تسعى فرنساوروسياوالصين اليوم السبت في جنيف الى اقناع كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا بان تغيرا بشكل جذري نظرتهما الى المشكلة العراقية حتى يكون للامم المتحدة دور مركزي ويتمكن العراقيون من تقرير مصيرهم بانفسهم.الا ان هذه الدول الثلاث مهتمة ايضا بمصالحها الخاصة في هذا البلد النفطي الغني. ويعقد هذا الاجتماع بمبادرة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في الوقت الذي تواجه الولاياتالمتحدة وضعا امنيا يتدهور يوما بعد يوم في العراق، والهدف منه هو تقديم قرار الى الاممالمتحدة ينص على تشكيل قوة متعددة الجنسيات تحل مكان قوات التحالف الامريكي البريطاني. وعشية هذا اللقاء، اكد الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يتعرض لانتقادات متزايدة في بلاده بشأن الحرب التي يطول امدها، انه منفتح على الاقتراحات، وخصوصا بعد ان اشتركت فرنسا والمانيا في اعداد نص وقدمت روسيا نصا آخر يتعلقان بادخال تعديلات على مشروع القرار الامريكي الجديد حول العراق. ويفترض ان تدعم الصينفرنساوروسيا في السعي للحد من الهيمنة الاميركية على العراق حيث تريد بكين حماية مصالحها الاقتصادية ايضا. وقد اعلنت بكين دعمها للتعديلات الفرنسية الالمانية وكذلك للمقترحات الروسية لكنها اختارت ان تحذو حذو دول اخرى معارضة للحرب دون ان تكون في الواجهة. وقال جيل غيهو من مركز الدراسات الفرنسية حول الصين ان القضايا المهمة في السياسة الخارجية الصينية هما تايوان وكوريا الشمالية بينما لا يندرج العراق في دائرة اهتماماتها التقليدية. لكن دجو فينغ الاستاذ في معهد الدراسات الدولية في جامعة بكين قال ان الصين ترى ان اعادة الاعمار يجب الا تعني تقاسم الاعباء بل المسؤوليات. واضاف ان للجوانب التجارية اهمية حاسمة للصين وادراج هذه المسألة على جدول الاعمال امر لا بد منه. واوضح ان الصين تشعر بالقلق فيما يتعلق بالاستثمارات في العراق التي لا يمكن ان تنفرد الولاياتالمتحدة باملائها. يذكر ان الصين كانت من الجهات المزودة للعراق بالاسلحة في الثمانينات والتسعينات بينما وقع عدد كبير من الشركات الصينية عقودا في هذا البلد. وقد وقعت شركة النفط الوطنية الصينية اتفاقا مع بغداد لاستثمار حقل الاحدب في جنوبالعراق. وقال غيهو ان الصينيين يريدون ان تبقى موارد العراق النفطية مفتوحة للتنافس امام الشركات غير الاميركية. اما روسيا، فوراء التهدئة التي تلتزمها حيال الوجود الاميركي في العراق تكمن اهداف اقتصادية. فلوك اويل التي تحتل المرتبة الثانية بين شركات النفط الروسية وحرمت من عقد وقعته في عهد صدام حسين حول حقل القرنة الغربي، وغيرها من الشركات تريد العودة للعمل في العراق. وقال مدير فرع مؤسسة هيريتيج في موسكو يفغيني فولك ان روسيا تتبنى موقفا عمليا اكثر لانها مهتمة اكثر من فرنسا والمانيا بالنفط العراقي. انها تريد ان تعمل شركات روسية هناك مقابل دعم تبدو واشنطن في امس الحاجة اليه حاليا. واضاف ان واشنطن مستعدة على ما يبدو لبعض التعاون الروسي من اجل اصلاح الاقتصاد العراقي. اما مسألة ارسال قوات الى العراق في اطار قوة متعددة الجنسيات، فالصين تبقي موقفها غامضا بانتظار توافق حول القرار على حد قول المتحدث باسم الخارجية كونغ كوان، بينما يمكن ان تفكر روسيا في ارسال قوات ولكن بعد الاقتراع الرئاسي في مارس. وفي اطار المشاورات الجارية بشأن النصين الفرنسي الالماني والروسي، رأى ديمتري ترنين نائب مدير مركز كارنيجي في موسكو ان روسيا اختارت اتخاذ موقف متميز عن الترويكا الاوروبية التقليدية (...) لان الكرملين يعتبر ان هذه اللعبة باتت تعطي نتائج اقل. واضاف ان الروس مهتمون بان تلعب الاممالمتحدة دورا اكبر لان ذلك يسمح لهم بلعب دور اكبر. واخيرا صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخميس اننا لا نزال اليوم بعيدين عن وضع يتيح لفرنسا المشاركة عسكريا في عمل عسكري في العراق داعيا الى مقاربة سياسية وليست امنية للازمة العراقية. وبعد ان اكد ان فرنسا ستتعامل بعقلية منفتحة مع مشروع القرار الاميركي الذي لا نعرفه، اكد شيراك ان المقاربة الامنية بالكامل لهذه المشكلة لا يمكن ان تتيح التوصل الى حل.واضاف بالعكس ان ذلك لا يمكن الا ان يشجع ظاهرة خطيرة جدا: ظاهرة المقاومة ضد الاحتلال.