عزيزي رئيس التحرير في مقال تبدو فيه بوضوح سمات شخصية لمشكلة خاصة وذاتية ولكنها ذات ابعاد اجتماعية ملموسة يشكو من خلالها المهندس مناف الحمود الحال الى الدكتور الساعاتي بالعدد 11028 وتحت عنوان (رسبونا في امتحان الثقة لذلك نحن محبطون) ولقد كان المقال مؤثرا جدا ومترعا بالهموم ويعطي دلالات واقعية لمشكلة العوائق الوظيفية للشباب السعودي في قطاعنا الخاص بيد ان ما استوقفني في المقال جزء يقول فيه المهندس مناف ما يلي: (اتجهت مرة اخرى مع بداية السنة الثانية من تخرجي الى الدراسات العليا وبعد محاولات مضنية لانزال مع الاسف نعيش في واقع يعتبر فرصة الدراسة لاي شخص فضلا وتكرما ومحسوبيات وينسى او يتناسى بانها حق مكتسب لاي شخص) كان الجواب نهائيا بالرفض.. وتذكرت عندها مقالك عن علاقة الخريج بجامعته والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، عندها قررت بكل ما اوتيت من قوة ان استميت في وظيفتي الحالية لاحصل على المكانة التي اطمح لها). ولا ريب في ان ما ذكره الاخ المهندس آنفا يستحق الدراسة باسرع وقت ممكن من المعنيين وايجاد الحلول العملية عاجلا فاتاحة الدراسات العليا لا بنائنا الطلاب الطموحين والمميزين اصبح واجبا وطنيا وامرا ضروريا في هذه المرحلة البالغة الدقة وهذا يدعوني الى توجيه هذه الرسالة الى معالي وزير التعليم العالي الدكتور العنقري ارجو من خلالها التكرم بازالة العوائق من امام هؤلاء الكوكبة من الخريجين الذين يطمحون الى خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم عبر اكمال دراستهم العليا، ولى في هذا المقام اقتراحات آمل ان تحظى بالقبول لديكم. 1/إعادة النظر في أنظمة القبول للدراسات العليا في جامعاتنا والتخفيف من الاجراءات الروتينية والحواجز البيروقراطية لمن يرغب في استكمال الدراسة. 2/ التوسع في القبول وفتح المجال لهؤلاء لاستكمال الدراسة في الداخل والخارج على ان تشمل جميع التخصصات العلمية والإنسانية. 3/حكومتنا الرشيدة وفقها الله مقبلة على افتتاح عدة جامعات في مملكتنا الحبيبة ولاشك ان هذه الجامعات بحاجة الى كوادر تعليمية مؤهلة تقوم بواجبها ولن نجد خيرا من ابناء وطننا المعطاء للقيام بهذه المهمة العظيمة. 4/لا يخفى على معاليكم التسرب الكبير من اعضاء هيئاتنا التعليمية من الجامعات الى القطاع الخاص ناهيك عن كبر سن الموجودين الآن واقترابهم من التقاعد وهذا يقابله زيادة مطردة في اعداد خريجي الثانوية المقبولين في الجامعات. 5/ ان استيعاب هؤلاء الخريجين لاستكمال الدراسات العليا في جامعاتنا العريقة يعتبر ترشيدا ماديا مهما فبدل ان تنفق الاموال الطائلة منهم للدراسة في جامعات وكليات خارجية يستفاد منها في الداخل. 6/أعضاء هيئة التدريس في جامعاتنا فيهم ولله الحمد الخير والبركة وهم مؤهلون بفضل الله بدرجات علمية فائقة للاشراف على خطة وطنية شاملة منطلقة من بحث علمي موضوعي تتعلق بعلاج هذا النقص الشديد وسد هذا العجز الكبير من الاساتذة بفتح المجال للمئات بل الآلاف من ابنائنا الراغبين في الدراسات العليا والمنتظرين لها على أحر من الجمر فالامر الآن لم يعد ترفا علميا بل استحقاقا وطنيا يجب النظر اليه بمنتهى الأهمية.وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم. الوليد بن عبدالمجيد الاحساء