منذ 20 عاماً .. اعتادت فاطمة السالم 47 عاماً عرض بسطتها وقت شروق يوم الخميس من كل أسبوع في سوق القطيف الشعبي ..، ولتجلس فاطمة بعدئذ في أحضان مما صنعت يديها وبسطتها التي تضم عددا من أعمال سعف النخيل مثل السفر والحصير والقفان والسلال المصنوعة من خوص النخيل، وحاولنا أثناء زيارتنا لها أن تروي لنا جزءا من تفاصيل حياتها لاسيما ممارستها لهذه المهنة التي جعلتها قادرة على مواجهة التحديات فقالت :» تعلمت كيفية سف خوص النخيل منذ أن كان عمري 15 عاماً، وذلك من والدتي التي كانت تقوم بذلك أمامي، ولعل السبب في ذلك هو الظروف المعيشية التي أحاطت بنا بعد وفاة والدي رحمه الله تعالى، وإني أجد في هذه المهنة الرغبة والمتعة التي أمزجهما مع بعض عندما أبدأ بعمل أي منتج وبذلك أنسى كل التعب الذي يعتريني، ورغم كثرة الالتزامات الأسرية التي لدي إلا أنني بقدر المستطاع أحاول أن أتخطاها من أجل القيام بعملي، وإنني أقضي قرابة ثماني ساعات يومياً وأنا أعمل داخل بيتي في هذه المهنة بالإضافة إلى عملي في البسطة كل أسبوع بينما لم أتذمر ولم أكسل في يوم من الأيام طيلة 20 عاما مضت ..20 عاما في أعمال الخوص فهذا مصدر رزقي ورزق أبنائي وبناتي، وقد حرصت طوال فترة عملي في البيت على أن أصنع العديد من هذه المنتجات من أجل نقلها إلى السوق وبيعها في كل يوم خميس، كما أقوم بشراء كميات كبيرة من سعف النخيل بكميات كبيرة من أحد المزارعين الذي يجلبها لي بتكلفة مالية تبلغ حوالي 200 ريال، وحيث أقوم بتخزينه في إحدى زوايا بيتي من أجل أن أستخدمه في صناعة منتجات متنوعة .. وتبقى معي هذه الكمية حوالي شهر كامل فيما أنتج أسبوعيا من هذا السعف عدد 10 من جميع أنواع المنتجات التي أصنعها، ويتراوح قيمة المنتج الواحد ما بين 25 إلى 30 ريالاً، ومن جهة أخرى فإن غالبية الأشخاص الذين يشترون هذه المنتجات يعتبرون أنها تراث حيث يضعونها في أرجاء بيوتهم لتزيينها «.