الأصداء العالمية التي حفلت بها زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى روسيا تؤكد بلا شك الدور الكبير الذي تلعبه السياسة السعودية في كافة المجالات, وهي مجالات تستثمرها المملكة في هذه الزيارة من أجل تعزيز القضايا العربية ونصرتها, فزيارة سموه لموسكو جاءت في وقت حرج تمر به الأزمتان العراقية والفلسطينية بظروف خطيرة وعصيبة كان لابد من التشاور بشأنها لايجاد افضل السبل الكفيلة لحلحلتها, اضافة الى ما يمر على الساحة الدولية والعربية والاسلامية من قضايا اخرى كان لابد من بحثها على مستوى كبير بين البلدين الصديقين, فقادة المملكة يؤمنون ايمانا راسخا بأهمية التشاور والتحاور في كل ما يهم القضايا الساخنة والعالقة في العالم في سبيل الوصول الى افضل السبل لعلاجها, وازاء ذلك جاءت التحركات السعودية النشطة في الآونة الأخيرة لسمو ولي العهد, ومنها زيارته الحالية لموسكو في ضوء التوجهات السعودية للبحث في كافة القضايا والمسائل العالقة لايجاد الحلول المناسبة لها. ولعل أي متابع للأحداث السياسية الدولية والاقليمية الكبرى يلمس ان ثمة نقاط تجانس وتوافق بين السياستين السعودية والروسية في عدة مسائل لها علاقة جذرية بتلك الأحداث, وهذا التجانس والتوافق أديا الى نجاح الزيارة التي قام بها سموه لروسيا من جانب, كما ان رؤية البلدين لتلك القضايا لها تأثيرها الواضح على مجمل القضايا الساخنة الكبرى في العالم ومنها قضية الشرق الأوسط لما يتمع به البلدان من أثقال سياسية واقتصادية مؤثرة على مجمل الاحداث أيا كان مصدرها. ولعلي اكتب هذه السطور وانا اتعايش مع تفاصيل تلك المباحثات التي جرت بين القيادتين السعودية والروسية, ويمكن القول ان الأمير عبدالله استطاع وباقتدار طرح الهموم العربية والاسلامية امام الرئيس الروسي, وقد ثمن الروس زيارة سموه لبلدهم, واكدوا على أنها استمرارية لتوطيد علاقات الصداقة بين البلدين من ناحية, كما أنها ايضا جاءت لتؤكد حرص المملكة على القضايا العربية العادية. @ @ السطر الأخير.. الأفكار والأحلام لا تتحقق الا بالعمل.