شهدت منافسات القسم الأول في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين كرا وفرا من كافة الفرق كلٍ على قدر إمكاناته الفنية ووفقا لطموحاته. فهناك من كان يبحث عن المقدمة وهناك من كان ينشد الاستقرار في المنطقة الدافئة، بينما البعض الآخر دخل في معترك الصراع من أجل الهروب من القاع بحثا عن البقاء بين الأقوياء في دوري الأضواء. ويعتبر النصر الرابح الأكبر خلال القسم الأول كونه توج جهوده الكبيرة بالصدارة وحقق لقب (بطل الشتاء) المعنوي، والأهم من ذلك أنه لم يخسر أي مباراة رغم بعض الأخطاء التحكيمية التي كاد يدفع ثمنها باهظا، نتيجة تصاعد مستوياته الفنية من مباراة لأخرى وصلابة دفاعه الذي يبقى هو الأقوى في البطولة التي خاض معظم مبارياتها دون لاعبين أجانب باستثناء المدافع البحريني محمد حسين. وفي المقابل فإن النهضة الذي عاد للأضواء بعد اثنين وعشرين عاما من الغياب قضاها في دهاليز الدرجتين الأولى والثانية بات قريبا من العودة من حيث أتى. فالفريق الذي يقبع في المؤخرة يعد الوحيد الذي لم يحقق أي حالة فوز وأضحى بقاؤه بين الكبار مرهونا بعدة عوامل منها تحسن مستوياته وتغير نتائجه نحو الأفضل إلى جانب تعثر منافسيه. وبلا شك فان منافسات القسم الثاني التي انطلقت أمس الخميس ستكون أكثر سخونة وإثارة من سابقتها وربما تكون المفاجآت خلالها حاضرة بقوة على اعتبار أنها ستشهد تغييرات جذرية في بعض الفرق التي بدأت من الآن التمحيص والتنقيب عن لاعبين أجانب ومحليين، لتدعيم صفوفها وترتيب أوراقها خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تتزامن مع المرحلة الأخيرة التي تعتبر مرحلة حصاد وكل نقطة لها ثمنها وأهميتها في سباق القمة والقاع. وفي اعتقادي أن عنصر "التحكيم" يبقى الأهم خلال المرحلة المقبلة، فهو حتى اللحظة "نقطة سوداء" في البطولة، وبالتالي عليه الاستفادة من أخطائه السابقة وتلافيها في المقبل من المباريات إذا رغب في ذلك، لا سيما أن الدور الثاني ستكون جميع مبارياته حساسة لكل الفرق، وأي خطأ تحكيمي مؤثر قد يسهم في اختلال الموازين ويعيد لعبة الكراسي الموسيقية على مستوى فرق المقدمة والمؤخرة. كما أن اتحاد اللعبة مطالب بالتعاون بشكل أكبر من السابق مع إدارات الأندية والاستجابة لمطالبها بتواجد الحكم الأجنبي في المباريات الحاسمة والمصيرية ومباريات الديربي والكلاسيكو لكي يجمّل صورة حكامه ويحفظ ماء الوجه من جهة ويُريح لجانه ويستريح من جهة أخرى. صواريخ .. أرض .. جو لقد أحسنت إدارة الاتحاد المكلفة صنعا عندما طلبت من مكتب رعاية الشباب بجدة تحديد موعد لعقد الجمعية العمومية غير العادية لانتخاب إدارة جديدة تنتشل النادي من مستنقع الأزمات المالية والإدارية والشرفية وتقوده لبر الأمان. تعتبر الأندية المنتج الذي تراهن عليه رابطة دوري المحترفين لاستقطاب المستثمرين، لكن -مع الأسف- مازال عمل الرابطة دون الطموح. فالأندية مازالت تئن من وطأة الديون وتصرخ بسبب تأخر مستحقاتها المالية، فهل ستُغير الرابطة سياستها في المستقبل وتسخر إمكاناتها لمصلحة الأندية؟ أم ستقف موقف المتفرج ؟