أفاد باحثون مختصون أن ألعاب الكمبيوتر البسيطة التي تعلم الأطفال التمييز بين الأصوات، تحسن مهارات الاستماع لديهم بشكل مثير وتزيد معدل تطورهم وتقدمهم بحوالي سنتين في غضون أسابيع قليلة. وقال الخبراء في جامعة أكسفورد البريطانية أن لعبة "الصوتيات" مصممة لتحسين قدرة الأطفال على التمييز بين الأصوات الكلامية المختلفة أو الفونيمات، وهي وحدات الكلام الصغرى التي تساعد على تمييز نطق لفظة ما عن نطق لفظة أخرى في لغة أو لهجة مشيرين إلى أن خُمس الأطفال يعانون من مشكلات في سماع الفروقات بين بعض الأصوات. وأشار الباحثون إلى أن هذه اللعبة تساعد الأطفال عموما والمصابين بمشكلات لغوية خصوصا حيث تتطلب التمييز بين أزواج الفونيمات مثل صوت حرف "i" في كلمة "bit" من صوت حرف "e" في كلمة "bet" وكلما تقدمت اللعبة زادت صعوبة الأصوات تدريجيا لتجعلها أكثر تماثلا وأكثر صعوبة للتمييز بينها. وفي اللغة الإنجليزية هناك 44 فونيمة وأكثر من ألف زوج مختلف منها، ولكن اللعبة المذكورة تركز على 22 زوجا فقط من أكثر الفونيمات الشائعة والمتشابهة لفظيا. وقام الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "نيوساينتست" العلمية بمتابعة 18 طفلا، تراوحت أعمارهم بين 8 - 10 أعوام لعبوا بتلك اللعبة الحاسوبية ثلاث مرات أسبوعيا لمدة أربعة أسابيع ومقارنة قدراتهم اللغوية قبل وبعد اللعب باستخدام فحوصات سمعية خاصة. ولاحظ فريق البحث السنة وجود تحسن كبير في القدرات اللغوية وزيادة سن الاستماع بحوالي سنتين ونصف السنة مقارنة مع 12 طفلا لم يلعبوا تلك اللعبة كما سجل الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية في الكلام واللغة تحسنات مماثلة بعد استخدام اللعبة. وأكد الخبراء أن مثل هذه الألعاب الحاسوبية المصممة لتعليم الأطفال المهارات الحسية الأساسية قد تحدث فارقا كبيرا في مستويات التعليم وتزيد المهارات اللغوية العامة لدى الصغار كما أن الألعاب العادية قد تحسن مهاراتهم البصرية أيضا ومن المتوقع أن يتحقق حلم كل طفل في أن يكون واجبه المدرسي قضاء عدة ساعات في اللعب على ألعاب الكمبيوتر في المستقبل القريب.