تجيء زيارة سمو ولي العهد لموسكو لتحقيق هدفين حيويين يتمحور الاول في ترسيخ العلاقات السعودية الروسية وتفعيلها في ضوء ماشهدته من نمو ملحوظ منذ عودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الصديقين منذ نحو عشر سنوات ويتمحور الثاني في رغبة القيادتين في اجراء حوار وتشاور حول العديد من القضايا الاقليمية والدولية الساخنة لاسيما مايتعلق منها بأزمة الشرق الاوسط والاوضاع المتفجرة في العراق وكذلك التباحث في ظاهرة الارهاب وكيفية احتواء اثارها المدمرة وتقليم اظافر رموزها اينما وجدوا، فقد شهدت السنوات القليلة الماضية تحركا واضحا نحو تفعيل العلاقات بين البلدين الصديقين تمثلت في سلسلة من الاتفاقيات النفطية والتجارية وما يتعلق بالتبادلات الاستثمارية ولاشك ان زيارة سمو ولي العهد الحالية لموسكو بدعوة من الرئيس الروسي سوف يتخللها التوقيع على المزيد من الاتفاقيات الثنائية في سبيل تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، كما ان زيارة سموه لموسكو التي تعتبر الاولى على هذا المستوى من التمثيل تجيء في ظروف دولية واقليمية صعبة وحرجة تستدعي اجراء مشاورات ومباحثات لتبادل وجهات النظر حيال الاوضاع المأساوية الراهنة في العديد من اقاليم العالم، فالمملكة بحكم تمتعها بأثقال سياسية واقتصادية في العالمين العربي والاسلامي، وروسيا بوصفها واحدة من الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة بمجلس الامن بامكانهما معا صناعة شراكة حقيقية وفاعلة لدفع عجلة السلام والأمن الدوليين الى الامام كما ان بامكانهما باعتبارهما مصدرين من اهم مصادر الطاقة ان يؤسسا لعوامل من شأنها استمرارية الاستقرار في اسواق النفط العالمية كما ان البلدين يتطلعان الى مزيد من التعاون الايجابي في مجال مكافحة الارهاب الدولي والزيارة الحالية سوف تؤكد من جديد ان الرياض وموسكو ملتزمتان بحلحلة الازمات الدولية والاقليمية والعمل بجدية لمناهضة الارهاب اينما كان وفقا لقواعد الشرعية ومبادئ القانون الدولي.