التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    إحباط تهريب (1.3) طن "حشيش" و(136) طنًا من نبات القات المخدر    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إفشاء الأسرار .. خطر يهدد المجتمعات ويدمر العلاقات
نشر في اليوم يوم 24 - 08 - 2003

يعتبر الكثير من الناس في المجتمعات الشرقية أن الخوض في أسرار الآخرين وكشف أوراقهم مشكلة عصية لا حل لها، ولابد من علاجها بالكتمان، ومحاولة ردم الهوة التي قد توجد احتكاكات لا حصر لها بين الأصدقاء والصديقات على حد سواء وإذا نظرنا للجانب الإنساني فانه من الخطأ كشف أسرار الآخرين لأن السر أمانة يجب أن تكون لها خصوصيتها، والكثير من الأصدقاء والصديقات وفي الكثير من المواقف يفشون أسرار بعضهم البعض مما يوقع الكثير من الأطراف في نزاعات شخصية ومشاحنات يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها .
وإذا كان السر بين اثنين إلا أن الكثيرين لا يرون أنه مشروط بين الاثنين بمعنى أن السر قد يكون بين شخص ومجموعة، ولكن السر يجب أن يعطى لمن هم في أخلاقيات الكبار الراقية، وليس لذلك الشخص الذي لا يعتمد عليه، ولا يملك حساسية إفشاء هموم الآخرين لأنه صاحب مبادئ وأسس وتربى تربية تقوم على أساس متين وسليم .
والإنسان الناجح هو الذي يحاول أن يجد أصدقاء حقيقيين في زمن تطغى فيه المصالح والشللية ، والكثير يرى أن إفشاء الأسرار ليس مشكلة نفسية فقط إنما موضوع خطير وحساس ..(اليوم) التقت بعدد من شرائح المجتمع تحدثوا عن هذا الموضوع ..
قضاء الحوائج بالكتمان
سعيد مطر يقول : (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) أنموذج إسلامي يتصف بالحذر من الكشف عن كل الأمور الحياتية التي ينبغي أن تبقى سراً. "ويقال كل سر جاوز الاثنين شاع، "ليس بالضبط ولكن الثقة المفرطة في من حولنا قد تكون وبالاً في كشف الأسرار أن لم تكن الزيادة فيها بما لم يكن .
وبين النقل للخبر أو الكلمة أو زيادة تمليحها يجب أن نحذر من تلك المفارقات العجيبة التفسير حسب الأهواء وتوظيف الأقوال لمصلحة ما هي أعجوبة العجائب في عالم يصخب بالقيل والقال وإثارة السؤال بين الأخ وأخيه والزوجة وزوجها، والمجتمع أيا كان تعليمه ومستوى معيشته كثيراً ما تنتمي له فئة يكون همها النقل والوشاية وفضح الأسرار بل ونقلها على الهواء مباشرة بين كل ذي سمع وبصر، وللأسف بعض النساء نماذج للتشهير وإذاعة الخبر سريعاً، ولم تتغلب على سرعتها وكالات الأنباء العالمية رغم التقنية الحديثة التي ينقل بها الخبر والصورة في الوكالات العالمية لأن بعض النساء أكثر انتشاراً ونقلاً وفبركة للخبر والكلمة والحادثة أيا كان مستواها وحالتها
ولو أسست وكالة أنباء لهذا النوع من النساء لنقل الأخبار والحكايات والقصص الواقعية وغيرها لعجز الإعلام عن المتابعة والنشر لكثرة وغزارة البث الخبري لهذه الوكالة .
وكل شيء سري أوكل معلومة اجتماعية أشد انتشاراً أو أكثر تنقلاً بين ألسنة الناس لأنها تنبع من وسط المجتمع بل ومن صالات الجلوس النسائية وتبث عبر الهاتف والتجمعات دون تدقيق أو تمحيص أو تحليل لتلك المعلومة مهما بلغت سريتها بل أن الكثير يفرحون عند سماع أي خبر سري أو عائلي لأحد الشباب أو الشابات وينشرونه بل ويزيدون عليه والحظ العاثر لمن أفشى سره، بل أن العصر الذي نعايشه الآن أصبحت فيه البيوت مكشوفة ولم يعد عند الأسرة ما تخفيه ألا ما ندر وليت الأمر يقف على النشر لأي خبر بل المشكلة في الزيادة والتبهير ليكون خبراً مفرقعاً وحاراً والهدف هو حب الاطلاع والتشفي بالغير حتى وان لم يكن صديقاً أو أخا لهذا الموضوع حكايات وقصص لا تنهي.
الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله
ويشير الدكتور سعيد الدخيل المستشار القانوني إلى أن إفشاء الأسرار بين الأصدقاء والصديقات لا يعتبر مشكلة نفسية ولا يعتبر عقدة نقص، (الا إن في الجسد لمضغة) والإنسان سواء أكان رجلا أو امرأة يجب ألا يفشى السر، وإذا ضيع الأمانة أو السر فقد قل إيمانه .
والسر إذ تجاوز الاثنين يعتبر كلاما عاديا وعابرا ولا قيمة له لأن العادات جرت أن السر يكون بين اثنين فقط وأن تكون للسر مكانته بالقلب لأنه سر يجب أن يحفظ ومستودعه حفظه، ومن الحماقة وتلك إشكالية كبيرة أن نكشف أسرار الناس لأنه يجب معرفة قيمة الأسرار وعاقبة كشف أسرار الناس حتى لا يقع الناس في المحظور .
والعلاج المناسب لتلك الإشكالية والحماقة التي فعلاً تعتبر مشكلة اجتماعية خطيرة هو الالتزام بكتاب الله عز وجل لأن الإيمان التام لا يوقع الإنسان في الكشف وهذا العمل غير المناسب مشكلة تجر مشاكل خطيرة.
كشف أسرار الآخرين واقع مؤلم
وشددت الإذاعية أمل الحربي على عدم إعطاء الثقة للآخرين وقالت : لا اعتبر أن كشف أسرار الناس سواء على مستوى الأصدقاء أو على مستوى الصديقات مرضا نفسيا، او عقدة نقص ولكن ربما هو الحقد الأعمى، وأنا أحذر الجميع من المقالب التي يدبرها للأسف الأصدقاء والصديقات لبعضهم البعض وأحياناً دون قصد واعتقد أن من يكشف أسرار الآخرين هو بحاجة للوقوف أمام مرآة الواقع كي يكون أكثر تعايشاً مع واقع الآخرين لأن واقعة مؤلم، ويجب الحذر من العدو مرة واحدة والخوف من الصديق مليون مرة كيف لا ونحن نرى مآسي راح ضحيتها آباء وأمهات والشيء الذي استغرب منه لماذا تكشف أسرار الناس وتخرب بيوتهم بسبب أو بدون سبب ومن المستفيد في هذه الحالة، وأخيراً كان لزاماً أن نشير إلى ضرورة حفظ كرامة وحقوق الآخرين وأسرارهم لأنها أمانة .
إيجابية لإفشاء بعض الأسرار
الفنان التشكيلي والباحث البيئي بدر الشمري صاحب ومدير صالة فنون بالخبر كانت له وجهة نظر مختلفة بعض الشيء إذ قال: إن إفشاء الأسرار يعتبر إيجابيا إذا كان فيه خدمة لصاحب السر خاصة في السر الذي يحمل هموما ومشاركة لحل تلك الهموم والمشاكل وإذا كان يحمل هاجس التنفيس ! وأنا ضد إفشاء السر إذا كان للإغاظة والانتقام وهناك اناس يحملون صفة قبيحة للأسف ويفشون أسرار بعضهم البعض إما لإغاظة فلان أو لكي يشفي غليل قلبه الأسود، وهذه مشكلة كبيرة يجب أن يتدخل علماء النفس في حلها ووضع الحلول المناسبة لها لأنها مشكلة نفسية بحاجة للعلاج .
والسر ليس شرطاً أن يكون بين اثنين لأن السر هو سر ويجب أن يكون له احترامه حتى ولو كان بين مليون شخص ولكن يجب توافر عنصر الأمانة واحترام الآخرين . واعتقد أن كشف أسرار الآخرين حماقة كبيرة لأنه قد يتسبب في كارثة ومشكلة لصاحب السر، والناس اعتادت ان يكون السر أمانة يجب ألا يفرط فيها الإنسان المؤمن , ولكن الإنسان الذي يحاول ان يدخل الآخرين معه في مشكلات لا حصر لها رجل جاهل , والرجل الواعي والعاقل يجب أن يحفظ للناس حقوقهم وأسرارهم لأن للآخرين خصوصية في أسرارهم وأفكارهم وعقولهم يجب أن نحافظ عليها.
الالتزام بالسلوك الإسلامي
الدكتورة سعاد الهندي استشارية أمراض الحساسية والتجميل قالت: يجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يكون سلوكهم الدين الإسلامي فهو صالح لكل الأجيال وكشف أسرار الناس مشكلة دخيلة على المجتمعات الإسلامية لأن من الجهل عدم ستر عورات الآخرين , ومن تلك العورات الاسرار.
والموضوع برمته يعود لمن يستودع السر هل هو رجل فاصل او امرأة فاضلة أم عقل فارغ؟
ويجب أن نحل مشاكل تلك القضية لأنها تسبب للآخرين متاعب لا خصر لها ويجب أن نقضي على ظاهرة مؤذية في مجتمعنا القويم.
واقعنا جميل بدون كشف الأسرار
الكاتب ابراهيم اليامي يقول ان من التصنع والفشل ان تصل للآخرين من النافذة كل رجل في مجتمعنا له خصوصية , وكل امرأة يجب أن تعي حجم الخصوصية , كيف نكشف أسرار أصدقائنا وصديقاتنا ونحن لم نتجاوز مرحلة تجريب حياة.
الحياة تجربة , ولا اعلم لاي مدى يستفيد الآخرون من تجربة الحياة لمعايشة واقع أروع من الغل والحقد يجب ان نحارب الوضوح الذي يؤدى إلى فشل في سلسلة واقع المجتمع , يجب أن نكون اكثر حضارة فكرا ورقيا لكي نقول إننا بشر نستطيع الوصول لما نريد , وليس لزاما أن نكشف ونفضح الآخرين لكي نصل , العقدة خطيرة انها عقدة فشل وتصنع واضح لكي نعيش في سلبية , ويجب محاربة كل فكرهدام ومن هذه الأفكار فكرة إفشاء سر فلان , لأن الرجل الواعي يجب أن يقدم للمجتمع , ومجتمعنا بخير إذا عايشنا واقعا جميلا بدون كشف عورات وأسرار بعضنا.
البوح بالأسرار خيانة
فاطمة القحطاني مديرة الإعلام التربوي بالشرقية تؤكد من خلال حديثها عن تلك الظاهرة تقول:
إفشاء الأسرار بين الأصدقاء والصديقات عملية معقدة البعض يعتبرها عملية نفسية تعويضا عن نوع من النقص لدى المرء , فيلجأ الى هذا الأسلوب تحت وطأة ادعاء العلم أو المعرفة ولو على حساب الآخرين الذين ربما يكونون ائتمنوه على شيء ما او اللجوء الى نشر ما يعتقد انه سر إرضاء لغريزة الثرثرة وإشباع لذة الكلام بمناسبة او بدونها. لكن في البداية يجب علينا أولا تعريف ما السر أساسا وينبغي تحديد ما يقال او لا يقال؟
فالسر هو ما لا ينبغي لأحد الإطلاع عليه أو معرفته , وهو ما يكون ذا خصوصية شديدة او تأثير على الشخص نفسه , أو على الآخرين والقدماء قالوا إن ما يخرج من الانسان لغيره تنتفي عنه صفة الخصوصية , وفي أمثالنا القديمة يقولون (لسانك حصانك) كما يقول آخرون ( لا تقل كل ما تسمع ولا تسمع كل ما يقال) والأسرار أنواع منها ما هو شخصي بحت ومنها ما يتعلق بالوطن ,, والبوح بأي منهما يعتبر خيانة للأمانة تستوجب اتخاذ موقف , ففي الأول لا يوجد له عقاب محدد سوى النتيجة السيئة على الموشى به والإحراج كذلك سوء السمعة لمفشي الأسرار الذي يصفه ديننا الحنيف (مشاء بنميم) بل أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ربط مفشيه بالمنافق في كل الأحوال خيانة للأمانة وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( آية المنافق ثلاث , إذا حدث كذب , وإذا وعد اخلف وإذا أؤتمن خان) وهي صفة مذمومة والثاني تصل عقوبته إذا تعلق بأمن الوطن لجهات أخرى الى درجة التجريم بالخيانة.
والسر بين اثنين يكون مقبولا إذا كان ذا طبيعة خاصة كالأسرار الزوجية أو فرضته ظروف الصداقة الوطيدة , ولكن إذا تعداهما لم يصبح سرا , أما الكلام العابر فلا يعتبر من الأسرار التي تستوجب الكتمان او المحافظة ويفترض أن يتواكب مع عنصر الثقة فيمن يقال له , وهذه نقطة تقديرية لقائله. وكشف أسرار الناس صفة مذمومة , ومؤسفة وليست حماقة فقط إنما يمكن أن نعتبرها مأساة شخصية وتعبر عن مرض مزمن تفقد صاحبها الالتزام بأبسط تعاليم الدين الحنيف , وعلاج المريض من هذه الصفة علاج اجتماعي ومحاولة تقويم الفرد ويجب أن ينبذ اجتماعيا ويتعامل الجميع معه بحذر , ويجب إشعاره أنه يرتكب خطأ في حق نفسه قبل غيره ويكون تجنبه رادعا جماعيا له.
افشاء الأسرار عقدة نقص
وتؤكد عليا الدوسري الموظفة في أحد البنوك أن في حياة كل منا مجموعة من الأسرار التي يحرص عليها كل الحرص ولكن في بعض الأحيان قد يضضر الإنسان الى ان يبوح ببعضا مكنوناته النفسية الى من يعتقد أنه جدير بالصفة ويحمل مسئولية الحفاظ على السر.
وأنا في هذا الشان أرى ان المريض النفسي لا يمكن ان يكون محط أسرار الناس لأنه لا يملك الإرادة وقد يكشف سرا عن حسن نية , بينما من لديه عقدة نقص سيفشيه متعمدا , إما للإساءة الى صاحب السر أو التفوق عليه لكي يتظاهر بأنه يعلم خفايا الأمور ويحقق لنفسه تطلعات غير سوية وطموحات غير صحيحة عن طريق الإساءة للآخرين.
وأنا ارجح أن يكون إفشاء السر عقدة نقص يكمل بها العقد الموجودة بداخله ليضفي على شخصيته أهمية وعلى معلوماته قيمة.
مشكلة اجتماعية خطيرة
الشاعر الغنائي محمد القرني يؤكد وجود هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة ويضيف:
اعتقد ان المشكلة النفسية هي عقدة نقص وافشاء الأسرار قد يكون منها , ومن ضمن المشاكل النفسية حب الانتقام وحب الإطلاع على ردود أفعال الآخرين.
وإفشاء الأسرار يعتمد على السر وإفشائه هل يسبب مشاكل او ردود أفعال قوية أو أنه لا يشكل في حالة إفشائه مشكلة والسر إذا تجاوز الاثنين مقولة لا أؤمن بها لأن السر يجب أن يكون بين الانسان ونفسه في هذا الوقت من الزمن لأنه لو شارك في معرفته أي انسان آخر شاع وانتشر وإفشاء الأسرار ليس حماقة بل هو خطأ جسيم لأنه قد يسبب مشاكل لا حصر لها , ثم أن الانسان يجب أن تكون له أسراره الخاصة التي لا يكشفها للناس والناس مختلفون ففيهم المريض نفسيا وفيهم الرجل السوي وفيهم الإنسان الذي يحمل الأفكار الهدامة.
واعتقد ان علاج السلبيات الاجتماعية ليس بكشف الأسرار ويجب عدم التحدث للآخرين بالأسرار الخاصة لأن السر يشيع ولكل سر خصوصيته لأن لكل إنسان أفكارا وآراء وخصوصية وله أسراره التي يجب أن تكون له وحدة ولا يجب أن يعرفها أحد غيره لأن خروجها لمجتمعه مشكلة خطيرة.
ظاهرة مرضية
وتعتبر الإعلامية صباح الدباغ الذي يفشي أسرار الغير سواء كان رجلا او امرأة إنسانا مريضا وأيضا المرأة التي تفشي أسرار صديقاتها تعتبر فاشلة وكل من يفشي الأسرار ليست لديه ثقة في النفس.
والسر يجب أن يكون محفوظا وله خصوصية ثم أن محاولة كشف أسرار الغير محاولة فاشلة تنم عن سوء خلق لأن الإنسان يجب أن تكون له خصوصياته التي تحفظ له واقعه الذي يعايش به المجتمع.
والسر يجب أن يكون بين اثنين ولا داعي لان يكون بين اكثر من اثنين لأنه لن يكون سر إذا تجاوز الاثنين , وخصوصية السر تكون في انه سر بين اثنين , وسكان الغرب تعودا على ان يراجعوا العيادات النفسية الخاصة لكي يعالجوا مشاكلهم النفسية ولكن نحن مسلمون ولم نعالج مشاكلنا إلا بالقران الكريم أو بالعيادات الخاصة بالأمراض النفسية التي تعالج سلبيات المجتمع ومنها كشف اسرار الآخرين.
ثقة مفرطة
الفنانة التشكيلية بدرية الناصر تعتقد انه من المفروض ان لا يتم إفشاء الأسرار إلا لمن نعطيه الثقة التامة وذلك بعد فترة طويلة من التعامل والعشرة وتشدد على ضرورة الحذر عند أعطاء الأسرار ونوعيتها وتعتبر ان إفشاء الأسرار وسط المجتمع النسائي من اكبر الأخطاء التي نقع فيها إذا تلقفته صديقة لا تؤتمن على الأسرار خاصة ان طبيعة المرأة عدم كتمان السر وتضيف ان العلاج لهذه الحالة هو اما اختيار الصديقة الكفء او عدم إفشاء الأسرار الخاصة لأحد وتعتبر ان الصديقة التي تأتمنها صديقتها على سر وتفشيه انسانة تشكو من عقدة نفسية تكمن في تكوينها الإنساني وتؤكد صحة المقولة التي تقول ان السر إذا تجاوز الاثنين لم يعد سرا فهو يخرج من نطاق السرية وتعتبر انه من الحماقة والنقص كشف أسرار الناس وتشير الى انها تعرضت لمثل هذه المواقف في مجال العمل إلا انها لم تقع بمشاكل كبيرة جراء ذلك أما عن أسرارها الخاصة فلم تفشها إلا لمن تثق بهم ثقة كبيرة وتؤكد انها سحبت الثقة ممن إفشى سرا يخصها وصار تعاملها معهم كمعاملة أي إنسان عادي لا مميز في تعاملها معهم وتشير الى ان العلاج المناسب لمثل هذه الحالة يبدأ منذ الصغر وهو تعويد الصغار على الأمانة فالسر يعتبر أمانة وتعويدهم على حفظ الأمانة يعالج هذه المشكلة في الأجيال القادمة وهذا اقل ما يمكن عمله .. الفنانة التشكيلية عفاف السلمان تعتبر إفشاء الأسرار من قبل الصديقات مشكلة نفسية لعدم ثقة الشخص بنفسه أولا وثانيا عدم ثقته بالشخص الذي أأتمنه على سره ووضعه في هذه المكانة فيكون انسانا غير سوي وغير مبال بما قد يحصل من تجريح وعواقب افشاء هذا السر فهذا الشخص غير قادر على تحمل المسئولية والامانة التي وضعت عنده وتشير الى ان مثل هؤلاء الأشخاص قلما يستطيعون الوصول لمناصب او حب الناس واحترامهم وتوافق عفاف السلمان زميلاتها على ان السر إذا تجاوز الاثنين لا يعتبر سرا وهو مجرد كلام عابر لانه لم يبق كما هو وسينتقل من شخص لآخر وإضافة بعض الزيادات عليه ويتحول من سر الى مجرد أقاويل قيلت وتداولت بين اكثر من شخص فالسر هو الذي يكون بين الاثنين ويكون الشخص امينا على حفظه كما انها تعتبر كشف الأسرار حماقة لأنها تتعلق بحياة الآخرين ومصائرهم متعلقة و تضيف كل انسان لديه بعض الأسرار تحتم عليه الظروف علي ان يخبر بها احد أصدقائه وهنا يجب ان يحسن اختيار الصديق الصدوق الوفي الذى يؤتمن على الامانه ويحفظ السر ومع ذلك يجب على الفرد ان يحتفظ بجزء من أسراره لنفسه لان الانسان في طبيعته التي فطره الله عليها يجب ان يحتفظ باشياء في ذاكرته لنفسه لا يستطيع ان يطلع عليها احدا وعن الكيفية التي يمكن ان تعالج فيها عملية إفشى الأسرار تقول ان يضع كل شخص نفسه في مكان الاخر الذي إفشاء سره فعامل الناس كما تحب ان يعاملوك فالأسرار لا تقال كلها بل بعضها لإناس يستحقون ان تضع سرك عندهم وتضيف ان هناك حالة واحدة فقط في رأيي يستطيع الانسان ان يبوح بها بسر شخص ما وهي عندما تتعلق بمسألة حياة او موت وفيها إنقاذ لحياة إنسان او لإصلاح بين زوجين او لإعادة انسان الى طريق الصواب اذا كان مدمنا ولا يعرف الا صديقه بشرط عدم الإساءة اليه وتذكر الفنانة التشكيلية السلمان انه لم يسبق ان أفشت سرا من أسرارها الخاصة الا لشخص تثق فيه وانه سبق ان تعرضت من قبل زميلة لافشاء أحد أسرارها مما جعلني أكون حذرة بالتعامل معها واعتبره درسا لي وتضيف سمعت عن قصة زميله كانت تسر لإحدى صديقاتها عن أسرار حياتها مع زوجها إلا ان هذه الصديقة استخدمت هذه الأسرار لتخريب العلاقة لتظفر بالزوج او تمارس معها ضغوطا أخرى لتحقق مصلحة لنفسها.
حفظ الأسرار يعلم منذ البداية
إفشاء الأسرار قد يحطم الأسرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.