وجه مسؤولون اميركيون اصابع الاتهام ل (شبكات اسلامية) قالوا ان بينها تنظيم القاعدة يمكن ان تكون وراء الاعتداء على مقر الاممالمتحدة في بغداد، مشددين على الطابع المعقد للعملية التي تم تنفيذها وعلى تسلل عناصر اصولية من خارج العراق الى الاراضي العراقية. وقال ممثل الاحتلال الحاكم المدني الاميركي على العراق بول بريمر في مقابلات ادلى بها من بغداد لمحطات تلفزيونية ان الامر يتعلق بالتأكيد باعتداء من حجم مغاير للاعتداءات السابقة بما فيها الاعتداء على السفارة الاردنية في السابع من اغسطس. ورأى انه من الممكن ان يكون الاعتداء بالشاحنة المفخخة ضد مبنى الاممالمتحدة الثلاثاء من تنفيذ ارهابيين اجانب. وقد ادت العملية الى مقتل 24 شخصا على الاقل، بينهم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى العراق سيرجيو فييرا دي ميلو. واورد بريمر بالتحديد اسم (انصار الاسلام)، وهي مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة كانت ناشطة في شمال العراق قبل التدخل العسكري الاميركي البريطاني ضد العراق. وقال بريمر في حديث الى محطة (اي بي سي) الاميركية التلفزيونية (اننا نعتبر هذه المجموعة الارهابية اخطر مجموعة في العالم. وبالاضافة الى (انصار الاسلام)، اشار الى دخول اكثر من مئة ارهابي غريب على الارجح الى العراق بجوازات سفر سورية وسودانية ويمنية. وقال المسؤول السابق في شؤون مكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ستانلي بيدلينغتون ان اسلوب العمل في الاعتداء على مقر الاممالمتحدة في بغداد هو اسلوب القاعدة المعروف. واشار بيدلينغتون الذي يعمل كخبير في مركز الابحاث الخاص (سنتر فور كانتر انتليجنس اند سيكيوريتي ستاديز) في السياق نفسه الى الاعتداءات الاخيرة بالسيارات المفخخة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية وعلى السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا والتي يشتبه بتورط القاعدة فيها. وقال : لا بد من ان تتوفر دلائل اضافية قبل التوصل الى خلاصات، الا ان تنظيم اسامة بن لادن يظهر كاحد المتهمين الاساسيين، مشيرا الى انتشار القاعدة في حوالى ستين بلدا. واوضح ستانلي بيدلينغتون ان احتمال ان يكون العمل من تنفيذ عناصر موالية لصدام حسين هو احتمال وارد ايضا. الا انه قال ان الاعتداء على مقر الاممالمتحدة والاعتداءات الاخرى وعمليات التخريب في الاسابيع الاخيرة تكشف ان المقاومة ضد القوات الاميركية ترتدي طابعا اكثر تعقيدا ومتعدد الاحجام. وقال مدير شركة (غلوبال اوبشينز) للاستشارات نيل ليفينغستون الخبير في شؤون الارهاب ان هذه الاعتداءات تدل على مستوى في النشاط المعادي للولايات المتحدة اكبر مما كان في الامكان تصوره بالنسبة الى الموارد والاشخاص، الامر الذي يدعم نظرية وقوف القاعدة وراء الاعتداء. واضاف ان الامر لم يعد يتعلق بعمليات من اجل اعادة حكم صدام حسين، انما بفتح الاسلاميين جبهة جديدة في حربهم الجهادية ضد قوات احتلال غربية في بلد مسلم. ورأى ليفنغستون انه لا يبدو ان هناك تنسيقا في العملية مع انصار للنظام السابق او مع الشيعة الذين يشكلون غالبية في العراق. وقال ان مسألة استهداف الاممالمتحدة لا يشكل مفاجأة، طالما ان المنظمة الدولية في نظر القاعدة تنبثق عن انظمة الحكم الغربية ومعادية للدين. ويقول المحلل في الشؤون الدفاعية في مركز (سنتر فور استراتيجيك اند بادجيتيري اسيسمينتز) الخاص اندرو كريبينفيتش ان الهدف الاساسي لهذه الاعتداءات هو اعطاء الانطباع بان الولاياتالمتحدة تفقد السيطرة على الوضع وبالتالي تكثيف المقاومة ضد المحتل في العراق.