أبلغت ايراناليابان امس استعدادها لبدء مفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تفقد برنامجها النووي. واكد مسؤول بوزارة الخارجية اليابانية أن وزير خارجية ايران كمال خرازي أبلغ رئيس وزراء اليابان جونيتشيرو كويزومي برغبة بلاده في توسيع نطاق التعاون مع وكالة الطاقة وبدء محادثات بشأن توقيع بروتوكول اضافي مما يسمح باجراء عمليات تفتيش مفاجئة للمواقع النووية. وكانت إيران أعلنت يوم الثلاثاء الماضي استعدادها لتوقيع البروتوكول الإضافي لكنها قالت انها تريد ايضاحات بشأن الحفاظ على سيادتها في اطار برنامج التفتيش وهو تحفظ قال محللون انه قد يؤخر التوصل لاتفاق نهائي. ومن شأن الخطوة التي اتخذتها إيران امس أن تمهد السبيل أمام طوكيو لابرام صفقة قيمتها مليارا دولار لتطوير حقل أزادجان النفطي الايراني الضخم. وتخضع اليابان لضغوط من الولاياتالمتحدة حليفتها الامنية الرئيسية لعدم المضي قدما في الصفقة بسبب المخاوف من قيام ايران بتطوير أسلحة نووية. وتقول ايران انها تستخدم برنامجها النووي في أغراض سلمية فقط. ورفض خرازي في حديثه للصحفيين بعد الاجتماع مع كويزومي التطرق لتفاصيل المحادثات المتعلقة بعقد تطوير حقل أزادجان أحد أكبر حقول النفط غير المستغلة في العالم. وكان دبلوماسيون غربيون قالوا ان تقصير إيران المتكرر في ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نشاطاتها الذرية كما جاء مفصلا في تقرير الوكالة الجديد عن ايران عزز المخاوف من ان ايران تريد امتلاك اسلحة نووية. وقال عدد من الدبلوماسيين طلبوا عدم نشر أسمائهم ان تقرير الخاص بإيران أوضح ان طهران خرقت التزاماتها الخاصة بالتدابير النووية الوقائية. وقالوا ان هناك اسبابا تقتضي ان يعلن مجلس مديري الوكالة ان ايران غير مذعنة لاتفاق التدابير النووية الوقائية. والحكم بعدم اذعان ايران سيتطلب من مجلس مديري الوكالة ان يبلغ مجلس الامن الدولي الذي يملك سلطة فرض عقوبات اقتصادية. وقال دبلوماسي غربي هناك مبررات للحكم بعدم الاذعان. مضيفا انه نموذج من الانشطة يبعث على الانزعاج بل ويثير قلقل بالغا. وعند سؤاله هل يؤكد التقرير الشكوك بان ايران تهدف الى بناء ترسانة نووية قال دبلوماسي غربي ببساطة نعم. ولم يتسن الوصول الى مسؤولين ايرانين على الفور لسؤالهم التعليق وان كانت طهران تصر على انها تتعاون بشكل كامل مع الوكالة وليس لديها ما تخفيه بشأن برنامجها النووي. وقالت ايران يوم الثلاثاء انها مستعدة للامتثال لعمليات تفتيش مفاجئة لبرنامجها النووي الا انها قالت انها تريد ايضاحا مسبقا بخصوص الحفاظ على سيادتها واتهمت الولاياتالمتحدةالامريكية التي وصمت ايران بانها جزء من (محور الشر) الى جانب كوريا الشمالية وعراق ما قبل الحرب بانها تطور سرا أسلحة نووية وهو الاتهام الذي تنفيه ايران. وقال التقرير انه تم العثور على اثار يورانيوم عالي التخصيب في منشأة نطنز النووية بايران. وتقول ايران ان جزيئات اليورانيوم المخصبة هذه عالقة باجزاء الات مستوردة من اجل اجهزة الطرد المركزي وهو التفسير الذي تفحصه الوكالة. وقال احد الدبلوماسيين ان هذا التفسير موضع شك حيث رفضت ايران ان تقول من اين اشترت هذه الاجزاء وكانت قد ادعت اصلا ان اجهزة الطرد المركزي محلية تماما. واجهزة الطرد المركزي تستخدم في اخصاب او تنقية اليورانيوم لامكان استخدامه في الوقود النووي او الاسلحة. وقالت الوكالة ايضا ان ايران اجرت تعديلات في ورشة شركة كالاي الكتريك التي يتم فيها صنع اجزاء لاجهزة الطرد المركزي قبل السماح للوكالة بأخذ العينات للتحقق من حدوث اي نشاط نووي غير معلن. وقال بعض الدبلوماسيين ان هذه التعديلات الشاملة اثارت المخاوف بان ايران نظفت شركة كالاي وذلك قبل السماح للوكالة بأخذ العينات بعد شهور من رفض طلب الوكالة. وقال احد الدبلوماسيين يبدو وكأن لديهم شئ ما يخفونه وبينما امتدحت الوكالة تعاون ايران منذ تقرير الوكالة شديد اللهجة في يونيو فانها قالت ان بعض المعلومات متناقض مع المعلومات التي قدمتها ايران سابقا. وقال الدبلوماسيون الغربيون ان هذا ببساطة طريقة مهذبة للقول ان ايران كذبت على الوكالة مرارا. وقال احد الدبلوماسيين هذا التعبير بيان مخفف بشكل لا يصدق واضاف يمكنني احصاء نحو ست مناطق غيروا فيها مواقعهم. انهم لم يأتوا طوعا انهم اقتيدوا الى ذلك لان الوكالة اتت بالحقائق. وعلى سبيل المثال قال تقرير الوكالة ان ايران اعترفت بان برنامجها لاخصاب اليورانيوم بدأ في الثمانينات وليس في التسعينات مثلما اخبرت الاممالمتحدة من قبل. وعبر الدبلوماسيون عن قلقهم بشأن اجراء ايران تجارب لتصنيع معدن اليورانيوم الذي له استحدامات مدنية قليلة الا انه مفيد جدا في الاسلحة النووية. ويبدأ مجلس الوكالة المكون من 35 عضوا اجتماعا في 8 من سبتمبر لمناقشة تقرير ايران. وقال الدبلوماسيون ان هناك مجموعة متزايدة من الدول تقودها الولاياتالمتحدة في مجلس الوكالة تعتقد ان هناك مبررات لتقديم تقرير عن ايران الى مجلس الامن الان. الا ان هناك ما يزيد على عشر دول في مجلس الوكالة يميل الى دعم ايران.