أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في تقرير سري ان ايران زادت تعاونها مع الوكالة في الأشهر الأخيرة الا ان لديها تساؤلات بشأن يورانيوم مخصب عثر عليه في إيران. وخلص التقرير الى انه ينبغي القيام بعمل إضافي للوصول الى نتائج بخصوص تصريحات ايران، انه لم تجر انشطة لتخصيب اليورانيوم في إيران تتعلق بمواد نووية. وأكدت الوكالة ايضا في التقرير انها عثرت على جزيئات من يورانيوم عالي التخصيب في عينات مأخوذة من البيئة في منشأة نووية نطنز بايران. والتخصيب عملية يتم فيها تنقية اليورانيوم حتي يتسنى استخدامه في الوقود النووي او في الاسلحة. وبدت لهجة التقرير اكثر ايجابية عن تقرير الوكالة في يونيو. غير ان الوكالة قالت يبقى عدد من المسائل العالقة الهامة وبخاصة المتصلة ببرنامج ايران لتخصيب اليورانيوم تحتاج الى تفسير عاجل. وتنفي ايران عن نفسها امتلاك يورانيوم مخصب وتقول ان الجزيئات المخصبة عالقة بالات مشتراة من الخارج. وقالت الوكالة انها لاتزال تعمل على تقييم تفسير ايران. واتهمت الولاياتالمتحدةالامريكية التي وصمت ايران بانها جزء من (محور الشر) الى جانب كوريا الشمالية وعراق ما قبل الحرب بانها تطور سريا اسلحة نووية وهو الاتهام الذي تنفيه ايران. وقالت الوكالة ان ايران سمحت لها بان تاخذ عينات من البيئة من ورشة شركة كالاي الكتريك للتحقق اذا ما كان هناك اي نشاطات نووية غير معلنة حدثت هنا وذلك بعد ان ظلت شهورا ترفض هذا الطلب. الا ان التقرير ذكر ان تعديلات أجريت في الموقع الذي يتم فيه صنع اجزاء لاجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وذلك قبل السماح للوكالة باخذ العينات. والعينات لاتزال خاضعة للتحليل. وقال دبلوماسيون ان هذا غير كاف لتبديد المخاوف بان ايران ربما تكون قد حاولت تنظيف الموقع قبل السماح للوكالة باخذ عينات. . وقال تقرير الوكالة ايضا ان ايران اعترفت بانها اجرت تجارب لتحويل اليورانيوم في بداية التسعينات. ويمكن تفسير ذلك على انه تقصير في الابلاغ بموجب اتفاق التدابير الوقائية مع الوكالة. وفي ايران ذكرت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء ان ممثل ايران لدى الوكالة قال يوم يوم امس الاول ان ايران مستعدة لتوقيع البروتوكول الاضافي الذي يتيح اجراء عمليات تفتيش مفاجئة لمنشاتها النووية. ونقلت الوكالة عن المندوب الايراني علي اكبر صالحي قوله تريد ايران استيضاح بعض الجوانب المتعلقة بالحفاظ على سيادتها بسبب ما يسمى عمليات التفتيش غير المعلنة التي يدعو اليها البروتوكول الاضافي. ووصفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاستعداد بانه ايجابي ولكن دبلوماسيا قريبا من الوكالة الدولية قال انه متشكك فيما اذا كانت ايران مستعدة لتوقيع البرتوكول الان وقال ان موقف طهران يبدو انه لم يتغير. وقال تقرير الوكالة قرار ايران ببدء المفاوضات مع الوكالة لابرام بروتوكول اضافي . خطوة ايجابية. وفي واشنطن رفض فيليب ريكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية التعليق بشكل محدد على التقرير الا انه حث ايران ان تنفذ على الفور البروتكول الاضافي. وقال ريكر في افادة صحفية سننتظر لنرى ما سيقوله التقرير النهائي. واضاف كما قلنا من قبل نعتقد ان ايران يجب ان تنفذ البرتوكول الاضافي على الفور وتحل عددا من المسائل العالقة بشان نشاطها النووي السري. وفي يونيو حزيران الماضي اصدرت الوكالة تقريرا ادرج امثلة عدة عن تقصير ايران في الاخبار عن نشاطها النووي للوكالة. وقال دبلوماسي غربي قرأ التقرير الجديد عن ايران انه يتوقع ان تسعى الولاياتالمتحدة جاهدة حتى يتم الاعلان بان ايران لا تذعن لمتطلبات اتفاق التدابير الوقائية النووية وهو ملحق اساسي لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعتها ايران. والحكم بعدم اذعان ايران سيتطلب ان يبلغ مجلس مديري الوكالة المؤلفة من 35 دولة والذين سيجتمعون لمناقشة التقرير في 8 من سبتمبر ايلول مجلس الامن الدولي. وقال الدبلوماسي تقرير الوكالة هذا ألطف كثيرا من التقرير السابق لكن من الواضح ان ايران كذبت كثيرا على الوكالة. ولم يتهم التقرير ايران بالكذب الا انه قال ان مفتشي الوكالة وجدوا ان المعلومات والوصول اليها في ايران في بعض الاوقات كان بطيئا. وأشار التقرير ايضا الى ان بعض المعلومات متناقض مع المعلومات التي قدمتها ايران سابقا، وفي نفس الوقت امتدحت الوكالة إيران لأنها ابدت درجة اكبر من التعاون فيما يتعلق بقدر وتفاصيل المعلومات التي قدمت الى الوكالة والسماح بالدخول الى مواقع اضافية واخذ عينات من البيئة متصلة بالموضوع. البرادعي