لم يعد من المناسب أن نطلق على بعض قرانا اسم القرية، بعد أن أخذت بكل أسباب التمدن، وانتشرت فيها مظاهر الحضارة، وتضاعف عدد سكانها، واتسعت رقعتها الجغرافية، ومن هذه القرى: الجشة.. ذات التاريخ العريق، والتي أصبحت مدينة بكل المقاييس، خاصة بعد البدء في تنفيذ مشاريع ضخمة على مرمى البصر منها، تضعها في مكانة متقدمة بين مدننا الهامة، ومن هذه المشاريع: مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحضاري، ومدينة التمور التي تحمل شعار (للتمور وطن)، وكذلك المستشفى الجامعي التابع لجامعة الملك فيصل، والذي سيحقق نقلة نوعية في الخدمات الطبية في بلادنا، إضافة إلى المشروع السياحي الفريد لتطوير العقير، التي لا تبعد عن الجشة أكثر من عشرين كيلو مترا، وهو مشروع سياحي ذو تأثير مباشر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، ومركز استقطاب للسائحين من المنطقة والمناطق الأخرى؛ لسهولة الوصول إليه من العاصمة والمدن القريبة منها ودول الخليج، وبذلك تصبح الجشة كاملة الأهلية لتكون مدينة المستقبل بجدارة. لكن، من يزر الجشة الآن ير أن ثمة ندوبا على وجهها الجميل، تقتضي طبيعة التطور معالجتها بعناية واهتمام، خاصة وأنها من الندوب البسيطة التي لا يكلف علاجها الكثير، ليبقى للجشة جمالها الدائم وشبابها المتألق. لأن في الجشة بعض الأراضي من أملاك الدولة، فحبذا لو كان لأهالي الجشة نصيبهم من المتبقي من مخططات هذه الأراضي؛ لتوزع على شباب الجشة غير القادرين على شراء الأراضي، والكل يعلم ما يشكله هذا الأمر من هاجس مزعج للشباب الذين يريدون بناء مستقبلهم، ولا يجدون ما يقيمون عليه مساكن لهممن ذلك، حاجتها إلى فتح الدوار الموجود في الجنوب الغربي من الجشة، في طريق القادمين من الهفوف إلى العقير، وهو يشكل مفصلا مهما بالنسبة للداخلين إلى الجشة والخارجين منها، وهو ملتقى عدة طرق من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وبالعكس، وهناك معاملة بهذا الشأن لدى وزارة النقل لم تنجز بعد، مع أن هذا الطريق من الطرق البرية ذات الكثافة المتواصلة في الحركة المرورية على مدار الساعة، والخارجون من الجشة يضطرون لقطع مسافة كبيرة إذا أرادوا الوصول إلى الجانب الآخر من الطريق، بينما يمكنهم ذلك مباشرة إذا افتتح هذا الدوار، وخاصة أنه موجود وجاهز للعمل إذا سمح بافتتاحه. وداخل الجشة لا تزال آثار الحفريات باقية في شوارع حي الروضة، بعد انتهاء مشروع الصرف الصحي، وهذه الشوارع بحاجة إلى سفلتة؛ لما تسببه من إزعاج لمن يستخدمها، وقد تأخرت سفلتتها أكثر مما هو متوقع، وعلى البلدية سرعة سفلتتها؛ حفاظا على سلامة الناس والمركبات التي كثيرا ما تتعطل نتيجة هذه الحفريات خاصة في أيام الأمطار، كما نتمنى أن تقوم البلدية بسفلتة مواقف للسيارات للجامع الكبير داخل البلدة، وكانت البلدية قد أنشأت مضمارا للمشي، لكن هذا المضمار يحتاج إلى صيانة ونظافة دائمة ووضع براميل القمامة في مسافات متقاربة فيه، وتوفير ما يحافظ على جماله وما يناسب وضعه كمضمار يقبل عليه الجميع باستمرار. ولأن في الجشة بعض الأراضي من أملاك الدولة، فحبذا لو كان لأهالي الجشة نصيبهم من المتبقي من مخططات هذه الأراضي، لتوزع على شباب الجشة غير القادرين على شراء الأراضي، والكل يعلم ما يشكله هذا الأمر من هاجس مزعج للشباب الذين يريدون بناء مستقبلهم، ولا يجدون ما يقيمون عليه مساكن لهم، بينما أراضي بلدتهم توزع على الآخرين وتتجاهلهم. أما بالنسبة لطريق العقير، فقد آن الأوان لازدواجيته وإنارته، وتوفير كافة الخدمات فيه، بما في ذلك وجود محطة بنزين تخدم السيارات المتوجهة للعقير أو إلى طريق قطر، من خلال الطريق الجديد الممتد من العيون إلى طريق قطر، ورغم كثرة استخدام هذا الطريق، فلا زال يحتاج إلى الخدمات والرقابة المرورية، وقد مضت سنوات على استخدامه دون أن يفتتح بشكل رسمي. هذه هي الجشة، مدينة المستقبل الجميل والرائع.