المخابراتية التى تفيد بانه كان فى امكان العراق أن يستعمل أسلحة دمار شامل فى 45 دقيقة تبدو معلومات خاطئة بشكل خاص. وعندما سئل بليكس عن السبب فى ان العراق لم يقدم دليلا على انه دمر اسلحته قبل الحرب قال ان العراق أراد أن يردع أى هجوم قادم عليه. ونقلت الصحيفة عن بليكس قوله ان الولاياتالمتحدة كانت تتحدث فى أول الامر عن أسلحة دمار شامل ولكن عندما لم تجد شيئا من الاسلحة راحت تتحدث عن برامج أسلحة وقال ان الولاياتالمتحدة ربما تجد بعض الوثائق ذات الاهمية. كما نشرت الصحيفة ايضا تقريرا عن الشريط المسجل بصوت صدام حسين وقالت ان الخبراء الامريكيين يبحثون فى صحة الشريط ونسبته الى الرئيس العراقى السابق. وقالت انه سواء كان الشريط بصوت صدام حسين أو لم يكن فانه يعتبر جهدا قامت به المقاومة العراقية لاقناع العراقيين بان الرئيس السابق لا يزال حيا ولا يزال يسيطر على الوضع. واضافت ان الصوت المسجل على الشريط يعتبر متعبا وفى نقطة ما أعاد قراءة احدى الجمل مرتين مضيفة بان الولاياتالمتحدة فى وسط حملة دبلوماسية ساخنة تهدف الى التوصل الى اتفاقية لاصدار قرار من مجلس الامن الدولى يجيز تشكيل قوات دولية توضع فى العراق لتسهم فى نقل السلطة للعراقيين. ونقلت الصحيفة عن الشريط عبارة ان الخسائر التى يعانى منها العدو بدأت تنتشر كما تنتشر النار فى الهشيم. وقالت ان هناك مؤشرات متزايدة الى أن عراقيين كثيرين أصبحوا على الاقل متعاطفين مع الهجمات التى يصل عددها الى أكثر من 15 يوميا والتى تستهدف القوات الامريكية مشيرة بان المخابرات الامريكية تعتقد ان العداء للامريكيين أصبح منتشرا خارج ما يعرف بالمثلث السنى ليصل الى الشمال والغرب من بغداد حيث يقوم المسلحون بالمقاومة. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش صرح بان الولاياتالمتحدة لا تملك ادلة على وجود علاقة بين النظام العراقي السابق واعتداءات الحادي عشر من سبتمبر بينما تواجه ادارته انتقادات بسبب ابقائها على الغموض في هذه القضية. وقال بوش في تصريحات في البيت الابيض: ليس لدينا دليل يثبت أن صدام حسين تورط في 11 سبتمبر. لكن استطلاعا للرأي نشرت نتائجه الاسبوع الماضي افاد ان سبعين بالمئة من الاميركيين يعتقدون عكس ذلك بينما تحاول الادارة الاميركية تبرئة نفسها من تهمة الابقاء على الشكوك في هذا المجال. كما اكد تشيني ان العراق يشكل القاعدة الجغرافية للإرهابيين الذين قاموا بمهاجمتنا منذ سنوات وبالتحديد في الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقد نجحت في يوليو في تهدئة الجدل الذي اثارته جملة وردت في خطاب بوش حول حال الاتحاد عن محاولة صدام حسين شراء اليورانيوم من دولة افريقية. الا ان الادارة الاميركية ما زالت تصر على ان النظام العراقي السابق كان يمتلك اسلحة للدمار الشامل مع انه لم يتم العثور على اي منها بعد اكثر من خمسة اشهر من سقوطه. وكان وجود هذه الاسلحة احد المبررات التي ذكرتها واشنطن ولندن لشن الحرب على العراق. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان مساء امس الاول نصر على ما قلناه في هذا الشأن.