يتطلع العراق اليوم بشغف لخدمات متطورة تتيح للعراقيين تخليص اعمالهم المصرفية بسرعة ، مع ازدياد الأهمية لتأسيس بنية تحتية تشارك في نمو الاقتصاد وأمن القطاع المالي. ويقول سالم الجميلي وهو تاجر ومورد لأجهزة استقبال القنوات التلفازية الفضائية في بغداد: أعتقد أن الجهاز المصرفي العراقي بحاجة الى إعادة نظر في الأساليب والتقنيات التي يستخدمها و على هذا الجهاز الحيوي أن يواكب عملية الإعمار الضخمة التي سيشهدها العراق بإدخاله للتقنيات الحديثة في أنظمته. والمعروف عن المصارف العراقية خلال العقود الماضية اتباعها أساليب روتينية في أعمالها تتسبب في الكثير من المعاناة لعملائها مما جعل الكثير من العراقيين يعزفون عن وضع أموالهم فيها. ومن المسائل التي يعانيها عملاء هذه المصارف عدم إمكانية سحب أموالهم من مختلف فروع المصرف الواحد ، إذ يجب على من يرغب في سحب مبلغ من المال أن يتوجه إلى الفرع المصرفي الذي فتح به حسابه الخاص وذلك لعدم وجود شبكة كمبيوتر تربط بين الفروع كلها. ان فكرة الصراف الآلي ، المستخدمة في جميع أنحاء العالم اليوم لتزويد عملاء المصارف بما يحتاجونه من خدمات في أي وقت أو مكان ، لا تزال غير متوافرة في العراق. تبذل المصارف الكبرى في المنطقة جهداً في تسريع خدماتها المصرفية للمواطنين متحدية افتقار هذا الجهاز إلى البنية التحتية اللازمة للمعاملات سواء داخل العراق أو خارجه. تتيح انظمة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية فرصة لطرح خدمات مصرفية متطورة سريعة و فعالة في السوق العراقي ، حيث تقوم بربط فروع المصارف بعضها ببعض ، ودمجها مع شبكات المصارف العالمية في جميع بلدان العالم. وتقول جيل جوفيير ، مديرة نظم الاتصالات للشركات في انمارسات المحدودة ، الشركة الموفرة لخدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية ، ان أنظمة الاتصالات العاملة عبر الأقمار الاصطناعية والتى تتصف، رغم صغر حجمها ، بسرعة اتصالها بالشبكات الافتراضية والشبكات الخاصة والانترنت ، تمثل الحل الأمثل للمؤسسات المالية والمصرفية التي تسعى لتقديم خدماتها في العراق وتخطي مشكلة عدم وجود البنية التحتية للاتصالات بالعالم الخارجي. وتشرح جوفيير قائلة: ان انمارسات قدمت نظام اتصالات عامل عبر الأقمار الاصطناعية لقطاع المصارف في مناطق عديدة من العالم التي تفتقر لنظم اتصالات يمكن الاعتماد عليها. فقد حاز نظام انمارسات Regional BGAN على جائزة هذا العام لتكنولوجيا البنوك لافضل بنية تحتية لشبكات الاتصال والجدير بالذكر أن انمارسات هي عضوا عاملا في منظمة(ATMIA- ATM Industry Association) لمنطقتي اوروبا وإفريقيا. واضافت جوفير قائلة : إن نظام Regional BGAN يقدم لقطاع المصارف اتصالاً آمناً فورياً و جدير بالثقة ، هذا يعني ان خدمات الاتصال المتطورة اليوم لن تنتظر اعادة اعمار العراق حتى تنفذه بل هي جزء فاعل في هذه العملية. ويوفر نظام Regional BGAN لإنمارسات خدمة اتصال بيانية بالاعتماد على بروتوكول الإنترنت (IP) ، بحيث يتيح الاتصال بسرعة فائقة بشبكة الإنترنت وشبكات الكمبيوتر التابعة للمؤسسات عبر مودم (IP) جوال ، صغير وخفيف الوزن. ويتوفر نظامRegional BGAN في 99 دولة حول العالم تشمل: شمال إفريقيا، شرق وغرب أوروبا ، أجزاء كبيرة من اتحاد دول الكمنولث ، شبه القارة الهندية والشرق الأوسط. يمتاز نظام Regional BGAN بسرعته التي تبلغ أكثر من ضعف سرعة خدمةGPRS ، وإمكانية دفع مستخدميه الرسوم بناءً على كم المعلومات المتبادل لا وفقاً لمدة الاتصال. وتعتقد جوفيير ان نظام الصراف الآلي ATM يوضح كيفية استغلال مزايا لنظامRegional BGAN إذ انه كلما تم إجراء عملية بواسطة ATM فإنه يتم تبادل البيانات عندما تحصل الآلة على الموافقة لاتمام العملية وبمعدل 1 كيلو بايت بين جهاز ATM ومركز التحكم او العمليات. و يمثل نظام Regional BGAN الحل المثالي لتبادل هذه البيانات ويمتاز عن الاتصال عن طريق الخطوط الثابتة. وتضيف ان نظامRegional BGAN قلص الحاجة للاعتماد على البنى التحتية المادية وزود البنوك ومؤسسات الخدمات المالية والأفراد بوسيلة ربط بيانات عالية السرعة وآمنة وعن بعد في القرى والمدن ، مشيرة الى ان ذلك سيغير بشكل جوهري الطريقة التي يؤدي بها العديد من المؤسسات المالية أعمالها. وتقول : " يمكن للبنوك تشغيل خدمة الصراف الآلي الآن بدون الحاجة الى بنية تحتية للاتصالات في المناطق النائية والتي لا تتوافر فيها خطوط اتصال ثابتة. كما انه يوفر امكانية تقديم خدمات الصراف الآلي المتنقلة إذ بالإمكان تحريك الصراف الآلي لعدة أماكن وقرى لا تستخدم هذه الآلات. وعلى ما يبدو فالكثير من التجار العراقيين يرغبون في عودة خدمات التحويل المصرفي من والى العراق سواء عبر المصارف العراقية أو الأجنبية التي من المحتمل أن تكون في انتظار فرصة استتباب الأمن للقيام بمثل هذه الخطوة. ويقول رجل الأعمال العراقي هشام الجوراني المتخصص باستيراد الأجهزة الكهربائية المنزلية والمالك لثلاث شركات تجارية في بغداد أن حال المصارف في العراق خلال العقدين الماضيين يشكو من التخلف ويضيف: أعتقد أن الكثيرين هنا ينتظرون حصول ذلك في أقرب فرصة لتسهيل تعاملاتهم التجارية مع العالم للتعجيل بعملية إعمار العراق.