اعتبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن كوريا الشمالية تمثل اكبر تهديد للعالم وتستخدم الابتزاز النووي للحصول على تنازلات.وقال في مقابلة مع مجلة شتيرن الالمانية نشرت أمس انه لم يتضح بعد ما اذا كان زعيم كوريا الشمالية المتشدد كيم جونغ ايل يمتلك قنبلة نووية.إلا انه اضاف ولكننا نعلم ان البلد (كوريا الشمالية) يمتلك بلوتونيوم يصلح للاستخدام في انتاج الاسلحة. وعليه، فيمكن لكوريا الشمالية انتاج قنابل نووية خلال اشهر . وتأتي تصريحات البرادعي في الوقت الذي تصل فيه الوفود المشاركة في المحادثات السداسية حول برنامج كوريا الشمالية النووي الى العاصمة الصينيةبكين. ومن المقرر ان تبدأ المحادثات اليوم الاربعاء. وكانت الازمة اندلعت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عندما اتهمت الولاياتالمتحدةكوريا الشمالية بانتهاك الاتفاق الثنائي المبرم عام 1994 ببدء برنامج سري يعتمد على اليورانيوم المخصب. وبعد أشهر من الجهود الدبلوماسية التي قادتها الصين، يأمل المفاوضون من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبيةوالصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة ان تكون هذه المحادثات الاولى في سلسلة من المحادثات التي تهدف الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. واتهم البرادعي كوريا الشمالية بتبني اسلوب الابتزاز النووي ، معتبرا أن بيونغ يانغ تمثل حاليا التهديد الاكبر . واضاف ان الحرب شنت على العراق بسبب المزاعم بامتلاكه اسلحة دمار شامل. ولكن هناك محادثات مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووي . وقال ان ذلك يشجع محاكاتها من قبل دول اخرى بحيث تستخدم تلك الدول نفس الاسلوب للحصول على تنازلات. وتسعى كوريا الشمالية الى الحصول من واشنطن على معاهدة عدم اعتداء وتطبيع العلاقات الدبلوماسية معها كما ترغب في الحصول على وعد منها بعدم اعاقة تجارتها الدولية. ويرى الكثيرون ان كوريا الشمالية لن توافق على التخلي عن اسلحتها النووية التي تعد الورقة الوحيدة في يدها، الا اذا ضمنت لها الولاياتالمتحدة امنها على الاقل. من جهة ثانية، كشف البرادعي أن مفتشي الاممالمتحدة عثروا على آثار ليورانيوم عالي التخصيب في محطة إيرانية للطاقة النووية. وقال إن هذا الاكتشاف في محطة ناتانز الواقعة على بعد 300 كيلومتر تقريبا جنوبطهران يدل على أن إيران ربما تكون قد قطعت شوطا أطول مما يظنه الخبراء في تطوير أسلحة نووية. وقال إن اكتشاف آثار يورانيوم على ماكينات الطرد المركزي فائقة السرعة للغاز بالمحطة الايرانية يقلقنا بشدة . وحذر من العواقب الوخيمة المحتملة في حالة اكتشاف أن إيران لا تستخدم برنامجها النووي في أغراض سلمية. وكانت وحدة تخصيب اليورانيوم بمحطة ناتانز قد اكتشفت قبل عام تقريبا لكن المسئولين الايرانيين أبلغوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن المحطة تستخدم في إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في الاغراض المدنية. وتقول إيران إن آثار اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية عثر عليها على ماكينات كانت ملوثة بهذه المادة قبل تسليمها لطهران. وقال البرادعي إننا نتحقق بخصوص هذا الامر. يجب على إيران ألا تخفي شيئا. ولم يصدر بيان رسمي على الفور عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بخصوص ما نشرته مجلة شتيرن. ومن المقرر أن تصدر الوكالة تقريرا هذا الاسبوع بخصوص البرنامج النووي الايراني.